تاريخ النشر 11 نوفمبر, 2024
الروضة.. أول محطة في مسار الطفل التعليمي والأكثر متعة وحماساً إذا ما تمت تهيئة الطفل لها تدريجياً وبطرق سليمة.
الذهاب إلى الروضة يمثل تجربة جديدة ومهمة في حياة الطفل الصغير، حيث يخرج لأول مرة من محيط المنزل الذي يشعر فيه بالأمان والراحة ليواجه عالماً جديداً مليئاً بالتحديات والمغامرات. يمكن أن تكون هذه الخطوة مصدر قلق للطفل، إذ يبتعد عن ابويه لفترة قد تكون طويلة بالنسبة له، مما قد يسبب له شعوراً بالخوف أو الحزن، لذا من المهم أن يدرك الأهل أن هذه المرحلة تحتاج إلى تخطيط وتهيئة نفسية جيدة.
أسس ومعايير اختيار الروضة المناسبة
الغاية الأساسية من إرسال الطفل للروضة تختلف بين عائلة وأخرى فبينما يسعى البعض لتعليم الطفل المهارات الأكاديمية كالقراءة والكتابة ومبادئ الحساب، يفضل آخرون التركيز على تنمية شخصية الطفل وتطوير مهاراته الاجتماعية. ولكن أياً كانت الغاية هناك معايير أساسية يجب مراعاتها عند اختيار الروضة بحيث تضمن أمان الطفل وسعادته، فالتجارب والمعارف التي يكتسبها في هذه المرحلة تؤثر بشكل كبير على تحصيله العلمي وتشكيل شخصيته وأفكاره المستقبلية وأهم هذه المعايير:
1-طبيعة المكان:
يفضل أن تكون مساحة الروضة كبيرة وفيها أماكن مخصصة للعب الحر والنشاطات البدنية، من غير المحبذ إن تكون عبارة فقط عن صفوف دراسية ومقاعد، يجب أيضاً التأكد من توفر عناصر السلامة والأمان في جميع أرجاء الروضة، يمكن أيضاً إلقاء نظرة سريعة على الطلاب الموجودين حالياً في الروضة للتأكد مما إذا كانوا يستمتعون ويتفاعلون مع بعضهم البعض أم فقط جالسين ويستمعون إلى دروس تعليمية.
2-التكلفة وطرق الدفع:
يجب أن تتناسب الرسوم الشهرية أو السنوية للروضة مع القدرة المالية للأسرة، يُفضل الاستفسار عن جميع الأمور المالية مثل رسوم التسجيل وطرق الدفع، وأي رسوم إضافية مرتبطة بالمناسبات والرحلات والأنشطة الترفيهية.
3-المنهج التعليمي:
من المهم التعرف على البرامج التعليمية المتبعة واختيار ما يتناسب مع قدرات الطفل واحتياجاته، ينصح الخبراء بتجنب المناهج التي تركز على الحفظ والتلقين فقط.
4-آراء الأهالي:
مع تقدم التكنولوجيا أصبح من السهل التواصل مع أمهات سبق لهن تسجيل أطفالهم في نفس المكان، يمكن للأهل تبادل الآراء حول تجاربهن ومشاركة المميزات والعيوب التي لاحظوها في الروضة المعنية.
أما بعد أن تم الاختيار هناك مرحلة انتقالية هامة جداً يتم تهيئة الطفل للروضة من خلال عدة خطوات وأهمها:
1-زيارة الروضة مسبقاً:
إذا كان بالإمكان، يُفضل تحديد موعد لمقابلة معلمة الروضة قبل بدء العام الدراسي والذهاب للقائها مع الطفل، هذه الخطوة ستتيح لطفلك الفرصة للتعرف على معلمته في جو هادئ دون ضجيج، بالإضافة إلى التعرف على طبيعة المكان والصفوف الدراسية وأماكن اللعب والنشاطات الرياضية، ومن الممكن أن يقابل بعض الأطفال الذين جاؤوا مع أهاليهم. هذه الإلفة والاطلاع المسبق ستسهل على الطفل التكيف مع الأجواء الجديدة.
خلال المقابلة، يمكنك إخبار المعلمة عن شخصية طفلك وتفضيلاته بالإضافة إلى نقاط قوته وضعفه، هذه المعلومات ستكون مهمة جداً بالنسبة للمعلمة وتساعدها في فهم احتياجات طفلك بشكل أفضل، يمكنك الاستفسار أيضاً عن إمكانية إحضار الطفل لأشياء من المنزل وإضافتها إلى خزانته في الروضة ليشعر بألفة وراحة أكثر. إذا كان لدى طفلك وضع صحي أو نفسي معين ويحتاج إلى اهتمام وخدمات خاصة به، تحدث إلى الإدارة ومعلمي الفصل مسبقاً عن الأمر.
