تاريخ النشر 3 سبتمبر, 2021

عندما عملت مدرِّسة للأطفال كان التعامل مع الأطفال الذين يلجؤون للعنف أو الصراخ مع أصدقائهم من أصعب المهام، لكنها تحولت إلى مهمة ممتعة ومضحكة بعد أن اكتشفت ركن السلام “زاوية الهدوء”، وقرأت عنه.

مجد (ست سنوات) كان طالباً ذكياً جداً ومجتهداً، لكنه سريع الغضب وكثير المشاكل مع أصدقائه.

تحدثت مع مجد مرات عدة عن سلبيات سلوك العنف والغضب على الصحة، وعلى علاقته مع أصدقائه، وكان يبدي اقتناعه بكلامي، لكن سرعان ما يناديني الطلاب لأنقذ صديقهم من بين يدي مجد الذي يضربه.

مجد اقتنع أن العنف تصرف خاطئ، لكنه للأسف غير قادر على التحكُّم بنفسه، والسيطرة على انفعالاته عند الغضب، وهنا قررت تجربة (ركن السلام) مع مجد.

 

كيف بدأت ؟!

أحضرت كرسياً بلاستيكياً صغيراً، ووضعته في باحة (فسحة)، ووضعت بجانبه قصصاً قصيرة، دفاتر تلوين وألواناً، وقطع تركيب (بزل) وخرزاً ملوناً وخيوطاً قماشية.

أنشطة قادرة على امتصاص الغضب ومحببة للطفل، يمكنك أن تطلبي من طفلك أن يختارها.

أخبرت طلابي أن هذا الكرسي اسمه كرسي الهدوء والسلام، عندما يشعر أحدهم بالغضب أو التوتر عليه أن يذهب ويجلس على هذا الكرسي حتى يهدأ ويعود من جديد.

بدأت بنفسي، خطوة مهمة أن نبدأ بأنفسنا لنأكد لأطفالنا أننا جميعاً بحاجة هذا المكان، وأنه ليس كرسي عقاب.

في منتصف الدرس أخبرت طلابي أني أشعر بالتوتر؛ لأنهم يتكلمون بشكل جماعي، ولذلك سأذهب إلى كرسي السلام وأعود عندما أهدأ.

وقف معظم الطلاب على النافذة المطلة على الباحة، جلست على الكرسي، أغمضت عينيّ، وبدأت بالتنفس العميق، ثم أخذت قصة، وقلبت صفحاتها، وعدت إلى الصف.

كررت هذه العملية عدة مرات خلال أسبوع حتى تملكت القدرة على اقتراح الكرسي على الطلاب.

 

كرسي السلام

في منتصف الدرس طلب مجد من صديقه أن يستعير الممحاة، لكن صديقه رفض؛ لأن مجد سبق ورفض إعارته من قبل.

ظهرت ملامح الغضب على مجد فهمست في أذنه: (مجد أنا أعلم أنك غاضب وأنصحك أن تذهب إلى كرسي السلام، أنا أرتاح جداً عندما أجلس عليه).

خرج مجد دون أن يقول شيئاً وشاهدته من النافذة يجلس على كرسي السلام، وبعد حوالي عشر دقائق عاد مجد وأكمل متابعة الدرس من جديد.

كانت هذه الخطوة الأولى من طريق النجاح، العديد من الطلاب استخدموا كرسي السلام، لكنني سأركز على مجد فقط.

صار مجد يذهب إلى كرسي السلام عدة مرات في اليوم، لكن بنصيحة مني، وفي بعض المرات طلب مجد أن أذهب معه، وفعلت ولم يذهب وحدَه إلا بعد ثلاثة أيام.

تشاجر مجد مع صديقه في الباحة، وقبل أن يقوم بضربه كالمعتاد قال: (أنا حاسس بدي كرسي السلام حتى ما أضربك بوكس وتزعل مني الآنسة).

جلس مجد على كرسي السلام، وقام بالتلوين ثم عاد للعب مجدداً مع أصدقائه.

كان هذا الموقف دليلاً كافياً على نجاح كرسي السلام، ونجاحي في تحويل مجد إلى طفل يفكر قبل أن يقوم بأي فعل خاطئ أو ردة فعل عنيفة؛ كضرب، أو صراخ.

لمعلومات أكثر حول كيفية التعامل مع مشاعر الطفل اشتركي بدورة الذكاء العاطفي على “كنز أكاديمي” من هنا

إقرأي أيضاً: كيف نربي الطفل دون عقاب ؟

————

تم تحرير هذه المقالة من قبل

غزل بغدادي
مؤسسة مشروع علمتني كنز
حاصلة على دبلوم مونتيسوري من مركز أميركا الشمالية NAMC

غزل بغدادي

غزل بغدادي

مستشارة تربوية | مؤسسِة علمتني كنز

هل كان هذا المقال مفيدا لكِ؟ شاركِيه مع الآخرين

نصيحة اليوم

  • كل ما شعرتي بالغضب من طفلك حطي حالك مكانه وبس ❤️

مقالة اليوم

فيديو اليوم

نشاط اليوم

الأكاديمية

تابعنا

المقالات المرتبطة

  • اليوم العالمي للتوعية باضطراب التوحد

    2 أبريل, 2021

  • تعلق الطفل بأمه، الأسباب والحلول

    22 ديسمبر, 2020

  • الأطفال وقلق الانفصال

    28 أكتوبر, 2021

اليوم العالمي للتوعية باضطراب التوحد

2 أبريل, 2021

تعلق الطفل بأمه، الأسباب والحلول

22 ديسمبر, 2020

الأطفال وقلق الانفصال

28 أكتوبر, 2021