تاريخ النشر 2 يوليو, 2025

خلال السنة الأولى من الحياة، يشهد دماغ الطفل نمواً وتطوراً مذهلاً يتسم بالسرعة والحيوية، فيبدو كل أسبوع يختلف عما قبله بحركة أو صوت جديد ولذلك تعتبر هذه المرحلة من أهم الفترات في حياة الطفل، حيث تتداخل فيها عملية التطور البدني مع التنسيق الحركي بطريقة غاية في الدقة يتمكن الطفل من تحريك جسده واستخدامه بفعالية لالتقاط الأشياء أو إبعادها وهذا ما يسمى بالتطور الحركي.

 

يتضمن التطور الحركي مجموعة متنوعة من الحركات الكبيرة والصغيرة، بالإضافة إلى تطور حواس الجسم. فعندما يهز الطفل خشخيشة أو يحاول التوازن على قدميه، تتشكل روابط دماغية جديدة تُساعد في تنسيق أجزاء معينة من الجسم لإتمام هذه الحركات. تُقسم المهارات الحركية إلى ثلاثة أنواع رئيسية: المهارات الحركية الدقيقة، المهارات الحركية الكبرى، والمهارات الحسية، وكلها تُعتبر جزءاً أساسياً من نمو الطفل.

المهارات الحركية

المهارات الحركية الكبرى تعني استخدام العضلات الكبيرة بطريقة منسقة. وهي أساسية لأنها تمكّن الطفل من الحركة بحرية وثقة. تشمل هذه المهارات مجموعة متنوعة من الأنشطة مثل الجلوس، والزحف، والتشبث بالأشياء، حتى رفع الطفل لرأسه لأول مرة يُعتبر مثالاً على تطور مهارة حركية كبرى.

 

المهارات الحسية

مثل البصر والسمع واللمس والشم والتذوق كلها مهارات أساسية في رحلة النمو والتطور، فمن خلالها يتعرف الطفل على البيئة المحيطة به ويفهمها. يستقبل الدماغ المعلومات عبر الحواس الخمس وينظمها ويطور استجابته تجاهها.

للمساعدة في بناء وتعزيز المهارات الحسية لدى طفلك، إليك بعض الطرق السهلة والداعمة:

  1. استكشاف المواد المختلفة: شجعي طفلك على لمس أشياء مصنوعة من مواد متنوعة – مثل السوائل، والمواد الناعمة، والخشنة غير المخرشة، تساعد هذه التجارب على تنمية حاسة اللمس وتعزز فضول وذكاء الطفل.
  2. التكيف مع البيئات الجديدة: إذا كنت في مكان به أصوات عالية أو أضواء ساطعة، امنحي طفلك بعض الوقت للتكيف مع البيئة الجديدة. إذا لاحظت أنه غير مرتاح حاولي تخفيف حدة المؤثرات سواء الإضاءة أو الصوت. كذلك يمكنك تدريب الطفل على التمييز بين الليل والنهار من خلال فتح النوافذ جيداً خلال النهار والخروج بنزهة إن أمكن وفي الليل تخفيف الإضاءة والتفاعل ليتمكن من الاسترخاء تمهيداً للنوم.
  3. تجربة الأطعمة الجديدة: بعد الشهر السادس دعي طفلك يستمتع بتجربة أطعمة جديدة. تعتبر هذه الطريقة وسيلة رائعة لتحفيز حاستي التذوق والشم.
  4. اللمس له تأثير كبير على الأطفال. فالعناق، ومسك الأيدي، وتدليك الظهر برفق هي بعض الطرق البسيطة التي يمكنك من خلالها منح طفلك الدعم والأمان الذي يحتاجه عبر حاسة اللمس.

 

ماذا عن الأشهر الأولى؟

طفلكِ حديث الولادة يبدأ في تطوير مهارات حركية مهمة منذ اللحظة الأولى التي يرى فيها النور، فالأشهر الثلاثة الأولى ليست مجرد نوم ورضاعة، بل هي مرحلة حيوية مليئة بالتطورات الحركية الأساسية التي تشكل أساساً لنموه المستقبلي. وأهم ما يحدث خلال هذه الفترة:

 

رفع الرأس

من أهم الأشياء التي ستلاحظينها هي قدرة طفلكِ على رفع رأسه عندما يكون في وضعية الاستلقاء على البطن. هذه الحركة تدل على أن عضلات الرقبة والظهر بدأت تتقوى. ويمكنك تشجيع طفلكِ على هذه الحركة من خلال وضعه على بطنه لفترة قصيرة عدة مرات في اليوم، مما يساعده على تعزيز قوته العضلية وتنسيق حركاته.

 

ركل الساقين وتحريك الذراعين

ستجدين أيضاً أن طفلكِ يركل ساقيه ويقوم بتحريك ذراعيه بشكل عشوائي، هذه الحركات تعكس رغبته في استكشاف محيطه، وهي بداية لتطوير المهارات الحركية الكبرى. يمكنكِ دعم هذا التطور من خلال توفير مساحة آمنة ومريحة له ليتمكن من تحريكهما بحرية.

 

متابعة الحركة والأصوات

عندما يبدأ طفلكِ في إدارة رأسه لمتابعة حركة الأشياء والأصوات المحيطة به، فهذا يدل على تطور حواسه وقدرته على التركيز. يمكنكِ تقوية هذه القدرة من خلال تحريك الألعاب أمامه أو استخدام أصوات مختلفة لجذب انتباهه وتنمية مهاراته البصرية والسمعية.

 

تذكري أن كل طفل يتطور بمعدل خاص به، ولا يوجد جدول زمني محدد يجب الالتزام به. يعتمد تطور المهارات الحركية الكبرى والدقيقة يعتمد على مجموعة متنوعة من العوامل، أهمها اهتمام الأهل وتفاعلهم المستمر مع الطفل.

في حال لاحظت أي تأخر أو شعرت بالقلق بشأن نمو طفلكِ، فلا تترددي في استشارة طبيب الأطفال أو طبيب العائلة للحصول على النصيحة المناسبة.

استمتعي بكل لحظة من هذه الرحلة المدهشة، وكوني دائماً موجودة لتشجيع صغيرك على استكشاف العالم بسعادة وحماس. يمكنك أيضاً الانضمام لبرنامج “سنة طفلك الأولى” الذي سنرافقك فيه خلال هذه الرحلة وندعمك كأم جديدة جسدياً ونفسياً وعاطفياً وبتوجيه فريق كبير من الخبيرات والأخصائيات للإجابة على أسئلتك وتقديم الحلول الصحيحة ومساعدتك في أي تحد تواجهينه لتكون سنة مميزة تبقى ذكرى جميلة لك ولطفلك.

 

غزل بغدادي

غزل بغدادي

مستشارة تربوية | مؤسسِة علمتني كنز

هل كان هذا المقال مفيدا لكِ؟ شاركِيه مع الآخرين

نصيحة اليوم

  • اشتركي الآن ببرنامج سنة أولى أمومة ❤️

مقالة اليوم

فيديو اليوم

نشاط اليوم

الأكاديمية

تابعنا

المقالات المرتبطة

  • كيف أساعد طفلي على التجشؤ؟ وضعيات مناسبة

    12 مايو, 2020

  • هل أخشى اليرقان “الصفرة” على طفلي؟

    12 مايو, 2020

  • الطفل الخديج

    22 سبتمبر, 2021

كيف أساعد طفلي على التجشؤ؟ وضعيات مناسبة

12 مايو, 2020

هل أخشى اليرقان “الصفرة” على طفلي؟

12 مايو, 2020

الطفل الخديج

22 سبتمبر, 2021