تاريخ النشر 17 أكتوبر, 2025
علمتني كنز أن الأمومة ليست مجرد مشاعر وحنان، بل هي علم وفن في العناية بصحة الأم والطفل. ومن أبرز الجوانب التي تحتاج الأم إلى فهمها بعمق هي فوائد وأضرار شفط الحليب وتخزينها، وطرق استخراج حليب الثدي وتخزينه بشكل آمن، بالإضافة إلى كيفية التعامل مع مشكلة الحليب المتحجر في الثدي وأسبابها.
في هذا المقال، سنأخذكِ في رحلة متكاملة لتتعرفي على أسرار العناية بحليبك الطبيعي، وأفضل الممارسات للحفاظ على جودته، ومتى يصبح الشفط ضرورة طبية أو عملية.
لماذا تلجأ الأم إلى شفط الحليب من الثدي؟
يُعد حليب الأم الطبيعي الغذاء الأمثل للطفل في شهوره الأولى، إذ يحتوي على جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها للنمو السليم، ويعزز مناعته الطبيعية ويحميه من الأمراض.
لكن قد تواجه الأم ظروفًا تجعلها غير قادرة على الإرضاع المباشر، مثل:
- العودة إلى العمل بعد انتهاء إجازة الوضع.
- ولادة مبكرة أو مشاكل صحية لدى الطفل تمنعه من الرضاعة المباشرة.
- إصابة الأم بالتهاب أو انسداد في القنوات اللبنية.
- الرغبة في تنظيم الرضعات أو فطام تدريجي دون حرمان الطفل من الحليب الطبيعي.
- زيادة إنتاج الحليب، حيث يساعد الشفط المنتظم في تفريغ الثدي ومنع التحجر.
إذن، يمكن القول إن شفط الحليب هو وسيلة مرنة تتيح للأم الحفاظ على استمرارية تغذية طفلها رغم الانشغالات أو المشكلات الصحية.
فوائد شفط الحليب الطبيعي
عند الحديث عن فوائد وأضرار شفط الحليب وتخزينها، يجب أولاً استعراض الإيجابيات الكبيرة التي يقدمها الشفط:
- الاستمرارية في الرضاعة الطبيعية حتى أثناء غياب الأم.
- تفريغ الثدي بانتظام مما يقلل خطر احتقان أو تحجر الحليب.
- تحفيز إنتاج المزيد من الحليب بفضل مبدأ العرض والطلب.
- إمكانية مشاركة الأب أو مقدّم الرعاية في إطعام الطفل.
- تخزين الحليب للطوارئ، مثل الأوقات التي تمرض فيها الأم أو تحتاج للراحة.
- تخفيف الضغط على الثدي بعد زيادة الإدرار أو قبل النوم.
أضرار شفط الحليب وسلبياته المحتملة
رغم فوائده، فإن الاستخدام الخاطئ أو المفرط لشفط الحليب قد يؤدي إلى مشكلات مؤقتة، مثل:
- تشقق الحلمة أو ألم أثناء الشفط بسبب قوة زائدة أو وضع غير صحيح للمضخة.
- انتفاخ الثدي أو احتقانه نتيجة شفط كميات كبيرة دون تنظيم.
- فقدان بعض العناصر الغذائية عند تجميد الحليب وتسخينه بشكل غير صحيح.
- رفض الطفل للرضاعة المباشرة بعد التعود على زجاجة الحليب.
- خطر العدوى إذا لم يتم تنظيف أدوات الشفط جيدًا.
- تأثير نفسي بسيط نتيجة تقليل التواصل الجسدي بين الأم وطفلها أثناء الرضاعة.
لكن هذه الأضرار يمكن تجنّبها بسهولة باتباع الإرشادات الصحيحة.
أفضل الأوقات لشفط الحليب
يُفضل اختيار أوقات معينة لزيادة كفاءة الشفط وجودة الحليب:
- في الصباح الباكر، حيث يكون إنتاج الحليب في ذروته.
- بعد ساعة من الرضاعة أو قبلها بساعة تقريبًا.
- بجدول ثابت يوميًا حتى يعتاد الجسم على إنتاج الحليب بانتظام.
كيف يمكن زيادة كمية الحليب أثناء الشفط؟
إذا كنتِ ترغبين في رفع كمية الحليب، فاتبعي النصائح التالية:
- الشفط عدة مرات في اليوم على فترات متقاربة.
- استخدام مضخة مزدوجة لشفط الحليب من كلا الثديين في الوقت نفسه.
- تجنب ترك فترات طويلة دون شفط (أكثر من 4 إلى 6 ساعات).
- شرب الماء بانتظام وتناول وجبات غذائية متوازنة.
