تاريخ النشر 22 سبتمبر, 2025
طرق التعبير عن المشاعر للاطفال بشكل صحي تعتبر من أهم الأسس التي تساعد الوالدين على بناء جيل قوي نفسياً وقادر على مواجهة المواقف الحياتية بمرونة، فالطفل في سنواته الأولى يمر بالكثير من المشاعر المتناقضة مثل الخوف، الغضب، الفرح، الحزن، والقلق، وهنا يأتي دور الأهل في تعليمه كيف يعبر عنها بطريقة سليمة وآمنة.
عندما ينجح الأهل في ترسيخ هذه المهارة فإنهم يضعون حجر الأساس لعلاقات اجتماعية ناجحة وثقة بالنفس منذ الصغر، ولا يمكن النظر إلى طرق التعبير عن المشاعر للاطفال بشكل صحي على أنها رفاهية بل هي ضرورة تربوية توازي في أهميتها التعليم الأكاديمي لأنها تمثل الدرع الواقي ضد السلوكيات السلبية.
طرق التعبير عن المشاعر للاطفال بشكل صحي وأمن
من أبرز طرق التعبير عن المشاعر للاطفال بشكل صحي أن نمنحهم فرصة لاستخدام الكلمات بدلاً من السلوكيات العنيفة، فعندما نعلم الطفل أن يقول أنا غاضب بدلاً من أن يصرخ أو يدفع غيره فإننا نمنحه وسيلة حضارية للتواصل، كذلك يمكن للأمهات والآباء الاستفادة من الأنشطة اليومية مثل الرسم واللعب التمثيلي للتعبير عن المشاعر، حيث تساعد هذه الأنشطة الأطفال على إخراج ما بداخلهم بطريقة آمنة.
ووجود بيئة داعمة في المنزل له دور محوري في تعزيز طرق التعبير عن المشاعر للاطفال بشكل صحي، فعندما يشعر الطفل أن والديه يتقبلان مشاعره مهما كانت يصبح أكثر قدرة على الحديث عنها دون خوف أو خجل، وفي هذا السياق تؤكد أكاديمية كنز في برامجها على أن منح الطفل مساحة من الحرية في التعبير هو الخطوة الأولى لتقوية شخصيته وبناء ثقته بنفسه.
من خلال وكلاؤنا في الوطن العربي تجدين مساحة للتعلم والتواصل، مع فرص للاستفادة من خبرات متخصصة تراعي احتياجاتك كأم.
التعبير عن المشاعر للأطفال: الإيجابية والسلبية
من المهم أن ندرك أن طرق التعبير عن المشاعر للاطفال بشكل صحي لا تعني التركيز فقط على المشاعر الإيجابية مثل الفرح والسرور بل تشمل أيضًا المشاعر السلبية مثل الغضب والخوف، فالطفل الذي يمنح مساحة ليقول أنا حزين أو أنا خائف يتعلم كيف يتعامل مع هذه الحالات النفسية بدلاً من كبتها.
وهنا يظهر دور الأهل في توضيح أن جميع المشاعر طبيعية ومقبولة، لكن المهم هو طريقة التعبير عنها، فالأطفال الذين يتعلمون التعبير المتوازن عن مشاعرهم يكبرون وهم قادرون على تكوين علاقات صحية مع أقرانهم ومع الآخرين في المستقبل.
في هذا الإطار تظهر الدراسات أن تعليم الأطفال مهارة إدارة المشاعر يقلل من احتمالية لجوئهم إلى السلوك العدواني، كما أن دمج الألعاب التفاعلية والقصص التربوية يساعد في تبسيط مفهوم المشاعر للطفل، فيدرك الفرق بين التعبير الإيجابي الذي يقربه من الآخرين، والتعبير السلبي الذي قد يسبب مشاكل.
كيفية التعبير عن المشاعر بشكل صحي؟
طرق التعبير عن المشاعر للاطفال بشكل صحي يحتاج إلى توازن بين السماح لهم بإظهار عواطفهم بحرية وتوجيههم للطريقة السليمة في ذلك، وهنا يمكننا التفرقة بين نوعين من المشاعر التي يمر بها الطفل:
التعبير عن المشاعر الإيجابية:
المشاعر الإيجابية مثل الفرح، الحب، والامتنان هي الأسهل في التعبير لكنها تحتاج أيضًا إلى تعزيز، فعندما يظهر طفلك حماس لإنجاز ما امدحيه وشجعيه على مشاركة فرحته بالكلمات، فمثلاً قولي: أنا سعيدة لأنك فخور بنفسك، وهذا النوع من التواصل يعلمه طرق التعبير عن المشاعر للاطفال بشكل صحي وأن التعبير عن الفرح لا يقل أهمية عن التعامل مع المشاعر السلبية.
