تاريخ النشر 2 فبراير, 2025

في الوقت الحالي ومع ازدياد الوعي يسعى الأهل دائماً لتطوير أنفسهم في مهمة تربيتهم لأطفالهم وتوفير بيئة صحية وداعمة لهم، ولكن بالرغم من تزايد الوعي حول أساليب التربية الإيجابية والواعية، لا يزال هناك العديد من الثغرات التي قد لا يلاحظها الأهل في سلوكياتهم اليومية، وبسببها يقعون في أخطاء تربوية غير مقصودة، تتكرر هذه الأخطاء لتتحول إلى عادات تؤثر سلبًا على التوجيه الصحيح للطفل. هذه الثغرات يمكن أن تؤدي إلى نتائج غير مرغوب فيها في سلوكيات الأطفال وتطورهم النفسي والاجتماعي، ولهذا وجب ذكرها والتنبه لها في حال وجودها والعمل على تصحيحها.

 

1-الاستسلام للتصعيد:

تتنوع مواقف التصعيد التي يجد فيها الأهل أنهم يرضخون لرغبة الطفل رغماً عنهم. على سبيل المثال: يبدأ الطفل بالتصعيد بسبب رغبة معينة لديه، مثل قطعة حلوى أو وقت إضافي للعب. عندما تقول له “لا، لا يمكنك تناول الحلوى لأن موعد العشاء اقترب” أو “لقد انتهت المدة المحددة لمشاهدة التلفاز أو اللعب على الهاتف المحمول”، قد يستجيب الطفل بالتذمر أو التوسل أو حتى نوبة غضب. ومع تكرار الموقف، واستسلامك له، يتعلم الطفل أن الطريقة الوحيدة للحصول على ما يريد هي عبر الضغط عليك بالغضب أو البكاء أو إحداث الفوضى.

 

من ناحية أخرى، يمكن أن يحدث التصعيد أيضًا عندما يعتاد الطفل ألا يستجيب إلا بعد أن تصل لحد الغضب. على سبيل المثال، عندما تقول “حسنًا، الآن حان وقت كتابة الواجبات المدرسية”، لكنه لا يبدأ حتى ترفع صوتك بشكل ملحوظ، في هذه الحالة يتعلم الطفل أن كلمتك لا تعني شيئًا ما لم تكن مصحوبة بصوت مرتفع.

 

لتجنب فخ التصعيد، عليك الالتزام بموقفك والحفاظ على هدوئك. إذا قلت “لا” لطلب الطفل، يجب أن تتجاهل السلوك الذي يحاول من خلاله الضغط عليك وإقناعك بتغيير رأيك. بالتأكيد لن يكون الأمر سهلاً في البداية، ويتطلب الصبر والتكرار ليدرك الطفل أن ما يقوم به لن يؤدي إلى النتيجة التي يريدها، وعندما يعود إلى حالته الطبيعية، امدح حسن سلوكه وناقش معه إمكانية تحقيق رغبته بطريقة أخرى أو وقت لاحق.

في ورشة “قواعد التوجيه الصحيح” نساعدك على القيام بالمهمة بشكل متدرج وصحيح عبر ثلاث مراحل من اللحظة التي يخطئ فيها ثم مرحلة التوجيه الخاص التي تركز على شرح الخطأ وهي مكونة من أربع خطوات متسلسلة للحصول على أفضل نتيجة ممكنة تستند إلى إدراك الطفل وفهمه لخطئه دون عقاب أو إجبار، ثم في النهاية المرحلة الأخيرة مرحلة ما بعد التوجيه والتي ستوفر عليك الكثير من الوقت والجهد لترسيخ السلوك الصحيح ومنع تكرار الطفل للخطأ دون استخدام العقاب، وتتضمن هذه المرحلة أيضاً ثلاث قواعد للتوجيه الصحيح.

 

2الاعتقاد الخاطئ بأنهامجرد مرحلة مؤقتة

فخ آخر يقع فيه الآباء هو عندما يلاحظون سلوكًا غير مرغوب فيه ويأملون أن يختفي من تلقاء نفسه. قد تعتقد أن ما يفعله طفلك ” مجرد مرحلة عابرة “، مما يجعلك تتجاهل السلوك بدلاً من البحث عن أسبابه ومحاولة تصحيحه. على سبيل المثال، إذا لاحظت أن طفلك عدوانيًا مع أصدقائه أثناء اللعب، لا تعتقد أنه مجرد سلوك عابر، وحتى لو توقف من تلقاء نفسه يكون الطفل قد اعتاد على التصرف بشكل غير لائق مع الآخرين، كذلك فإن كيفية وسرعة استجابتك لهذا السلوك لها دور رئيسي في سرعة زواله. تعامل مع السلوك السيء فوراً بمجرد ظهوره لا تنتظر وتمرر الأمر وكأنه مرحلة عابرة.

