تاريخ النشر 20 نوفمبر, 2024

يعتبر النوم الجيد والكافي أحد العناصر الأساسية الضرورية لنمو الطفل وتطوره بشكل سليم، فخلال فترة النوم والتي تمثل تقريباً ثلث عدد ساعات اليوم تحدث العديد من العمليات الحيوية التي تدعم صحة الطفل الجسدية والعقلية، من خلال إفراز هرمونات النمو التي تنمي الجسد، وتقوي الذاكرة وتعزز القدرة على التعلم والتركيز. وتزداد أهمية هذا الأمر خلال أيام الدوام المدرسي، حيث يحتاج الأطفال إلى مستوى عالٍ من التركيز والانتباه في الصفوف الدراسية. وفي حال لم يحصل الطفل على قسط كافٍ من النوم، فقد يواجه صعوبة في الاستيعاب والتركيز في اليوم التالي مما يؤثر على أدائه المدرسي.

 

يواجه العديد من الآباء صعوبة كبيرة في تنظيم نوم أطفالهم. لأسباب متعددة، ربما بسبب اعتياد الطفل على السهر خلال العطلة أو بسبب كثرة استخدام الأجهزة الإلكترونية عند المساء والتي تصدر إشارات تحفز الدماغ وتمنعه من النوم العميق خلال الليل، بالإضافة إلى أسباب نفسية فبعض الأطفال يعانون من قلق وتوتر مرتبط بالمدرسة لأسباب عديدة ينبغي على الأهل معرفتها ليتم حل المشكلة بشكل صحيح.

وفيما يلي أهم الخطوات التي يمكن تطبيقها والتي على بساطتها إلا أنها فعالة وتظهر نتائجها بوضوح مع التكرار، وتتنوع بين تعديل بيئة غرفة النوم وبعض التغييرات السلوكية في روتين الطفل المسائي بحيث نساعده على الاسترخاء والنوم. قد لا تنجح كل الأساليب مع كل الأطفال فالأمر هنا شخصي يعتمد على التجربة واستجابة الطفل.

 

1-إنشاء روتين ثابت

يرتاح الإنسان بشكل عام لوجود عادات ثابتة تنظم حياته ولذلك فإن وجود روتين ثابت لوقت النوم يساعد جسم وعقل الطفل على فهم أن الوقت قد حان للاسترخاء والاستعداد للنوم، ويختلف هذا الروتين من طفل لآخر بحسب تفضيلاته ونمط شخصيته ولكنه يستغرق حوالي 20 دقيقة متضمناً بعض الأنشطة المهدئة للطفل مثل ارتداء البيجامة، تنظيف الأسنان، الاستحمام بالماء الدافئ وقراءة قصة قصيرة قبل النوم. يوفر هذا الروتين للطفل شعوراً بالألفة والراحة ويساعده على تقليل مشاعر القلق والتوتر التي قد تصاحب الأرق في بعض الأحيان.

2- تحديد وقت النوم

يعد من العوامل الأساسية التي تساعد في تنظيم نوم الطفل، فعند بلوغ الوقت الساعة المحددة من كل يوم يبدأ جسد الطفل بالاسترخاء والاستعداد للنوم، وهذا الروتين يساعد في ضبط الساعة البيولوجية للطفل ويسهل عليه النوم في الوقت المحدد ويقلل من مشاعر القلق والتوتر التي ترافق عدم الانتظام في مواعيد النوم، والاستمرار على هذا النظام يساعد الطفل على الاستيقاظ بنشاط في الصباح، مما ينعكس إيجابياً على أدائه المدرسي. ويُنصح بالحفاظ على هذا التوقيت في عطلات نهاية الأسبوع كما هو الحال في ليالي المدرسة لأن تغيير أوقات النوم خلال عطلة نهاية الأسبوع قد يؤدي إلى صعوبة في العودة إلى الجدول اليومي المعتاد.

3-منع استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم

قد يكون من الصعب تطبيق هذه الخطوة إلا أنه من الضروري جداً إبعاد هذه الأجهزة عن متناول الطفل قبل ساعة على الأقل من موعد النوم. فهي وعلى اختلاف أنواعها كالهاتف المحمول والتلفاز والأجهزة اللوحية تصدر ضوءاً أزرقاً يثبط إنتاج الميلاتونين ويحفز النشاط الدماغي مانعاً الطفل من الاسترخاء وبالتالي يؤثر على جودة النوم. ومن الأفضل إشغال الطفل بأنشطة مفيدة وهادئة كقراءة قصة أو الاستماع للموسيقى أو أي نشاط هادئ يساعده للدخول في حالة الاسترخاء اللازمة للنوم الجيد.

