تاريخ النشر 22 ديسمبر, 2020
تعلق الطفل بأمه من أبرز الظواهر التي تواجهها الأمهات في السنوات الأولى من حياة الطفل. قد يبدو الأمر طبيعياً في البداية، لكنه أحياناً يتحول إلى تحدٍ يومي يرهق الأم ويجعل الطفل أكثر قلقاً. علامات تعلق الرضيع بامه تظهر في البكاء المستمر عند غيابها، عدم القدرة على النوم إلا بجوارها، أو حتى رفض التعامل مع الآخرين. في هذا المقال سنناقش أسباب تعلق الطفل الشديد بأمه، كيفية التعامل معه، وأفضل الطرق لتقليل القلق لدى الطفل مع تعزيز شعوره بالأمان.
ما سبب تعلق الطفل بأمه؟
يعود سبب تعلق الرضيع الشديد بأمه إلى عدة عوامل، أهمها:
- الارتباط العاطفي المبكر: منذ الولادة، تمثل الأم مصدر الأمان والطعام والدفء، مما يجعل الطفل يعتمد عليها بشكل أساسي.
- عدم إدراك مفهوم الاستمرارية (ديمومة الأشياء): الطفل في عمر صغير لا يفهم أن الأشياء والأشخاص ما زالوا موجودين حتى إن غابوا عن عينيه. لذلك، عند غياب الأم يشعر وكأنها لن تعود أبداً.
- التجارب السابقة: إذا اعتادت الأم على الخروج فجأة دون إعلام الطفل، فقد يرسخ ذلك الخوف داخله ويزيد من اسباب تعلق الطفل الزائد بامه.
تعلق الطفل بأمه
علامات تعلق الرضيع بامه
هناك العديد من المؤشرات التي تدل على شدة التعلق، ومنها:
- بكاء شديد عند ابتعاد الأم حتى لو لثوانٍ.
- ملاحقة الأم في كل مكان داخل المنزل.
- رفض النوم منفصلاً عنها (تعلق الطفل بالام وقت النوم).
- الخوف من الغرباء أو رفض البقاء مع الأب أو الآخرين.
- القلق الزائد عند غياب الأم ولو لفترة قصيرة.
تعلق الطفل بالام وقت النوم
من أبرز التحديات التي تواجه الأمهات أن الطفل لا ينام إلا بوجودها بجانبه. ويعود ذلك لارتباط النوم بالأمان الذي تمنحه الأم.
طرق المساعدة:
- البدء بالتدرج في جعله ينام في سريره مع وجود الأم بجانبه.
- استخدام روتين ثابت للنوم (قصة قصيرة، ضوء خافت، موسيقى هادئة).
- تعزيز ثقة الطفل بأن الأم قريبة حتى لو لم تكن بجانبه طوال الوقت.
تعلق الطفل بامه بعمر السنتين
عند بلوغ الطفل عامين، من المفترض أن يصبح أكثر استقلالية، لكن بعض الأطفال يستمرون في التعلق الشديد. في هذا العمر، يبدأ الطفل في اختبار الاستقلالية، لكن خوفه من فقدان الأم يجعله يتشبث بها أكثر.
كيفية التعامل:
- تشجيع الطفل على اللعب مع الآخرين لبناء علاقات جديدة.
- تعزيز الثقة من خلال التواجد المستمر، مع منحه مساحة للتجربة.
- عدم السخرية من مشاعره أو إجباره على الانفصال.
حل مشكلة تعلق الطفل الرضيع بامه
الحلول تتطلب صبراً وتدرجاً، ومن أبرزها:
- المصارحة والتوضيح: أخبري طفلك أنك ستغادرين الغرفة أو المنزل ومتى ستعودين.
- الألعاب التعليمية: مثل لعبة الاختفاء والعودة (إخفاء لعبة ثم إعادتها) لمساعدته على فهم أن الغياب مؤقت.
- التدرج في الانفصال: ترك الطفل لفترات قصيرة مع الأب أو أحد المقربين ليتعود تدريجياً.
- منح الأمان: طمأنة الطفل بأن الأم ستعود دائماً مهما غابت.
إذا كنتِ تشعرين أن تعلق طفلك بأمّه أصبح مصدر قلق أو يؤثر سلباً على يومياتكم، لا تتردّدي في حجز استشارة تربوية مع إحدى المستشارات المتميزات في علمتني كنز.