 

3-اعتقادك أن طفلك يتعمد إزعاجك:

 

عندما نتحدث عن سبب سلوك الأطفال المزعج، فإن آخر ما يمكن التفكير به هو وجود نية سيئة أو رغبة في إزعاج الأهل. مثال، قد تخبر طفلك بأنه حان الوقت للتوقف عن اللعب والاستعداد للذهاب إلى المنزل. ولكن عند عودتك بعد عشر دقائق، تجد أنه لا يزال مندمجاً في لعبه، فتشعر بالانزعاج وتقول: “أخبرتك أن تستعد لنعود إلى المنزل، ومع ذلك لم تسمع كلامي، هل تفعل هذا عمدًا لإزعاجي؟”

الخطورة هنا تكمن أن ردود أفعالك وطريقة تصرفك عندما تؤخذ من وجهة النظر هذه ستكون خاطئة وسلبية وبعيدة تماماً عن التوجيه الصحيح.

ربما يكون السبب في تصرف طفلك هو رغبته بالمزيد من اللعب أو قلق من العودة للمنزل أو أنه يفضل تمضية الوقت مع أصدقائه بدلاً من اللعب وحيداً في المنزل هناك العديد من الأسباب المحتملة وراء هذا السلوك، وأقلها احتمالاً هو كونه متعمدًا لإزعاجك. إذا كنت تعتقد أن سلوك الطفل يهدف إلى استفزازك، ستشعر بمشاعر سلبية تمنعك من التفكير بهدوء في كيفية التوجيه الصحيح لسلوكه الخاطئ.

إذا، ما الذي يمكنك فعله في مثل هذه المواقف؟ أولاً وقبل كل شيء، يجب عليك إزالة كلمة “عمداً، يتقصد” تماماً من ذهنك عندما يتعلق الأمر بطفلك، فنوبات الغضب على سبيل المثال غالباً ما تكون تعبيرًا عن اليأس أو الإحباط لا عن نية سيئة أو رغبة في إزعاجك. في هذه الحالة حاول أن تفهم جذور وأسباب السلوك الخاطئ لطفلك، الفهم والإلمام الكافي بجوهر المشكلة سيساعدك للحفاظ على هدوئك.

 

عادة ما يكون التعب أو الاستعجال أو الغضب هو ما يدفع الأهل لهذه التصرفات وكلما زاد تكرارها واعتاد الطفل عليها، كلما صعب تصحيح وتقويم سلوك المربي والطفل. يمكن لورشة “قواعد التوجيه الصحيح” أن تكون دليلاً أساسياً يرافقك ويدعمك منذ بداية رحلتك مع عالم التربية والطفل ودليلاً واضحاً ممنهجاً يحميك من الوقوع في أخطاء قد تبدو عادية ولكن نتائجها أكبر بكثير على شخصية الطفل والعلاقة بينكما.

غزل بغدادي

غزل بغدادي

مستشارة تربوية | مؤسسِة علمتني كنز

هل كان هذا المقال مفيدا لكِ؟ شاركِيه مع الآخرين

نصيحة اليوم

  • كل يوم هو ذكرى جديدة في حياتك مع طفلك ❤️

مقالة اليوم

فيديو اليوم

نشاط اليوم

الأكاديمية

تابعنا

المقالات المرتبطة

  • الأطفال وقلق الانفصال

    28 أكتوبر, 2021

  • طفلي يسرق! .. الأسباب والعلاج

    8 يوليو, 2021

  • 5 نصائح قيّمة لبناء الثقة بالنفس عند الطفل

    26 ديسمبر, 2024

الأطفال وقلق الانفصال

28 أكتوبر, 2021

طفلي يسرق! .. الأسباب والعلاج

8 يوليو, 2021

5 نصائح قيّمة لبناء الثقة بالنفس عند الطفل

26 ديسمبر, 2024