تاريخ النشر 8 يوليو, 2021
تُعد مشكلة السرقة عند الأطفال من أكثر السلوكيات التي تثير قلق الأهل، خاصة حين يتكرر الأمر في مواقف مختلفة. فالسرقة ليست مجرد أخذ شيء لا يخص الطفل، بل لها أبعاد أخلاقية ودينية واجتماعية وقانونية. وهنا تظهر الحاجة إلى فهم أسباب السرقة عند الأطفال وعلاجها بأسلوب علمي هادئ بعيد عن العقاب العنيف أو التشهير.
من المهم أن نعرف أن الطفل في سنواته الأولى قد لا يُدرك معنى السرقة وحدودها، فهو يتصرف بدافع الفضول أو الرغبة في امتلاك شيء ما دون أن يفهم تبعات الأمر. ولهذا فإن دور الأهل والمعلمين محوري في توجيهه وتعليمه القيم الصحيحة.

لماذا يسرق الطفل المال أو الأشياء؟
من أكثر الأسئلة التي تُطرح: لماذا يسرق الطفل المال؟
الحقيقة أن هناك عدة دوافع قد تفسر هذا السلوك، منها ما يرتبط بالبيئة الأسرية، ومنها ما يتعلق بالنمو النفسي والاجتماعي للطفل.
1- الجهل بمفهوم السرقة
قد لا يعرف الطفل ببساطة أن أخذ غرض من صديقه أو أخيه دون إذن يُعد سرقة. بل قد يشجعه بعض الأهل على ذلك بالضحك أو التغاضي، مما يرسّخ لديه أن هذا السلوك طبيعي.
2- الانتقام
بعض الأطفال يلجؤون إلى السرقة كوسيلة للانتقام من والديهم أو أصدقائهم. على سبيل المثال، قد يسرق الطفل من أبيه ليعبر عن غضبه من معاملة قاسية، أو من زميله في الصف بسبب الغيرة أو المنافسة.
3- حب الاستطلاع
الفضول من السمات الطبيعية لدى الأطفال. فإذا شاهد شيئًا مخفيًا أو ممنوعًا قد يحاول أخذه لا بدافع الحاجة، بل بدافع حب الاستطلاع.
4- التدليل الزائد
الطفل الذي اعتاد أن يُلبى كل طلباته قد يسرق عندما يُفاجأ بالرفض لأول مرة. التدليل الزائد يولّد شعورًا بالاستحقاق المطلق.
5- الكبت والحرمان
أحيانًا يكون الدافع وراء السرقة شعور الطفل بالحرمان النفسي أو المادي، فيلجأ لسرقة المال لشراء لعبة أو حلوى تعوضه عن مشاعر النقص.
6- الخوف من العقاب
قد يسرق الطفل للتغطية على خطأ أو فقدان شيء، معتقدًا أن السرقة وسيلة لحماية نفسه من العقاب.
7- التفاخر أمام الآخرين
بعض الأطفال يسرقون ليشتروا أغراضًا للتفاخر أمام أصدقائهم، في محاولة لإثبات الذات والتشبه بالآخرين.
طفلي يسرق ويكذب: كيف أتصرف؟
من أكثر العبارات المؤلمة التي قد تقولها الأم: طفلي يسرق ويكذب.
التعامل مع هذه الحالة يحتاج إلى:
- الصبر والهدوء وعدم اللجوء للعقاب الجسدي.
- التحدث مع الطفل بشكل صريح وهادئ عن خطورة ما يفعل.
- تجنب نعته بألقاب سلبية مثل (سارق) أو (لص)، لأنها قد تلتصق به نفسيًا وتؤثر على ثقته بنفسه.
- إعطاؤه فرصة لتصحيح خطئه بنفسه، كأن يعيد الغرض لصاحبه ويعتذر.
إذا شعرتِ أن طفلك بحاجة لدعم أكبر أو أنكِ تحتاجين لإرشاد متخصص في التعامل مع السلوكيات التربوية المختلفة، يمكنكِ حجز جلسة استشارية خاصة
علاج مشكلة السرقة عند الأطفال
بعد فهم الدوافع، يأتي دور العلاج العملي. وفيما يلي أبرز الخطوات:
1- الفهم
محاولة تحديد الدافع وراء تصرف الطفل، هل هو بسبب حرمان مادي؟ أم شعور بالإهمال؟
2- المواجهة الهادئة
التحدث مع الطفل بجدية وهدوء دون توبيخ قاسٍ. يجب أن يشعر أن والديه موجودان لدعمه وتوجيهه لا لمعاقبته فقط.
3- المراقبة والمتابعة
على الأهل متابعة سلوك الطفل بدقة، مع الانتباه لسلوكياتهم هم أنفسهم لأن الطفل يقلّد الكبار.
4- تخصيص مصروف ثابت
من أفضل الحلول أن يُمنح الطفل مصروفًا يوميًا أو أسبوعيًا ولو بسيطًا، ليشعر بالاستقلالية ويُلبّي رغباته دون الحاجة للسرقة.
