تاريخ النشر 12 مايو, 2021
في الغربة وفي ظل الظروف الصعبة التي نمر بها جميعاً، قد نقرر أن نستغني عن فكرة الاحتفال بالعيد، والأعذار كثيرة، الغربة، الحجر الصحي، الصعوبات الاقتصادية وغيرها، لكن هل فكرت يوماً أن الاحتفال بالعيد له فوائد كثيرة لطفلك؟
لماذا يجب الاحتفال بالعيد ؟
1- الاحتفال يعني مشاعر إيجابية مليئة بالسعادة والحماس، وكلنا نحب أن يختبر أطفالنا هذه المشاعر الجميلة.
في علم النفس هناك ما يسمى بالتحيز الإيجابي، هو قدرة الفرد على البحث عن الإيجابيات دوماً، خاصة أن التحديات والصعوبات تأخذ مساحة كبيرة من حياتنا.
لذلك لابد من موازنة الكفة بالبحث عن الإيجابيات، الاحتفال بأي مناسبة صغيرة كانت أو كبيرة.
نحتفل بشراء طاولة جديدة، نحتفل بالعيد، نحتفل بشراء المثلجات، نحتفل بالصيف بالشتاء برمضان.. الخ
هنا نحن نعلم أطفالنا التحيز الإيجابي … بالقدوة.
2- غالباً ما ترتبط الأعياد بمناسبات دينية أو اجتماعية، بالتالي فإن الاحتفال بها يعزز عند طفلك هويته الدينية والاجتماعية وهذا أمر مهم جداً خاصة في الغربة.
توماس ديلامير (باحث نفسي) درس تأثير الاحتفالات الجماعية على الفرد، وخرج ببحثه بالكثير من التأثيرات الإيجابية، كان أهمها:
مشاعر الفخر، شعور الطفل أن هذا العيد يخصه، يخص مجتمعه وبلده (خاصة إن كان يعيش في مجتمع مختلف) يعطيه شعوراً كبيراً بالفخر والسعادة، بالتالي يتعزز عنده شعوره بالانتماء إلى هذا المجتمع حتى وإن كان يعيش خارجه.
3- المناسبات فرصة مميزة لتطبيق التعليم المبكر، من خلال تعرف الطفل على معلومات ومفردات جديدة تتعلق بالعيد والاحتفال به.
اغتنموا مناسبة العيد لتقدموا لأطفالكم معلومات جديدة، تحدثوا لهم عن رمضان (حملي كتيب رمضان من هنا) عن عيد الفطر، عيد الأضحى والحج، عيد الميلاد بتقديم معلومات جديدة بطريقة مناسبة لعمر الطفل.
كيف اشرح لطفلي كلمة عيد؟
إذا سمعت كلمة ” عيد” ما هي أول صورة تتبادر إلى ذهنك؟ جمعة عائلية، رائحة الحلويات، ثياب العيد، العيدية؟
الصورة الموجودة في ذهنك الآن هي الصورة الذهنية الخاصة بك عن العيد.
كل كلمة كل حدث صورة لها صورة ذهنية خاصة في عقولنا، تكوّنت نتيجة أحداث ذكريات وخبرات ومواقف.
إذاً حتى يفهم طفلك معنى كلمة عيد، لابد أن يمتلك صورة ذهنية إيجابية خاصة بالعيد، و المربي هو المسؤول عن خلق هذه الصورة الذهنية.
كيف نبني صورة العيد لدى أطفالنا؟
1- القصص والحكايات:
تحدثت مع كنز عن العيد في سوريا، عن رحلة الذهاب إلى السوق لشراء الثياب والأغراض الجديدة، عن الحلويات الخاصة التي كنا نتناولها.
استعنت بغوغل واليوتيوب، بحثت عن صور وفيديوهات عن أجواء العيد في سوريا، عشتُ مع كنز رحلة إلى الماضي الجميل.
وبدأت طفلتي برسم صورة ذهنية لطيفة وإيجابية عن العيد واحتفال العيد.
2- التخطيط للاحتفال:
قرأت مرة مقالاً يتحدث عن الأثر الإيجابي للانتظار والحماس في حياتنا، لكونه وسيلة لكسر الروتين والتفكير الإيجابي، حتى وإن كان الحدث المنتظر تناول البوظة أو الذهاب مع الأصدقاء، فكيف إذا كان هذا الحدث هو العيد؟
خطوات عملية للاحتفال بالعيد
انتظار العيد:
بقي للعيد أسبوع (7 أيام) الطفل لا يقدر قيمة الزمن المجرد، لذلك لابد من توضح قيمة الأيام بأمور حسية.
7 مربعات مغلقة، كل يوم سنفتح مربعاً واحداً لنقرأ الجملة المكتوبة ونطبقها.
(اطلب من ماما قطعة حلوى، اقرأ قصة، قل بسم الله 3 مرات قبل تناول الطعام، قدم هدية لشخص محتاج، ساعد ماما بترتيب الغسيل، …الخ)
الصورة الذهنية الأولى العيد = الحماس
الزينة، الحلوى، وأغراض العيد:
مهما كانت هذه التفاصيل بسيطة وبأبسط التكلفة المادية، فأن أثرها كبير على الطفل وسعادته وحماسه للعيد.
حتى وإن لم يكن بإمكانكم شراء ثياب جديدة للعيد، اشتروا لأطفالكم أي شيء جديد حتى ولو كان قطعة زينة للشعر.
الصورة الذهنية الثانية العيد = زينة، حلو، وأغراض جديدة
يوم العيد:
ليبدأ الحماس من ساعات الصباح الأولى، حينما يستيقظ الطفل ليجد هدية العيد بجانبه، ثم تتناول العائلة وجبة الفطور التقليدية الخاصة بالعيد، حمام العيد والثياب الجميلة.
الصورة الذهنية الثالثة العيد = السعادة
الطفل يتبنى مشاعر أهله، ساعدتكم بقدوم العيد تعني سعادة أطفالكم لذلك مهما كانت ظروفكم، استغلوا هذه المناسبات الجميلة لبناء ذكريات سعيدة ورسم ابتسامة جميلة على الوجوه.
شاركوا صوركم بثياب العيد مع عائلاتكم، عايدوهم حتى لو عبر السكايب ارقصوا غنوا وافرحوا! وكل عام وأنتم وعائلاتكم بألف خير.
لمعلومات أكثر حول كيفية التعامل مع مشاعر الطفل اشتركي بدورة الذكاء العاطفي عبر تطبيق علمتني كنز
إقرأي أيضاً: أنشطة عيد الفطر من علمتني كنز
———-
تم تحرير هذه المقالة من قبل
غزل بغدادي
مؤسسة مشروع علمتني كنز
حاصلة على دبلوم مونتيسوري من مركز أميركا الشمالية NAMC
نصيحة اليوم
كل ما شعرتي بالغضب من طفلك حطي حالك مكانه وبس ❤️