تاريخ النشر 7 يناير, 2025

عندما تكون أباً أو أماً أو مربياً بشكل عام، في الغالب ستكون قادراً على محاورة طفلك براحة وبثقة في الكثير من الأمور وخاصة فيما يتعلق بالتوجيه والتمييز بين الخطأ والصواب. بينما تبقى هناك بعض المواضيع الحساسة نوعاً ما تشكل تحدياً كبيراً بالنسبة للأهل مثل التربية الدينية والتربية الجنسية وخاصة المواضيع الجنسية. في الحقيقة سواء تجنبنا الأمر أم لا، هناك مسار طبيعي فطري لتطور الطفل نفسياً وجسدياً، وسيأتي يوم تلاحظ فيه بوضوح بعض السلوكيات التي قد تبدو “جنسية” على طفلك، قد تشعر عندها بالخوف من أن هذه التصرفات تدل على مشكلة عند الطفل أو كونها ردة فعل لسوءٍ تعرض له كالتحرش الجنسي مثلاً.  

 

من المهم أن ندرك أن السلوكيات التي قد تُعتبر “جنسية” لدى الأطفال ليست بالأمر الغريب أو غير الطبيعي. تعتبر هذه السلوكيات شائعة جدًا، خاصة بين الأطفال في الفئة العمرية من 3 إلى 6 سنوات. وهي جزء طبيعي من عملية النمو والتطور التي يستكشف الطفل من خلالها هويته الجسدية والعاطفية.

 

إذا كنت تبحث عن معلومات تساعدك على التمييز بين السلوك الجنسي الطبيعي وغيره الذي قد يدل على وجود مشكلة، فأنت في المكان الصحيح. سنقدم في هذه المقالة معلومات تساعدك على فهم سلوكيات طفلك بشكل أفضل وتعلمك الطرق الصحيحة للتعامل مع هذه المواضيع بطريقة تراعي سلامة الطفل النفسية والجسدية.

 

الفضول الطبيعي لدى الأطفال حول أجسادهم

 

في سن مبكرة، يبدأ الأطفال في استكشاف أجسادهم بشكل طبيعي وفطري. قد يلاحظ الأهل أن الطفل يلمس أو يحرك أو يحك أجزاء مختلفة من جسده، بما في ذلك أعضائه التناسلية. من الضروري أن نفهم أن هذه السلوكيات ليست ذات دوافع جنسية، وإنما هي تعبير عن فضول طبيعي. وغالبًا ما يقوم الطفل بهذه التصرفات بدافع تهدئة نفسه واستكشاف جسده.

 

هذا الفضول الذي يشعر به الطفل يمكن أن يدفعه أيضاً إلى محاولة رؤية الآخرين أثناء خلع ملابسهم، أو الاحتكاك بهم، أو طرح أسئلة تتعلق بالأعضاء التناسلية. على سبيل المثال، كيفية استخدام المرحاض، لماذا عضو الذكر مختلف عن عضو الأنثى. هذه السلوكيات تُعتبر جزءًا من عملية النمو الطبيعية، حيث يسعى الأطفال لفهم الفروق بين جسدهم وجسد الآخرين.

 

في كل مرحلة عمرية هناك ضرورة لإشباع فضول الطفل بما يتلاءم مع خصائص تلك المرحلة بطريقة تربوية صحيحة وتعليمه عن أجزاء جسده ووظائفها، بالإضافة إلى الحدود الاجتماعية المناسبة والصحية أثناء التفاعل مع الآخرين.

 

السلوك الجنسي الطبيعي عند الأطفال الصغار ومرحلة ما قبل المدرسة:

تشمل السلوكيات الجنسية الطبيعية التي تظهر عند الأطفال من عمر سنتين إلى ست سنوات ما يلي:

 

  • لمس أو فرك الأعضاء التناسلية.

 

  • النظر إلى أو لمس الأعضاء التناسلية لإخوتهم أو أصدقائهم.

 

  • إظهار الأعضاء التناسلية للآخرين.

 

  • محاولة رؤية أجساد البالغين أثناء تغيير ملابسهم.

 

هل اللعب بالأعضاء التناسلية يعتبر إشارة لتعرض الطفل لتحرش جنسي؟

الربط بين الأمرين في كل الحالات ليس دقيقاً، فالأطفال ببساطة يكتشفون أعضائهم التناسلية ويشعرون بالراحة عند تحفيزها، وهذا سلوك طبيعي تمامًا وليس له أي دافع جنسي.

 

ماذا نفعل إذا بدأ السلوك الجنسي بالظهور على الطفل؟

 

بشكل عام، يمكن للأهل والمربين إعادة توجيه هذه السلوكيات بسهولة ولا داع للقلق، خاصة إذا لم تصل لحد الضرر. الحفاظ على الهدوء أمر أساسي، احرص ألا تبدِ لطفلك أي شعور بالغضب أو الانزعاج. بعدها يمكنك إعادة توجيه انتباهه لشيء آخر بطريقة لطيفة ومشجعة ويفضل أن يكون نشاطاً حركياً.