5- عدم التشهير
التشهير بالطفل أمام الآخرين يترك جرحًا نفسيًا عميقًا. الأفضل معالجة الموقف بهدوء داخل البيت فقط.
6- التربية الدينية والأخلاقية
من الضروري شرح حرمة السرقة بلغة بسيطة يفهمها الطفل، وأنها عمل يرفضه الدين والمجتمع والقانون.
7- بناء علاقة قائمة على الحب
الحب والتفاهم هما الأساس. الطفل الذي يشعر بالأمان العاطفي أقل عرضة للجوء إلى السلوكيات الخاطئة.
نصائح عملية للأهل حول مشكلة السرقة عند الأطفال
- احرصي على الحوار المستمر مع طفلك حول القيم والأخلاق.
- كوني قدوة له بعدم أخذ أي شيء دون إذن.
- عززي السلوكيات الإيجابية بالمكافأة والثناء.
- ابتعدي عن القسوة أو التخويف المبالغ فيه.
- ساعدي طفلك على التعبير عن مشاعره بدلاً من اللجوء للسلوك الخاطئ.
دور التربية السليمة في الوقاية من السرقة
الوقاية دائمًا أفضل من العلاج. كلما نما الطفل في بيئة صحية قائمة على التفاهم والوضوح والقدوة الجيدة، قلّت احتمالية لجوئه إلى السرقة أو الكذب.
دورة قواعد التوجيه الصحيح من كنز أكاديمي
إذا كنتِ ترغبين في الحصول على دعم عملي قائم على أسس علمية لمساعدة طفلك في تعديل سلوكياته مثل تعليم الحمام أو التعامل مع مشكلة السرقة عند الأطفال، فـ دورة قواعد التوجيه الصحيح من كنز أكاديمي هي الاختيار الأمثل لتعزيز جهودك.
الدورة مصممة خصيصًا للأطفال من عمر سنتين حتى ست سنوات، وتقدمها غزل بغدادي، المستشارة التربوية صاحبة الخبرة التي تتجاوز عشر سنوات في تربية الأطفال.
الخاتمة
إن أسباب السرقة عند الأطفال وعلاجها ليست أمرًا عابرًا، بل تحتاج إلى وعي وصبر من الأهل. الطفل ليس مجرمًا صغيرًا بل متعلمًا في طور النمو. بالحب، والقدوة، والتربية السليمة يمكننا تعديل هذا السلوك منذ البداية قبل أن يتحول إلى عادة.
أمثلة جمل يمكنك استخدامها مع الطفل الذي يسرق
- «أعلم أنك أخطأت، لكنك تستطيع تصحيحها الآن. هل ستعيد الشيء لصاحبه؟»
- «عندما تقول الحقيقة، نحل المشكلة معًا. أنا هنا لمساعدتك.»
- «أخذ شيء دون إذن يجرح الناس، لذا سنعمل على تعويضه.»
إقرأي أيضاً: الشخصية الانطوائية عند الأطفال
الأسئلة شائعة حول الأسباب التي تدفع الطفل إلى السرقة
تقليد الآخرين دون وعي بأن الفعل خاطئ.
الرغبة في الحصول على أشياء لا يستطيع شراؤها.
لفت الانتباه أو إثبات الذات.
الحرمان العاطفي أو الشعور بالغيرة من الآخرين.
ضعف التوجيه الأسري أو غياب القدوة.
التحدث معه بهدوء وشرح أن السرقة سلوك خاطئ.
تعليم الطفل قيمة الأمانة والصدق.
تلبية احتياجاته الأساسية بقدر المستطاع.
تعزيز السلوك الإيجابي بالمدح والتشجيع.
توجيهه لرد ما أخذه والاعتذار.
الفصل بين الفعل (السرقة أو الكذب) وبين شخصية الطفل، فلا نصفه بـ “سارق” أو “كاذب”.
غرس الثقة والأمان بدلًا من العقاب القاسي.
التحدث عن عواقب الكذب والسرقة بطريقة مناسبة لعمره.
مراقبة أصدقائه والبيئة المحيطة به.
العقاب يجب أن يكون تربويًا وليس قاسيًا.
يمكن حرمانه من بعض الامتيازات (مثل وقت الشاشة أو الخروج مع الأصدقاء).
تشجيعه على رد ما سرق بنفسه، وهذا يُعد جزءًا من التعلم.
ربط العقوبة بالخطأ بشكل مباشر ومفهوم للطفل.
تم تحرير هذه المقالة لموقع “علمتني كنز” اعتماداً على معلومات مقدمة من قبل:
محمد أيوب
أخصائي في علم النفس والتربية الخاصة
لمعلومات أكثر حول موضوع المقالة
نصيحة اليوم
اشتركي الآن ببرنامج سنة أولى أمومة ❤️