تاريخ النشر 9 مايو, 2025
تعتبر الأسابيع الأولى من حياة المولود الجديد فترة مليئة بالتغيرات والتحديات، حيث يبدأ الطفل في التأقلم مع عالمه الجديد، هذا العالم المختلف جذرياً عن البيئة التي اعتاد عليها داخل الرحم، حيث كانت درجة الحرارة ثابتة والحاجات الغذائية مؤمنة دون الحاجة لطلب الطعام أو الشعور بالجوع. أما الآن، سيواجه الطفل العديد من المؤثرات الجديدة، مما يجعل دورك كأم في تقديم الدعم والرعاية أمراً بالغ الأهمية. يمكنكِ مساعدة طفلكِ على التأقلم مع العالم الخارجي من خلال منحه الدفء والحب والأمان والاهتمام والكثير من العناق والابتسامات والحديث اللطيف، فهذه اللحظات تعزز من شعور الطفل بالحب والأمان، وتسهل عليه التكيف مع محيطه الجديد.
التغيرات الشكلية في الأسبوع الأول
خلال الأسبوع الأول، ستلاحظين تغيرات متسارعة في مظهر طفلكِ. قد يكون شكل رأسه غير متناظر نتيجة مروره عبر قناة الولادة أو بسبب استخدام أدوات مثل الشفاط. لا داعي للقلق فمع مرور الأيام سيعود الرأس إلى شكله الطبيعي.
انتفاخات الوجه وحول العينين عادة ما تختفي خلال عدة أيام، حتى الكدمات الناتجة عن استخدام أدوات مساعدة أثناء الولادة ستختفي أيضاً خلال عدة أيام، أما إذا بدا وجهه أصفر اللون، فقد يكون ذلك علامة على اليرقان الوليدي، وفي هذه الحالة يجب استشارة الطبيب.
أما الحبل السري، فسيجف تدريجياً، ويتحول لونه إلى الأسود قبل أن يسقط عادةً خلال الأيام العشرة الأولى. تأكدي من إبقاء منطقة الحبل السري نظيفة وجافة، وإذا لاحظتِ احمراراً أو إفرازات غير طبيعية، فمن الضروري استشارة الطبيب.
سواء كنتِ تنتظرين مولودك أو تعيشين معه سنته الأولى، كل يوم يأتي بتحديات وأسئلة جديدة، نقدم لك برنامج “سنة طفلك الأولى” الذي سيرافقك خطوة بخطوة ويكون عوناً لك في كل التحديات الجديدة خلال السنة الأولى مع طفلك لتكون تجربة مليئة بالحب والثقة والسعادة لكِ ولطفلكِ.
العلامات الخلقية والرضاعة
قد يظهر لدى طفلك علامات ولادة مختلفة، سواء عند الولادة أو لاحقاً، وهي علامات شائعة وغالباً لا تحتاج إلى عناية طبية، ولكن إذا كنت قلقة منها أو لاحظت أنها تغيرت بشكل ملحوظ، فلا تترددي في استشارة الطبيب.
في بعض الأحيان، قد تلاحظين تضخماً في الثدي أو إفرازات حليبية عند المولودة الأنثى نتيجة لارتفاع مستويات هرمونات الأستروجين أو البرولاكتين في الدم، وهذه الظاهرة طبيعية وتختفي خلال بضعة أسابيع.
الرضاعة والنوم
يحتاج المولود الجديد إلى الرضاعة بشكل متكرر ويقضي وقتاً طويلاً في النوم، لكنه يستيقظ كل بضع ساعات لتلبية احتياجاتهم الغذائية. عادةً ما يرضع الأطفال كل ساعتين إلى ثلاث ساعات.
يُظهر معظم حديثي الولادة إشارات جوع واضحة، مثل تحريك أفواههم ولسانهم، أو تقريب أيديهم إلى أفواههم ومص أصابعهم. ويستيقظون من تلقاء أنفسهم للرضاعة، بينما يحتاج البعض الآخر إلى القليل من المساعدة للاستيقاظ خاصة على الأطفال الذين فقدوا وزناً كبيراً بعد الولادة أو الذين يعانون من مشكلات صحية مثل اليرقان.
تذكري أن نمط رضاعة طفلك ونومه سيتغير مع مرور الوقت ومع نموه. وقد يستغرق الأمر بعض الوقت قبل الاستقرار على نمط ثابت، لذا كوني صبورة واستمتعي بكل لحظة من هذه الرحلة.
النمو والتطور
في الأيام الأولى من حياته، يكتسب المولود الجديد الكثير من المعرفة من خلال اللحظات التي تقضينها معه يومياً، ويتطور دماغه بشكل ملحوظ بفضل ما يراه ويسمعه ويشمه ويشعر به من المحيط.
ستلاحظين أن طفلكِ يغلق يديه بقوة وينزعج عند سماع أصوات عالية وغير متوقعة، ويقوم بحركات مفاجئة أثناء نومه، وهي ظاهرة شائعة بين المواليد الجدد.
الترابط والتواصل
يمكنكِ تعزيز التواصل مع طفلكِ من خلال اللمسات الحانية، والاحتضان، والابتسامات، والكلمات منك إليه، هذا التواصل يساعده على الشعور بالأمان والطمأنينة بجانبكِ.
خلال الأسبوع الأول، ستبدئين في فهم كيفية تواصل طفلكِ معكِ من خلال إشاراته ولغة جسده.
المشكلات الصحية الشائعة في الأسابيع الأولى
فقدان الوزن
من الطبيعي أن يفقد الطفل حديث الولادة الذي يرضع رضاعة طبيعية أو صناعية بعض الوزن خلال الأيام الخمسة الأولى بعد الولادة بسبب فقدان السوائل الزائدة. ولكن يجب ألا يتجاوز هذا 10% من وزنه عند الولادة. بعد أسبوع أو أسبوعين، يعود معظم المواليد إلى وزنهم الطبيعي أو أكثر.
لزوجة العين
يعاني العديد من المواليد الجدد من لزوجة أو إفرازات في عيونهم خلال الأسابيع الأولى، والسبب غالباً هو انسداد القنوات الدمعية. عادةً ما تتحسن هذه الحالة تلقائياً، عليكِ فقط بتنظيف عينيه بلطف وتدليكهما. يُفضل استشارة الطبيب إذا كانت عينيه حمراء أو متورمة.
الطفح الجلدي
تظهر أنواع متعددة من الطفح الجلدي على جلد المولود الجديد، وعادةً ما تكون عابرة وغير خطيرة مثل قشرة الرأس، وطفح الحفاضات، والطفح الحراري، والأكزيما.
البكاء
يبكي الطفل حديث الولادة لأسباب عدة، منها:
- رغبته في القرب منك ليشعر بالأمان.
- شعوره بالجوع أو التعب.
- حفاضه المبلل أو المتسخ.
- شعوره بالحر أو البرد.
أما المغص فهو حالة يبكي فيها الطفل بشكل مستمر دون سبب واضح، وفي هذه الحالة عليك استشارة الطبيب في أقرب وقت ممكن.
نصيحة اليوم
يمكنك دوماً يمكنك حجز استشارة خاصة مع اخصائيين علمتني كنز