4- تجنب الكافيين:

على الأقل قبل ست ساعات من موعد النوم فالكافيين معروف بتأثيره المنبه وتناول الطفل للمشروبات التي تحتويه كالشاي والشوكولاته ومشروبات الطاقة يمكن أن يسبب أرقاً وصعوبة في النوم. يفضل إعطاء الطفل المشروبات الدافئة والمعززة لنموه كالحليب أو بعض الأعشاب المساعدة على الاسترخاء.

5-إبعاد الحيوانات الأليفة عن مكان نوم الطفل:

إن كنت تمتلك حيواناً أليفاً محبباً لطفلك فعلى الأرجح ستجده يفضل اللعب معه واحتضانه قبل النوم ولكن يفضل أن ينام الطفل بعيداً عنه، لأن حركة الحيوانات وأصواتها أثناء الليل يمكن أن تكون مزعجة للطفل وتؤدي إلى استيقاظه المتكرر.

 

تحضير غرفة نوم الطفل

من المهم تحضير غرفة نوم الطفل لتكون مكاناً هادئاً ومساعداً على النوم وهذا يتطلب اهتماماً بكل التفاصيل الغرفة بدءاً من اختيار الألوان الهادئة المريحة وتنظيم الأثاث بطريقة تسمح بوجود مساحة كافية للعب والاسترخاء، مع إضافة بعض الصور العائلية أو الرسوم الملونة التي تعزز من شعور الطفل بالأمان والراحة، وفيما يلي أهم أشياء التي يجب مراعاتها عند تجهيز الغرفة للنوم:

1-درجة الحرارة:

تؤثر درجة حرارة الغرفة بشكل كبير على جودة نوم الطفل فعند شعور الطفل بالنعاس يبرد الجسم استعداداً للاسترخاء، ولذلك يفضل أن تكون درجة حرارة الغرفة معتدلة لأن الدفء الزائد أو البرودة يؤثر سلباً على هذا الانتقال التمهيدي لمرحلة النوم العميق.

 

2-الأصوات والضوضاء:

تعد الضوضاء أو حتى الأصوات البسيطة والمفاجئة من أشيع الأسباب التي تعكر صفو نوم الطفل حتى لو لم يستيقظ بشكل فعلي، يفضل عزل غرفة الطفل قدر الإمكان من خلال الحفاظ على هدوء المنزل بشكل عام واستخدام الستائر السميكة لعزل الأصوات الخارجية، ويمكن في بعض الأحيان الاستعانة بأجهزة تصدر ضوضاء بيضاء تخفي الأصوات المزعجة وتساعد الطفل على الاسترخاء والدخول في نوم عميق.

3-الإضاءة:

عند اقتراب موعد نوم الطفل ابدأ بتخفيف إضاءة غرفته تدريجياً، يستحسن أن تكون الغرفة مظلمة تماماً لأن الظلام يعزز إنتاج هرمون الميلاتونين أثناء النوم، وإذا كان طفلك يخاف من الظلام يمكنك استخدام ضوء ليلي خافت يعطيه شعوراً بالأمان.

 

لمزيد من التفاصيل والخطوات العملية يمكنكم شراء كتيب تنظيم النوم والتي نقدم من خلاله خطوات تفصيلية لتنظيم نوم الطفل، بحيث تضمن من خلاله حصول طفلك على النوم الجيد والراحة اللازمة للتركيز في المدرسة.

غزل بغدادي

غزل بغدادي

مستشارة تربوية | مؤسسِة علمتني كنز

هل كان هذا المقال مفيدا لكِ؟ شاركِيه مع الآخرين

نصيحة اليوم

  • كل ما شعرتي بالغضب من طفلك حطي حالك مكانه وبس ❤️

مقالة اليوم

فيديو اليوم

نشاط اليوم

الأكاديمية

تابعنا

المقالات المرتبطة

  • كيف تساعد الضوضاء البيضاء طفلي على النوم؟

    12 مايو, 2020

  • توصيات الأكاديمية الأمريكية لمنع تسطح رأس الرضيع

    12 مايو, 2020

  • النوم ليلاً وأهميته لطفلك

    12 مايو, 2020

كيف تساعد الضوضاء البيضاء طفلي على النوم؟

12 مايو, 2020

توصيات الأكاديمية الأمريكية لمنع تسطح رأس الرضيع

12 مايو, 2020

النوم ليلاً وأهميته لطفلك

12 مايو, 2020