تاريخ النشر 9 مارس, 2021
معظم المربين يعانون من طلبات الأطفال غير المنقطية، خاصةً بعد نهار طويل ومتعب، عندها من السهل أن يتحول أي نقاش إلى صراخ من قبل الطفل، والجميع يسأل، كيف أعلم طفلي الحوار بدل الصراخ!
الساعة قاربت الثامنة مساءً، بدأنا أنا وكنز بروتين النوم، وفجأة ونحن نحضر أنفسنا للذهاب إلى السرير قالت كنز: “ماما أريد مشاهدة بيبا”؛ أي أنها تريد مشاهدة كرتونها المفضل على التلفاز!
التلفاز ليلاً من الممنوعات القليلة والواضحة جداً في بيتنا، وهي قواعد اتفقنا عليها مسبقاً أنا وكنز.
قالت كنز: “ماما وقت قليل فقط!”، حالي في ذاك الوقت كحال أي مربي أتعبه نهاره الطويل بين العمل والمنزل ومتطلبات طفله اللانهائية، ولا طاقة لديه على الجدال، لكن من قال أن التربية سهلة!
كيف أعلم طفلي الحوار؟
أولاً: جلست على الأرض لأكون بمستوى نظرها، فصرخَتْ: (أريد بيبا).
ثانياً: استخدمت طبقة الصوت لمحاولة تهدئتها، وبصوت خافت جداً قلت لها:”كنز حبيبتي، علينا أن نتكلم فنحن لا نصرخ”.
ثالثاً: بدأنا الحوار: “ماما حلّ الليل، والقمر سطع، وأنت تعلمين بأن التلفاز ممنوع في الليل”.
رابعاً: تقديم البديل، فقلت لكنز: “عندي فكرة؛ غداً صباحاً نحضّر الفطور، ونأكل ثم نشاهد بييا، ما رأيك؟”، وطبعاً هنا تلعب ثقة الطفل بك الدور الأكبر.
بالتأكيد الطفل سيحاول المجادلة والعودة بالحديث إلى ما يريده هو، قالت كنز: “لا ماما، أريد بيبا!!”.
أعدتُ النقطتين الثالثة والرابعة، وبدأت بالنقطة الخامسة: وهي لفت انتباه الطفل وتركيزه: “كنز تعالي نتصل بنور نخبرها بأننا شاهدناها على التلفاز، ونقول لها تصبحين على خير”.
وافقت كنز، واتصلنا بنور ثم نامت ابنتي بسلام بعد أن قرأنا 888393 قصة قبل النوم!
التربية فنٌّ، فتفننوا وأبدعوا واجعلوا الرفق والحكمة سيِّدَي الموقف.
إقرأ أيضاً: الاستماع بحب لكلام الأطفال
———
تم تحرير هذه المقالة من قبل
غزل بغدادي
مؤسسة مشروع علمتني كنز
حاصلة على دبلوم مونتيسوري من مركز أميركا الشمالية NAMC
نصيحة اليوم
اشتركي الآن في حقيبة الكنز المدرسية ، راسلينا للتفاصيل