تاريخ النشر 30 سبتمبر, 2025

من الطبيعي أن تكوني كأي أمٍّ متقلبةَ المزاجِ بين يومٍ وآخر. أحيانًا تشعرين بأنكِ قادرة على العطاء بلا حدود، وأحيانًا أخرى يرهقكِ التعب وتفقدين السيطرة على أعصابك. لكن، عندما تلاحظين أثر ذلك على أطفالك، تدركين فورًا أنكِ لا تريدين أن تكوني مصدر خوفهم أو قلقهم، بل مصدر أمانهم وسعادتهم. وهنا يأتي دور صحة ماما في تذكيركِ دائمًا بأن هدوءكِ النفسي هو الخطوة الأولى نحو تربية سليمة وحياة أكثر اتزانًا. لهذا، تسعين بكل ما لديكِ لأن تكوني أمًّا أكثر هدوءًا واتزانًا.

ولأجل هذا الهدف، أحببت أن أشاركك فلسفتي وتجربتي الشخصية في رحلة البحث عن الهدوء، والتي تلخصت في عبارة واحدة غيرت حياتي:

أنظر لطفلي على أنه كائن صغير ضعيف وبحاجتي، فكيف أغضب أو أصرخ أو أعاقب كائنًا لا يملك القدرة على الرد أو الدفاع عن نفسه؟

كيف أكون أمًّا هادئة مع أطفالي

لماذا نفقد أعصابنا مع أطفالنا؟

قبل أن نتحدث عن كيف أكون هادئة مع أطفالي، علينا أن نفهم لماذا نفقد هدوءنا أصلًا. الحقيقة أن العصبية ليست دائمًا بسبب تصرف الطفل نفسه، بل بسبب:

  1. الإرهاق البدني: قلة النوم وكثرة المسؤوليات تجعل الأم سريعة الانفعال.
  2. الضغوط النفسية: مشاكل الحياة، العمل، أو الخلافات الزوجية قد تخرج في صورة غضب على الأطفال.
  3. التوقعات العالية: عندما نريد من أطفالنا أن يكونوا مثاليين دائمًا، نشعر بالإحباط عند أول خطأ.
  4. نقص مهارات إدارة الغضب: بعض الأمهات لم يتعلمن منذ الصغر كيفية ضبط الأعصاب.

لكن عندما ندرك أن الطفل لا ذنب له في كل ذلك، نبدأ في البحث بجدية عن كيفية التخلص من العصبية والغضب على الأولاد.

فلسفة الأم الهادئة: أن أرى الاحتياج قبل الخطأ

تصحو طفلتي ليلًا، وأول ما يخطر على بالي أنها بحاجة إليَّ. قد تكون متألمة، أو ربما لم تستطع أن تغفوَ من جديد، لا يهم السبب. ما يهم أنها بحاجة إليّ. فكيف يمكن أن أنزعج من حاجتها؟

أقول لنفسي دائمًا:

“سواء قررنا أم حصل الأمر بالصدفة، هذا الطفل هنا نتيجة لفعل قمنا به نحن! ودينيًا وأخلاقيًا وإنسانيًا نحن مجبرون على تحمل نتيجة أفعالنا. ليس ذنبهم أن يتحملوا غضبنا أو مشاكلنا. ليس ذنبهم!”

هذه النظرة البسيطة جعلتني أتعلم كيف أصبح أم هادئة رغم التعب، وكيف أتحكم بأعصابي مع أطفالي في الأوقات الصعبة.

خطوات عملية: كيف أكون هادئة مع أطفالي؟

1. التنفس قبل الرد

عندما تشعرين بالغضب، توقفي لثوانٍ. خذي نفسًا عميقًا، ثم أطلقيه ببطء. هذه الثواني البسيطة تمنع اندفاع الكلمات الجارحة أو الصراخ.

2. تذكري ضعفهم

ذكّري نفسك دائمًا: “طفلي صغير وضعيف، إذا لم أكن أنا مصدر أمانه، فمن سيكون؟” هذه الجملة وحدها تساعدك على امتصاص غضبك.

