تاريخ النشر 10 أغسطس, 2025

الاعتداء الجنسي على الأطفال يُعد من أخطر التهديدات التي قد تواجه الطفل، ليس فقط بسبب الضرر الجسدي المباشر، ولكن أيضًا بسبب آثاره النفسية والاجتماعية الممتدة مدى الحياة.
لكن ما هو الاعتداء الجنسي على الاطفال بالضبط؟ وكيف يمكن للأهل والمعلمين اكتشافه والتعامل معه؟

ما هو الاعتداء الجنسي على الاطفال؟

الاعتداء الجنسي هو أي تصرف قسري أو استغلالي يُفرض على الطفل بهدف الإثارة أو المتعة الجنسية من قِبَل شخص بالغ أو أكبر عمرًا.
يتضمن:

  • لمس الأعضاء التناسلية للطفل.
  • إجبار الطفل على لمس جسد المعتدي.
  • كشف الأعضاء التناسلية أمام الطفل.
  • إدخال الطفل في أنشطة أو صور ذات طابع جنسي.
  • الاغتصاب أو محاولة الاغتصاب.

أساليب المعتدي والمتحرش

المعتدي لا يأتي غالبًا بشكل مخيف، بل يستخدم أساليب متعددة لخداع الطفل:

  • الإغراء: بالهدايا أو الألعاب أو الطعام.
  • التهديد: بالعقاب أو فضح السر.
  • الاستفزاز: بحجة المزاح أو الكشف الجسدي.
  • الاستعطاف: استغلال عاطفة الطفل بالحب والثقة.
  • الاستدراج: كإيهام الطفل بتوصيله أو مساعدته.

اعراض الاعتداء الجنسي على الاطفال ومؤشراته

كيف نستدلُّ على تعرض طفلٍ ما قبل الثالثة للتحرش؟ من الصعب على طفل دون الثالثة أن يخبر أهله عن تعرضه لتحرش أو اعتداء، لكن هناك علامات تساعد على الكشف عن وجود مشكلة قد تكون تحرش:

  1. بكاء شديد دون سبب واضح.
  2. تكرار التقيؤ بدون مشكلة صحية واضحة.
  3. مشكلات في النوم.
  4. ممارسة العادة السرية.
  5. الرعب من الكشف الطبي المفاجئ.
  6. التعامل مع الألعاب والأشياء من حوله بطريقة تحمل دلالات جنسية.
  7. قد يلاحظ الطبيب تغير في أعضاء الطفل التناسلية، أو إصابة ببعض الأمراض الجنسية؛ كالسيلان.
  8. مشكلات في تأخر النمو الجسدي، فلا يزيد وزنه مثلاً.
  9. أعراض عدم قدرة الطفل على التحكم في جهاز الإخراج (البول والبراز).
  10. التلفظ بألفاظ جنسية دون معرفة المصدر.

واحدة أو أكثر من هذه العلامات من الممكن أن تدل على الاعتداء الجنسي أو وجود مشكلة لدى الطفل، وتحتاج إلى تنبه وعلاج.

أعراض التحرُّش بحسب المرحلة العمرية:

في الغالب لا يفصح الطفل للكبار بالكلمات إذا تعرض للتحرش الجنسي إما بسبب الخوف من التبعات أو الخوف من الجاني أو الوصمة ! لذا هذه الإشارات ستساعد على كشف المشكلة مبكراً.

من (3 – 9) سنوات:

  1. الخوف من بعض الأشخاص أو الأماكن بدون سبب واضح.
  2. تأخر الطفل عن مراحل نموه الطبيعي.
  3. تصرفات تدل على النكوص إلى مرحلة سابقة؛ كالتبول اللاإرادي بعد أن اجتازه، أو مص الإصبع ولم تكن لديه من قبل، التصرفات الطفولية ..
  4. رفض العواطف الأبوية التقليدية، أو الشعور بعدم ارتياح تجاهها.
  5. يميل إلى إظهار العواطف بشكل مبالغ فيه أو غير طبيعي.
  6. الميل غير المعهود للكتمان.
  7. تغيرات غير مفهومة في الشخصية والمزاج.
  8. نوبات غضب شديد.
  9. التلفظ بألفاظ بذيئة، أو استخدام أسماء جديدة لأعضاء جسمه دون ذكر مصدرها.
  10. صحوة جنسية مبكرة، ومشاكل خاصة بالميول الجنسية.
  11. التعامل مع ألعابه بطريقة ذات دلالات جنسية.
  12. مشكلات النوم على اختلافها: قلق، وكوابيس، ورفض النوم وحيداً، والإصرار المفاجئ على النور.
  13. الانطواء المفاجئ، كما يفشل في تكوين صداقات، ويتجنب الكبار والصغار.
  14. يعاني من مشاكل في التغذية أو الشهية.
  15. ألم أو إفرازات أو تغير في لون الأعضاء التناسلية.
  16. الأمراض الجنسية.
  17. ألم مستمر ومتكرر أثناء التبول أو التبرز.
  18. صديق جديد أكبر منه يعطيه مالاً أو هدايا.
  19. محاولة الهروب.
  20. سلوكيات تدمير الذات والأفكار الانتحارية.

واحدة من هذه الأعراض أو أكثر دليل على وجود مشكلة لدى الطفل، وقد تكون تحرشاً جنسياً أو غيره، لذا يجب الانتباه لها ومعالجتها أياً كانت.