ويمكنك أيضاً خلال هذه الجلسة التحدث عن آمالك وتطلعاتك وما تود أن يتعلمه طفلك خلال العام الدراسي، وسؤال المعلمة حول كيفية مشاركتك ودعمك لما يتعلمه الطفل.
وأخيراً من الضروري إعطاء المعلمة وسيلة تواصل مباشرة بك سواء عبر الهاتف أو البريد الإلكتروني لتبقى على تواصل فعال مع الكادر التعليمي والإداري.
2-ابدأ بوضع روتين يومي مناسب لأيام الدوام:
يساعد هذا الروتين الطفل على الاستعداد للمرحلة الجديدة وبفضل البدء بتطبيقه قبل عدة أسابيع من بدء الدوام الفعلي، فالأطفال الصغار يميلون إلى الشعور بالراحة والأمان عندما يكون لديهم توقعات واضحة لما سيحدث وهذا يقلل مشاعر القلق والتوتر التي قد ترافق التغييرات الجديدة. ويشمل هذا الروتين بشكل أساسي تحديد موعد مبكر للنوم لضمان حصول الطفل على قسط كافٍ من الراحة خلال الليل وبالتالي زيادة تركيزه وقدرته الطفل على التكيف مع بيئته الجديدة.
في الصباح، الاستيقاظ مبكراً وتخصيص وقت كافي لما يلزم فعله مثل ارتداء الملابس وتناول الإفطار وتجهيز حقيبة الظهر. من الضروري أن يشعر الطفل بأن لديه الوقت الكافي للقيام بكل هذه المهام دون استعجال، مما يمنحه شعوراً بالتحكم والثقة. ويمكنك افتعال دوام تمثيلي لعدة مرات حتى يعتاد الطفل، اذهب معه إلى الروضة بالسيارة أو سيراً على الأقدام ودله على باب الدخول. وأخيراً لا تنس التركيز على طقوس الوداع عند مغادرتك، احرص أن تكون إيجابية ومطمثنة كالعناق مع التأكيد للطفل أنك ستعود لاحقاً، بهذه الطريقة تعزز شعور الأمان والثقة عند طفلك وتخفف من قلق الانفصال وهذا سيجعل ذهابه إلى الروضة بعد عدة أسابيع أكثر سهولة.
3-الاستعداد لنشاطات الروضة وتنمية مهارات الطفل:
يأخذ اللعب المساحة أكبر من وقت الروضة ثم تأتي النشاطات التعليمية والتي على بساطتها إلا أنها مهمة جداً لتحضير الطفل لرحلته التعليمية الفعلية لاحقاً. يُفضل مسبقاً تعليم الطفل بعض الحروف وكيف يكتب اسمه أو كيف يعد للعشرة والتعرف على الأشكال والألوان الأساسية.
كما أن هناك بعض الآداب الاجتماعية التي ستكون جديدة على الطفل ويستحسن أن يبدأ الأهل بتدريبه عليها، مثل التعبير الواضح عما يحتاجه أو يشعر به، والاستماع للتوجيهات بانتباه وتركيز وطلب الإذن قبل التحدث في الصف احترماً للمعلم والزملاء.
هذه المهارات على بساطتها إلا أن تعلمها المبكر في المنزل يسهل المهمة كثيراً على الطفل والمعلمة ويجهل ذهابه إلى الروضة أقرب إلى المرح والاستمتاع منه إلى الجدية والدراسة.
4-اقرأ لطفلك:
في الفترة السابقة للذهاب للروضة اقراً لطفلك كل مساء قبل النوم من أحد الكتب المخصصة لطلاب رياض الأطفال بدلاً من القصص العادية، فالقراءة في هذه المرحلة ليست مجرد نشاط ممتع قبل النوم وإنما تهيء الطفل وتمنحه فكرة أوضح عن تجربة الذهاب للمدرسة في المستقبل القريب وتحبب إليه فكرة القراءة والمعرفة.
لمزيد من المعلومات بادري بالتسجيل في دورة “طفلي يستعد للروضة” والتي نقدم من خلالها معلومات مفصلة وخطوات عملية تساعد على تهيئة طفلك نفسياً ليشعر بالأمان والثقة قبل وأثناء تجربة الروضة.
بالإضافة إلى استعراض الأسباب التي قد تؤدي إلى خوف وبكاء الطفل وكيفية التعامل معها بشكل صحيح، من خلال تقنيات فعالة تساعد طفلك على تطوير ذكائه العاطفي وتمكينه من مواجهة التحديات الجديدة بكل شجاعة وثقة.
ستجدين في هذه الدورة كل يجعلك قادرة على مساعدة طفلك ليبدأ رحلته التعليمية بأفضل شكل ممكن، وجعل هذه المرحلة ذكرى سعيدة له يتعلم من خلالها لأول مرة كيف يندمج مع مجتمع جديد وينطلق في حياته خارج المنزل.
نصيحة اليوم
كل ما شعرتي بالغضب من طفلك حطي حالك مكانه وبس ❤️