أما في بعض الحالات عندما لا يكون السلوك مجرد فضول طبيعي، ويشير إلى وجود مشكلة حقيقية يجب التدخل فوراً ومعالجة الأمر لحماية الطفل من الأذى والحفاظ على سلامة الأطفال الآخرين.

من الجدير بالذكر أن السلوك الجنسي غير الطبيعي قد يدل على وجود أمر ما وعلينا كأهل معرفة السبب الذي أدى لهذا السلوك.

قد يشير تعرض الطفل للإساءة الجسدية أو الجنسية أو حتى التعرض لمحتوى جنسي غير مناسب، أو من الممكن أننا قمنا بتوجيه الطفل بطرق غير مناسبة مما أدى لظهور سلوكيات جديدة تندرج تحت السلوكيات غير الطبيعية، وقد نُفاجأ أحياناً بأن السلوك لا علاقة له بالأمور الجنسية وإنما أسباب نفسية بحتة كالبحث عن الأمان والانتماء.

 

تتضمن مشكلات السلوك الجنسي التي قد تظهر عند الأطفال الصغار مجموعة من العلامات التي تدل على تراجع الطفل جسدياً ونفسياً وتأثر حيويته وتفاعله مع الآخرين، يمكن للأهل من خلال تصرفات الطفل اليومية تقييم مدى خطورة الأمر.

 

تتضمن مشكلات السلوك الجنسي التي قد تظهر عند الأطفال الصغار مجموعة من الأفعال التي ينبغي للآباء الانتباه لها، ومنها:

1-تراجع صحة الطفل الجسدية والنفسية

2-ميله الزائد للانطوائية.

3-ظهور سلوكيات فيها أذى وعنف.

4-تقليد أفعال غير مناسبة لعمره، وهذه إشارة قوية تدل على مشاهدة الطفل لمحتوى غير مناسب.

 

 

 

 نصائح للآباء

يمكنك البدء في تعليم طفلك عن جسده منذ اليوم الأول عن طريق السلوكيات اليومية والكلمات التي تقال للطفل أثناء الحمام وتغيير الملابس، وبالتأكيد نستخدم لغة واضحة وكلمات بسيطة نشرح له ماذا نفعل ونعرفه على أعضاء جسده.

ومع تقدم الطفل بالعمر وتوسع مداركه نزيد المفردات والمواقف ونجيب على الأسئلة الجنسية ونعتمد على الحوار، الشرح، والتطبيق ايضاً التركيز على احترام الخصوصية ووضع حدود مع الآخرين أساسي في عملية التوجيه ويتم بشكل تدريجي.

 

كل هذا ستجدونه بالتفصيل في برنامجنا الجديد” برنامج الجنسانية في الطفولة والمراهقة”  برنامج تفاعلي تقدمه الأخصائية ياسمين حرب على شكل خطة واضحة بخطوات عملية قابلة للتطبيق هو مقسم لقسمين الطفولة والمراهقة، ستتمكن من خلاله إدراك التطور الجنسي المعرفي لكل مرحلة عمرية منذ الولادة وحتى ثمان سنوات، ستجد فيه الحل التربوي الصحيح بطريقة نظرية وعملية وتفاعلية لكل المواقف التي تجدها محرجة مع طفلك بدءاً من أسئلته الجنسية المربكة وسلوكه ولعبه مع الأطفال.

من خلال اشتراكك بالبرنامج ستتمكن من التمييز بين ما هو طبيعي وما هو الخطير الذي يتطلب تدخلاً فورياً وصحيحاً، بالإضافة إلى الحديث عن مشكلة التحرش الجنسي وكيفية حماية الطفل منها والتعامل معها بشكل صحيح في حال وقعت.

أما قسم المراهقة يتضمن كل الحقائق المتعلقة بالأجهزة التناسلية والتغيرات الجسدية والنفسية والاجتماعية والعقلية التي يواجهها المراهق.

وضح الحدود مع المراهقين والتعامل مع الأفلام الإباحية والحماية من الاستغلال الجنسي للمراهقين.

تتخللها جلسات تدريبية إضافية على شكل أسئلة وأجوبة لجميع أسئلتكم المتعلقة بالتربية الجنسية في

المراهقة في الجلسات المباشرة وأسئلة المراهقين المحرجة.

غزل بغدادي

غزل بغدادي

مستشارة تربوية | مؤسسِة علمتني كنز

هل كان هذا المقال مفيدا لكِ؟ شاركِيه مع الآخرين

نصيحة اليوم

  • نحن معك لتربي طفل واعي جنسياً ❤️

مقالة اليوم

فيديو اليوم

نشاط اليوم

الأكاديمية

تابعنا

المقالات المرتبطة

  • تعليم الطفل الملكية والمشاركة

    17 سبتمبر, 2021

  • كيف أخفف على طفلي أعراض الزكام؟

    22 فبراير, 2021

  • “اللهاية” هل تؤثر على صحة الطفل؟

    12 مايو, 2020

تعليم الطفل الملكية والمشاركة

17 سبتمبر, 2021

كيف أخفف على طفلي أعراض الزكام؟

22 فبراير, 2021

“اللهاية” هل تؤثر على صحة الطفل؟

12 مايو, 2020