من عمر( 9سنوات) إلى (ما بعد البلوغ):

الوصمة والشعور بالذنب والخوف من التكذيب والعقاب أو من تهديد الجاني سيجعل الضحية تكتم تعرضها للتحرش الجنسي، فتظهر عليها واحدة أو أكثر من الأعراض التالية:

  1. تأخر في التحصيل الدراسي والتسرب أو الهروب من المدرسة.
  2. ترك المنزل وتعمد إيذاء النفس والأفكار الانتحارية.
  3. أحلام مزعجة ومشكلات في النوم.
  4. اكتئاب.
  5. تعاطي نوع من الممنوعات (كالمخدرات).
  6. يتصرف بعنف مع من حوله بلا سبب واضح.
  7. العودة إلى إحدى مظاهر المرحلة العمرية السابقة.
  8. عدم المشاركة في الأنشطة المختلفة.
  9. عدم الثقة بالنفس وعدم الثقة بالآخرين.
  10. قد تقوم الفتاة بتصرفات إغراء استفزازية للآخرين.
  11. أوجاع في الرأس والحوض وصعوبة في المشي والجلوس.
  12. أمراض في الجهاز التناسلي.

اثار الاعتداء الجنسي على الاطفال

الآثار لا تتوقف عند اللحظة، بل تمتد لسنوات:

آثار قصيرة المدى:

  • آلام جسدية واضحة.
  • اضطرابات في النوم والشهية.
  • بكاء متكرر وخوف دائم.
  • رفض الاختلاط بالآخرين.

آثار طويلة المدى:

  • ضعف الثقة بالنفس.
  • مشاكل في بناء العلاقات الاجتماعية.
    اضطرابات نفسية (اكتئاب، قلق).
  • الميل للعزلة والانطواء.
  • إمكانية تكرار دائرة الاعتداء (إما كضحية أو كمعتدي مستقبلاً).

كيف يكتشف الأهل الاعتداء الجنسي؟

  • ملاحظة التغيرات المفاجئة في سلوك الطفل.
  • الحديث مع الطفل بلطف وتشجيعه على التعبير.
  • الانتباه لأي هدايا أو أموال غريبة يحصل عليها.
  • مراقبة سلوكه مع أقرانه ومع الكبار.
  • مراجعة الطبيب عند أي أعراض جسدية غامضة.

كيف نتعامل مع الطفل بعد الاعتداء؟

  1. الاستماع دون صدمة أو لوم.
  2. تصديقه دائمًا وعدم التشكيك في روايته.
  3. تقديم الدعم النفسي عبر مختصين.
  4. حماية الطفل فورًا من المعتدي.
  5. عدم المبالغة في رد الفعل أمام الطفل حتى لا يشعر بالذنب.

دور الأسرة والمدرسة

  • الأسرة: تعزيز الحوار المفتوح مع الطفل، احترام خصوصيته، وتوعيته بحقوقه.
  • المدرسة: تدريب المعلمين على ملاحظة علامات الاعتداء، توفير بيئة آمنة للأطفال.
  • المجتمع: حملات توعية، قوانين رادعة، وتوفير مراكز دعم للضحايا.

هل من المسموح تقبيل الطفل:

كلنا نحب أطفالنا ونحب أن نقبّلهم ونحتضنهم كل الوقت، والاحتضان له فوائد كثيرة، ولكن هناك أمور عدة يجب أن ننتبه إليها:

  1. الطفل يملك حقَّ الرفض، ويجب على الأبوين تقبّل ذلك دون أي إشارة تُظهِر حزنك أو انزعاجك.
  2. عدم ربط الاحتضان أو القبلة بالشرط؛ مثل: (قبّلني حتى أعطيك) أو: (أعطني قبلة لآخذك في نزهة).
  3. أخبري طفلك أنك تريدين تقبيله أو معانقته، واطلبي منه إخبارك عندما يحين الوقت المناسب له.

في حال أجبرنا الطفل أو ربطنا هذ الأفعال بشروط، نحن نزرع في طفلنا فكرة أن جسده ملك الجميع، فسيكون طفلك فريسة سهلة للتحرش؛ أي: لأي شخص يقدم له حلوى أو لعبة، أو لأي شخص يطلب منه احتضاناً أو قبلة لقاء شرط معين.

لذا؛ كن صديقاً لطفلك، وأعطه الثقة والحماية، للنقاش والحوار واكتشاف ما إذا كان هناك مشكلة.

هذه المقالة تم تحريرها لموقع “علمتني كنز” من قبل:

 تم تحرير المقالة لموقع “علمتني كنز” من قبل: بتول حديفة – اختصاصية إدارة وتخطيط تربوي، وباحثة في مجال أدب الطفل.

لمعلومات أكثر حول موضوع المقالة، اضغط هنا

هل كان هذا المقال مفيدا لكِ؟ شاركِيه مع الآخرين

نصيحة اليوم

  • اشتركي الآن ببرنامج سنة أولى أمومة ❤️

مقالة اليوم

فيديو اليوم

نشاط اليوم

الأكاديمية

تابعنا

المقالات المرتبطة

  • كيف يمكن أن يتم التحرش الجنسي بأطفالنا من أصحاب المكانة الاجتماعية الراقية أو المقربة؟

    11 أبريل, 2025

  • هل يمكن لطفل أن يمارس العادة السرية!

    10 مايو, 2020

  • من البراءة إلى البلوغ.. أبرز التغيرات الجسدية في سن المراهقة ودور الأهل في التوجيه

    22 أبريل, 2025

كيف يمكن أن يتم التحرش الجنسي بأطفالنا من أصحاب المكانة الاجتماعية الراقية أو المقربة؟

11 أبريل, 2025

هل يمكن لطفل أن يمارس العادة السرية!

10 مايو, 2020

من البراءة إلى البلوغ.. أبرز التغيرات الجسدية في سن المراهقة ودور الأهل في التوجيه

22 أبريل, 2025