اسباب تعلق الطفل الزائد بامه
- الخوف من الانفصال: وهو جزء من النمو النفسي للطفل.
- الاعتماد الكامل على الأم: في الطعام، النوم، اللعب وحتى التسلية.
- التجارب السلبية: مثل تركه فجأة أو تغييرات مفاجئة في روتين حياته.
- الطبع الشخصي: بعض الأطفال بطبيعتهم أكثر حساسية وميلاً للتعلق.
كيف يساعدك كورس “الطفل في السنة الأولى” من أكاديمية كنز؟
إذا كنتِ تبحثين عن طرق عملية للتعامل مع تعلق طفلك بك، فإن كورس الطفل في السنة الأولى من أكاديمية كنز يقدم لكِ الأدوات اللازمة لفهم سلوكيات طفلك، كيفية التعامل مع تعلقه، وتطوير مهاراتك في التربية. الكورس مصمم خصيصاً للأمهات لمساعدتهن على تخطي هذه المرحلة بأمان وثقة.
في النهاية، يمكن القول إن تعلق الطفل بأمه مرحلة طبيعية في النمو، لكنها تحتاج إلى وعي الأم وصبرها للتعامل معها بشكل سليم. معرفة علامات تعلق الرضيع بامه، وفهم اسباب تعلق الطفل الزائد بامه، يساعدك على إيجاد طرق عملية مثل الألعاب التعليمية والتدرج في الانفصال. تذكري أن الحل ليس في الهروب من الطفل بل في منحه الطمأنينة والأمان. ومع مرور الوقت والصبر، ستجدين أن تعلقه بك يصبح صحياً ومتوازناً، مما يساعده على بناء شخصية مستقلة وواثقة.
أسئلة شائعة حول تعلق الطفل بأمه
متى يكون تعلق الطفل بأمه غير طبيعي؟
يكون تعلق الطفل غير طبيعي عندما يستمر بشكل مبالغ فيه بعد عمر 3 سنوات، أو عندما يمنعه من التفاعل مع الآخرين أو الذهاب إلى الروضة، أو إذا صاحبه قلق مفرط وبكاء شديد عند غياب الأم حتى لفترات قصيرة. في هذه الحالة يفضل استشارة مختص لمتابعة الوضع.
كيف أتعامل مع طفلي شديد التعلق بي؟
- التحدث معه بصدق وإخباره بمكانك عند غيابك.
- التدرج في الانفصال بتركه لفترات قصيرة مع الأب أو أحد المقربين.
- تشجيعه على اللعب مع أطفال آخرين لبناء الثقة.
- منحه الطمأنينة بأنك ستعودين دائماً.
هذه الطرق تقلل من خوفه وتساعده على التكيف بشكل صحي.
ما هي أسباب ابتعاد الطفل عن أمه؟
أحياناً قد يبتعد الطفل عن أمه بسبب:
- شعوره بالإحباط أو الغضب نتيجة قيود أو عقاب.
- انجذابه إلى شخص آخر يمنحه اهتماماً أكبر.
- تغيرات في البيئة مثل قدوم مولود جديد.
- احتياجه للاستقلالية خاصة مع التقدم في العمر.
هذه المراحل غالباً طبيعية، لكن إذا طال الابتعاد بشكل لافت يجب البحث عن الأسباب العاطفية أو النفسية.
ما هي متلازمة التعلق بالأم؟
هي حالة من التعلق الزائد بالأم حيث يرفض الطفل الانفصال عنها في أي موقف تقريباً، سواء في النوم، أو المدرسة، أو حتى اللعب. غالباً ترتبط بقلق الانفصال، وإذا استمرت لفترة طويلة قد تؤثر على نمو الطفل الاجتماعي واستقلاليته. العلاج يكمن في التدرج، تعزيز الثقة بالنفس، وفي بعض الحالات استشارة مختص نفسي أو تربوي.
إقرأي أيضاً: “مكافأة الطفل والتحفيز الداخلي”
———
تم تحرير هذه المقالة من قبل:
غزل بغدادي
مؤسسة مشروع علمتني كنز
حاصلة على دبلوم مونتيسوري من مركز أميركا الشمالية NAMC
بإمكانك مشاهدة البث المباشر مع غزل بغدادي بعنوان “هل تصرفي صحيح أم خاطئ مع طفلي؟”
نصيحة اليوم
اشتركي الآن ببرنامج سنة أولى أمومة ❤️