3. الاهتمام بنفسك

الأم المتعبة لا تستطيع أن تكون صبورة. خذي وقتًا لنفسك كل يوم، ولو عشر دقائق فقط، لتقري كتابًا أو تستمعي لموسيقى هادئة أو تمارسي التأمل.

4. إعادة صياغة الموقف

بدل أن تقولي: “طفلي يزعجني”، قولي: “طفلي يحتاجني”. هذه الصياغة تغيّر نظرتك بالكامل.

5. الدعم والتفريغ

لا تحملي كل الأعباء وحدك. تحدثي مع زوجك أو صديقتك أو حتى اطلبي استشارة من مختص إذا شعرت أن العصبية تسيطر عليك.

إذا كنتِ ترغبين في تعلم المزيد من المهارات العملية حول كيفية التعامل مع أطفالك بهدوء وحب، فأنصحك بالانضمام إلى دورة أساسيات تربية الأطفال عبر أكاديمية كنز ومام.
ستجدين فيها خطوات عملية تساعدك على فهم نفسية طفلك والتعامل مع المواقف الصعبة دون عصبية.

كيف أتحكم بأعصابي مع أطفالي؟

التحكم بالأعصاب ليس أمرًا سحريًا، بل هو مهارة تُكتسب مع الوقت. إليك بعض الطرق:

  • وضع توقعات واقعية: الأطفال سيتحركون، سيلعبون، سيخطئون، وهذا طبيعي.
  • تجنب التراكم: لا تكبتي مشاعرك حتى تنفجري فجأة. تعلمي التعبير عن استيائك بهدوء.
  • استخدام لغة إيجابية: بدل الصراخ “كف عن ذلك”، قولي: “لنرتب معًا” أو “هيا نجرب طريقة أخرى”.
  • الابتعاد عند الغضب: إذا شعرت أنك على وشك الانفجار، غادري الغرفة دقيقة ثم عودي.

كيفية التخلص من العصبية والغضب على الأولاد

  • التدريب على الاسترخاء: مارسِي تمارين التنفس أو اليوغا.
  • تنظيم النوم: قلة النوم تجعلنا أكثر عصبية.
  • النشاط البدني: الرياضة تساعد على تفريغ الطاقة السلبية.
  • الامتنان: ذكّري نفسك بنعمة وجود طفلك، فكم من أم تتمنى أن تعيش هذه اللحظات مع صغيرها.

تجربة شخصية: جملة غيرتني

هناك جملة أرددها دائمًا إذا بكت طفلتي “كنز” في الليل أو النهار، خاصة إن كنت متعبة:

“لم آت بك على هذه الدنيا كي أراك تبكين يا حلوتي.”

هذه الجملة وحدها كانت كافية لتذيب تعبي وغضبي، وتجعلني أحتضنها بدلًا من أن أنفجر في وجهها.

لقد علمتني كنز أن الأمومة ليست مجرد تربية، بل هي رحلة صبر وحب وتهذيب للنفس قبل أن تكون تهذيبًا للطفل.

من الأم العصبية إلى الأم الهادئة: رحلة ممكنة

إذا كنتِ تسألين نفسك:

  • كيف أكون هادئة؟
  • كيف أصبح أم هادئة؟
  • كيف أتحكم بأعصابي مع أطفالي؟

فاعلمي أن الأمر ممكن جدًا، لكنه يحتاج:

  1. وعيًا بأن الغضب يؤذي الطفل أكثر مما يؤذيه أي خطأ آخر.
  2. صبرًا على نفسك قبل الصبر على طفلك.
  3. تغييرًا تدريجيًا في العادات اليومية.

الطفل أمانة وليس ذنبًا

الأطفال ليسوا مسؤولين عن ضغوطنا أو تعبنا أو مشاكلنا. نحن الذين اخترنا أن نكون آباءً وأمهات، ونحن المسؤولون عن احتوائهم ورعايتهم.

