كآبة الولادة

تمت الولادة بالسلامة وغمرتنا مشاعر السعادة وأرسلت صور كنز لعائلتي وأصدقائي وأعلنت على الفيسبوك حدث الولادة وفجأة رجعنا عالبيت معنا كائن صغير كتير غير قاد على الكلام أو التعبير عن احتياجاته المختلفة الا بطريقة واحدة هي البكاء.
أنا بالنسبة له كل شي وهو مسؤوليتي من أكبر لأصغر تفاصيله وأنا وزوجي وحدنا في هذه البلادلا أم ولا أخت لا عائلة
تضاربت مشاعري في ذلك اليوم وبصراحة خفت أن أصارح أي أحد بمشاعري تلك ، فلعلهم سيقولوا (أني أم مو منيحة).
في تلك الأيام شعرت بالندم على قرار الحمل وقرار الأمومة وصرت أفكر بحياتي قبل الأمومة كم كانت سعيدة وهادئة (ببساطة صرت قول شو كان بدي بهالقصة )
مشاعر الخوف مع تقلب هرموناتي مع الكيلوغرامات الزايدة بجسمي، قلة النوم وغربتي عن عائلتي، والأكثر ازعاجاً كان نصائح الناس وتدخلهم، كل ذلكك كان كفيلاً لكي أشعر بالاكتئاب !
هذه تماماً مرحلة #كآبة_الولادة
وجدت الحل في نصيحة من صديقة:
أنتي الآن في رحلة استكشافية لعالم الطفولة ، وابنتك الصغيرة أيضاً تعيش رحلة استكشافية للعالم الجديد
اصنعي علاقة صداقة معها تعرفا على بعضكما وخذا وقتكم
وررت البدء برحلتي مع طفلتي الصغيرة بكل سعادة وفضول و طلبت الدعم من زوجي و من صديقاتي المقربات.
ولم تستغرق مشاعر الكآبة أكثر من أسبوع حتى اختفت وبدأت أفهم على ابنتي وأميز حاجتها، وآصبحنا صديقتان بأسرع من ما كنت أتصور  وقلت الحمدلله اللي عملت هيك بحالي

مهما كانت مشاعرك سلبية بعد الولادة، لاتخجلي من اعلانها للمقربين وتأكدي دائماً أن جميع الأمهات شعرن ويشعرن مثلك، لكنهن في النهاية انتصرن