- الراحة النفسية تلعب دورًا رئيسيًا في تحفيز هرمون الأوكسيتوسين الذي يسهل تدفق الحليب.
استخراج حليب الثدي يدويًا
في بعض الأحيان، لا تحتاج الأم إلى جهاز شفط. يمكنها استخراج الحليب باليد بسهولة خاصة في الأيام الأولى بعد الولادة أو أثناء السفر.
خطوات استخراج الحليب يدويًا:
- اختاري مكانًا هادئًا ومريحًا.
- اغسلي يديك جيدًا.
- ضعي الإبهام والسبابة على جانبي الهالة.
- اضغطي برفق إلى الخلف ثم للأمام بحركة دائرية ثابتة.
- استمري حتى يتوقف تدفق الحليب، ثم انتقلي للثدي الآخر.
أن استخراج الحليب يدويًا ليس مجرد تقنية، بل تواصل جميل بين الأم وجسدها يمنحها الثقة والطمأنينة.
استخراج الحليب باستخدام المضخة اليدوية أو الكهربائية
هناك نوعان من المضخات، ولكل منهما مميزاته:
المضخة اليدوية:
- مناسبة للاستخدام المتقطع.
- سهلة الحمل والتنظيف.
- تتطلب جهدًا بدنيًا بسيطًا.
المضخة الكهربائية:
- مثالية للاستخدام اليومي وللأمهات العاملات.
- توفر الوقت وتزيد من كفاءة الشفط.
- بعض الأنواع قابلة للارتداء وتمنح راحة أكبر.
نصيحة مهمة: اختاري مقاس الواقي المناسب لحجم الحلمة لتجنب الألم أو التسرب.
تخزين الحليب بشكل آمن
بعد الشفط، تأتي مرحلة تخزين الحليب الطبيعي بطريقة تحافظ على قيمته الغذائية.
| مكان التخزين | درجة الحرارة | مدة الصلاحية |
| في الغرفة | حتى 26°C | 6 – 8 ساعات |
| في الثلاجة | حتى 5°C | 3 – 4 أيام |
| في فريزر الثلاجة | -15°C أو أقل | أسبوعان |
| في فريزر منفصل | -18°C | 3 – 6 أشهر |
| في مجمد عميق | -20°C أو أقل | حتى 12 شهرًا |
قواعد أساسية لتخزين الحليب:
- استخدمي أكياس أو عبوات خالية من BPA.
- اكتبي تاريخ الشفط بوضوح على كل عبوة.
- لا تخلطي الحليب الطازج مباشرة بالحليب المبرد إلا بعد تبريده.
- لا تستخدمي الميكروويف لتسخين الحليب.
- استخدمي أقدم كمية أولًا.
سجّلي الآن في الدورة: سنة أولى مع طفلك – أكاديمية علمتني كنز
الأسئلة الشائعة حول شفط الحليب وتخزينه
كم مرة يجب سحب الحليب من الثدي؟
يُنصح بشفط الحليب كل 3 إلى 4 ساعات تقريبًا، أي ما يعادل 6 إلى 8 مرات يوميًا، وذلك للحفاظ على إنتاج مستقر للحليب ومنع احتباسه. انتظام الشفط هو سر راحة الثدي واستمرار تدفق الحليب الطبيعي.
هل سحب الحليب من الثدي يقلل الحليب؟
على العكس تمامًا، سحب الحليب المنتظم يزيد من إدراره، لأن الجسم يستجيب للطلب فينتج المزيد. فقط تأكدي من الشفط بطريقة صحيحة ومنتظمة.
ماذا يحدث إذا بقى الحليب في الثدي؟
عندما يبقى الحليب داخل الثدي لفترة طويلة، قد يؤدي إلى تحجر الحليب أو انسداد القنوات اللبنية، وأحيانًا إلى التهاب الثدي.
لذا من الضروري إفراغ الثدي بالرضاعة أو الشفط بانتظام لتجنب الألم والمضاعفات.
ما هي طريقة شفط الحليب الصحيحة؟
- اغسلي يديك جيدًا قبل البدء.
- استخدمي مضخة نظيفة ومعقمة.
- اجلسي في وضع مريح، واسترخي.
- ضعي القمع على الحلمة بحيث يغطيها بالكامل.
- ابدئي بالشفط التدريجي بلطف دون ألم.
- خزّني الحليب فورًا في عبوة نظيفة محكمة الغلق.
إقرأي أيضاً: الغذاء الصحي الأنسب لإدرار حليب الأم
نصيحة اليوم
صراخ طفلك سيخف تدريجياً مع بدء قدرته على الكلام، لأنه لا يملك لغة المحيط!