التعبير عن المشاعر السلبية:
من أكثر التحديات التي تواجه الأمهات هي مساعدة الطفل على التعامل مع المشاعر السلبية مثل الغضب أو الخوف، فـ بدلاً من قمع هذه المشاعر يحتاج الطفل إلى من يرشده نحو الطريقة السليمة للتعبير عنها، وهنا يأتي السؤال الأهم: كيف يعبر الطفل عن مخاوفه؟ والجواب يكمن في توفير بيئة آمنة يثق فيها الطفل بوالديه، حيث يسمح له بالتحدث عن قلقه دون تهكم أو عقاب.
على سبيل المثال إذا قال طفلك إنه يخاف من النوم بمفرده، يمكنك أن تشعريه بالأمان من خلال التدرج، أي اجلسي بجواره لبعض الوقت ثم امنحيه لعبة محببة أو ضوء خافت يساعده على الاسترخاء، وفي دورة الذكاء العاطفي التي تقدمها أكاديمية كنز يتم التركيز على هذه النقاط العملية مع الأمهات لتعلم استراتيجيات فعالة للتعامل مع المشاعر السلبية للطفل بطريقة صحية وداعمة.
خطوة مثل أن تحجزي استشارة تساعدك على التعرف على أساليب جديدة للتعامل مع طفلك، وتجعلك أكثر ثقة في نفسك كأم واعية.
أهمية التعبير عن المشاعر لدى الأطفال
إن أهمية تعليم طرق التعبير عن المشاعر للاطفال بشكل صحي تكمن في أنه يساهم في تطوير شخصية متوازنة منذ الصغر، وعندما يعرف الطفل كيف يصف مشاعره بكلمات واضحة فإنه يصبح أكثر قدرة على حل المشكلات والتواصل مع الآخرين بفعالية.
كذلك فإن إدراك الطفل لمشاعره يساعده على بناء وعي ذاتي ينعكس بشكل مباشر على مستقبله الأكاديمي والاجتماعي، ومن جانب آخر فالتعبير عن المشاعر يحمي الطفل من القلق المفرط أو الانطواء لأنه يجد متنفس صحي لكل ما يشعر به، والأهل الذين يدعمون أبناءهم في هذا المجال يكتشفون أنهم أكثر قدرة على التعامل مع المواقف الصعبة دون انهيار أو خوف.
وهذا ما تسعى إليه الدورات التربوية المتخصصة مثل دورات الرعاية بالطفل، حيث تركز على تزويد الأهل بالمهارات العملية لمساندة أطفالهم في مواجهة ضغوط الحياة اليومية، بالإضافة إلى ذلك هناك جانب آخر بالغ الأهمية وهو أن هذه العملية تعزز مفهوم الذكاء العاطفي لدى الطفل، ما يمنحه أدوات قوية للتفاعل بشكل إيجابي مع نفسه ومع الآخرين.
من خلال باقات الأم والطفل تصبحين أكثر قدرة على التعامل مع السلوكيات الصعبة لطفلك، فتتعلمين كيف تضعين الحدود بحب وتبنين علاقة تقوم على الثقة والاحترام المتبادل.
وفي النهاية، يمكن القول إن تبني طرق التعبير عن المشاعر للاطفال بشكل صحي ليس خيار إضافي بل هو جزء لا يتجزأ من التربية السليمة، وعندما نساعد الطفل على فهم مشاعره والتعبير عنها بطرق إيجابية فإننا نمنحه هدية عظيمة وهي التوازن النفسي والقدرة على بناء علاقات صحية مع نفسه ومع الآخرين، والأكاديمية المتخصصة مثل أكاديمية كنز تؤكد دائمًا أن هذه المهارات لا تتطور تلقائياً بل تحتاج إلى تدريب مستمر ودعم من الأهل عبر الاستفادة من برامج مثل دورات الرعاية بالطفل ودورات الذكاء العاطفي.
الأسئلة الشائعة حول طرق التعبير عن المشاعر للاطفال بشكل صحي
كيف أساعد طفلي على التعبير عن مشاعره؟
يمكنك مساعدة طفلك على التعبير عن مشاعره من خلال منحه مساحة آمنة للحديث وتشجيعه على استخدام كلمات واضحة تصف ما يشعر به، أي شاركيه القصص والألعاب التي تعكس مشاعر مختلفة وكوني قدوة في التعبير عن مشاعرك بشكل إيجابي، وتذكري أن التشجيع المستمر يعزز ثقته بنفسه.
كيفية وصف المشاعر للأطفال؟
أفضل طريقة لوصف المشاعر للأطفال هي استخدام أمثلة ملموسة مرتبطة بحياتهم اليومية، مثلًا هل تذكر عندما ابتسمت لأنك حصلت على هدية؟ هذا شعور بالفرح، يمكنك أيضًا الاستعانة ببطاقات تعبير الوجه أو الصور، فهي تسهل على الطفل الربط بين الكلمة والشعور بشكل مبسط ومفهوم.
نصيحة اليوم
اشتركي الآن ببرنامج سنة أولى أمومة ❤️