فلنتذكر دائمًا:

  • الطفل يحتاج الحب أكثر من التوبيخ.
  • الهدوء يُعلَّم بالقدوة لا بالكلمات.
  • كل مرة نكبح فيها غضبنا، نمنح أبناءنا درسًا في الصبر والرحمة.

الأمومة ليست طريقًا مفروشًا بالورود، لكنها أيضًا ليست معركة. إنها رحلة حب وتعلّم يومي. عندما تختارين أن تسألي نفسك: “كيف أكون هادئة مع أطفالي؟” فأنتِ بالفعل على الطريق الصحيح.

وتذكري دائمًا:

  • أن تكوني أمًّا هادئة لا يعني ألا تغضبي أبدًا، بل أن تديري غضبك بحكمة.
  • العصبية عادة يمكن كسرها.
  • والهدوء مهارة يمكن أن تزرعيها في نفسك وفي قلوب أطفالك.

كوني أمًّا هادئة، لأن طفلك يستحق قلبًا مطمئنًا، وأنتِ تستحقين راحة البال.

الأسئلة الشائعة حول كيف أكون أمًّا هادئة مع أطفالي

 كيف أتخلص من العصبية الزائدة مع أطفالي؟

للتخلص من العصبية الزائدة مع الأطفال عليكِ أولًا إدراك أن الطفل ليس سبب غضبك بل هو بحاجة لاحتوائك. جربي تمارين التنفس العميق، خصصي وقتًا لراحتك، وابتعدي عن الموقف إذا شعرتِ بفقدان السيطرة. أيضًا، تنظيم النوم وممارسة الرياضة يساعدان كثيرًا في تقليل التوتر.

 هل تؤثر عصبية الأم على الطفل؟

نعم، تؤثر عصبية الأم بشكل مباشر على الطفل. الطفل يتعلم السلوك من والديه، والعصبية المتكررة قد تجعله أكثر خوفًا أو انطوائية، أو حتى يقلّد هذا السلوك مع الآخرين. الهدوء والاحتواء يمنحانه الشعور بالأمان ويعززان ثقته بنفسه.

 كيف أتحكم في أعصابي تجاه أمي؟

التحكم بالأعصاب تجاه الأم يحتاج وعيًا بأن الحوار المحترم هو أساس العلاقة. إذا شعرتِ بالغضب، حاولي التوقف قليلًا قبل الرد، وركزي على إيصال مشاعرك دون صراخ. تذكري أن برّ الوالدين يتطلب صبرًا، فاختاري الكلمات الهادئة حتى في لحظات التوتر.

 كيف أكون أم غير عصبية؟

لكي تكوني أمًا غير عصبية، احرصي على تلبية احتياجاتك النفسية والبدنية أولًا. تعلمي طرق إدارة الغضب، واجعلي شعارك أن طفلك بحاجة إلى الحب قبل التوبيخ. ومع الوقت والتدريب ستصبحين أكثر هدوءًا، وستجدين أن التعامل مع أطفالك صار أسهل وأكثر سلاسة.

غزل بغدادي

غزل بغدادي

مستشارة تربوية | مؤسسِة علمتني كنز

هل كان هذا المقال مفيدا لكِ؟ شاركِيه مع الآخرين

نصيحة اليوم

  • اشتركي الآن ببرنامج سنة أولى أمومة ❤️

مقالة اليوم

فيديو اليوم

نشاط اليوم

الأكاديمية

تابعنا

المقالات المرتبطة

  • غضب الأهل و الصراخ على الطفل

    10 مايو, 2020

  • ابتسامة الثقة

    10 مايو, 2020

  • الأمومة، والشعور بالتقصير

    10 نوفمبر, 2021

غضب الأهل و الصراخ على الطفل

10 مايو, 2020

ابتسامة الثقة

10 مايو, 2020

الأمومة، والشعور بالتقصير

10 نوفمبر, 2021