تاريخ النشر 10 مايو, 2020
الكذب عند الأطفال ظاهرة شائعة، لكن يجب التعامل معها بجدية، وعدم الاستهانة بأخطارها، سواء على الطفل أو المجتمع عموماً، ولعلاج هذه المشكلة يجب أن ندرك أسباب لجوءه لها وهل لذلك علاقة بالذكاء!
لماذا يكذب الطفل؟
- يظن الطفل أنه سلوك غير سيئ !!
- ليحمي نفسه من عقاب الوالدين، وهذا أهم سبب.
- لاتهام طفل آخر وإبعاد الخطر عنه.
- بسبب الخوف والقلق والغيرة.
- كسب تعاطف المحيطين به.
- عدم وجود قدوة للصدق في البيت، وهذا من أخطر الأسباب.
أشكال الكذب عند الأطفال
الكذب الخيالي:
يسرد الطفل قصصاً وحكايات لا تمت للواقع بصلة، وهو غالباً يعبر عن شيء يتمناه، ولا يستطيع البوح به بشكل مباشر، وهذا طبيعي، ويجب عليكم أن تستمعوا لطفلكم، فهو يعبر عن نفسه.
وربما ستفكرون الآن: ما هو التصرف الصحيح في هذه الحالة؟ هل ما يقوله طفلي حقيقة أم خيال؟
منذ أن يبدأ إدراك الطفل لِمَا حوله وحتى سن خمس سنوات تقريباً يعيش في عالم من الخيال، وهو مصرٌّ أنه حقيقة، فهو لا يفرق بين الحقيقة والخيال، وهذا ما يعكس أهمية هذا العالم الخيالي له.
فعقله مليء بالأحداث والقصص الخيالية، وربما الأصدقاء الخياليون، عندما يروي قصة خيالية ويبالغ في تفاصيل شيء ما فهو على الأغلب يعبر عن شيء يتمنى حدوثه.
يبلغ الكذب الخيالي ذروته بين (4- 5) سنوات؛ بسبب سعة خيال الطفل في هذا العمر، وعدم قدرته على التمييز بين الحقيقة والخيال، فقد يسمع طفلك قصة خرافية من أحد ويعود ليرويها ويتحدث عنها وكأنها حدثت في الواقع.
كيف أتصرف؟
أكبر خطأ أن يتم تأنيب الطفل، أو عقابه، أو وصفه بالكذاب بسبب الكذب الخيالي، حيث يعد سن السادسة وما بعده هو الوقت المثالي لتدخل الآباء.
يسمى هذا النوع في هذه الفترة بالكذب البريء، ويزول من تلقاء نفسه عندما يكبر الطفل، ويصل إلى مستوى عقلي يسمح له بمحاكاة الخيال.
تختلف هذه القدرة من طفل لآخر ومن بيئة اجتماعية لأخرى، حسب الإمكانات التي يعيشها.
وتلعب الحياة النفسية التي يعيشها الطفل مع أسرته أو مع أقرانه دوراً مهماً في تخيلاته؛ هل هي إيجابية أم سلبية.
للدفاع عن النفس:
حيث ينكر الطفل قيامه بفعلٍ ما خوفاً من العقاب.
لتحقيق هدفٍ ما:
يكذب الطفل ليحصل على شيء مُنِعَ منه.
تقليداً للآخرين:
وهو أخطر الأشكال، فالطفل مرآة لكم فكونوا قدوة صادقة
بهدف الانتقام:
يكذب بهدف اتهام طفل آخر يكرهه أو يغار منه، وهو من أكثر الأنواع خطورة؛ لأنه يعتبر كذباً مع سبق الإصرار، فالطفل هنا يقوم بالتفكير والتدبير؛ لإلحاق الضرر بالذي يكرهه.
الكذب المَرَضي:
هو حالة مرضية قد يجد الطفل فيها نفسه مدفوعاً حيالها للكذب لا شعورياً، فيكذب في أغلب المواقف، ويُعرَف عنه أنه كاذب دائماً، ويكون عادة غير ناجح في حياته المدرسية، ويعاني شعوراً شديداً بالنقص، ومع العجز في النجاح، فيلجأ إلى ذلك الأسلوب ليحقق رغبته الشديدة في النجاح، أو في تحقيق أهدافه كطفل، وفي هذا النوع يصعب تميز صدق الطفل من كذبه.
علاقة الكذب بالذكاء:
في تجربة جميلة طلب الباحث النفسي “مايكل لويس” من أطفال في أعمار مختلفة عدمَ النظر إلى الدُّمى التي وُضِعَتْ وراء ظهورهم، وادَّعى الباحث أنه خارج الغرفة، وبعد دقائق دخل ليسألهم إن كانوا قد نظروا إلى الدُّمى أم لا؟ … تمَّت إعادة هذه التجربة مئات المرَّات بطرق مختلفة، وأظهرت في النهاية نتيجتين ثابتتين:
- معظم الأطفال نظروا إلى الدُّمى بعد ثوانٍ قليلة من خروج الباحث.
- نسبة كبيرة من الأطفال كذبوا عند سؤالهم: “هل نظرتم إلى الدُّمى”.
بغض النظر عن جنسهم، أو عرقهم، أو بيئاتهم، وأن (80 %) منهم في عمر الأربع سنوات فقط، أثبتت الدراسة أن الأطفال الذين كذبوا لديهم ذكاء لفظي أعلى بعشر نقاط عن الآخرين.
وهناك أبحاث أخرى أكَّدت أن الأطفال الذين يكذبون لديهم قدرة أكبر على التركيز، وعلى التحكُّم بردَّات فعلهم وتصرفاتهم، كما لديهم قدرة كبيرة على رؤية الأمور من وجهات نظر مختلفة، ولهذا يجد أطفال التوحد أو فرط الانتباه صعوبة كبيرة في الكذب.
إقرأ أيضاً: “كيفية التعامل مع الطفل العنيد” و “مشكلة التبول الاإرادي عند الأطفال“ ومواضيع تربوية أخرى على الموقع..
———–
هذه المقالة تم تحريرها لموقع “علمتني كنز” اعتماداً على معلومات من قبل:
محمد أيوب
أخصائي في علم النفس والتربية الخاصة
لمعلومات أكثر حول موضوع المقالة: nytimes.com
نصيحة اليوم
باقة الطفل السعيد بين يديكِ الآن لتربية طفل مستقل و سعيد ❤️