شجار الأهل يمكن أن يدمر حياة الأطفال

إن شجار الأهل أمام الأطفال يسبِّب لهم أذى نفسياً يدوم مدى الحياة، ويجعلهم عُرضة للتوتر والضغط النفسي في حياتهم المستقبلية.

أظهرت الدراسات أنَّ تعرُّض الطفل لضغط عادي أو متوسط له تأثير على الطريقة التي يعمل بها دماغه !!

كذلك سماع الطفل لمشادَّات الأهل وشجارهم حتى أثناء نومه يؤثر على تلقِّيه لنبرات الأصوات؛ من فرح، وحزن، وغضب.

كما ترتفع مستويات التوتر عند سماع أي صوت عالٍ لدى الأطفال الذين نشؤوا في بيوت تكثر فيها الصراعات والمشاكل!

وهذا كله ينعكس على مرحلة المراهقة؛ حيث يصبح الطفل أكثر عرضة للقلق وتقلبات المزاج؛ لأنه لا يملك القدرة الكافية للتعامل مع عواطفه وتنظيمها.

وقد يعتقد الأهل أن الطفل غير واعٍ لِمَا يحدث حوله من المشكلات، والحقيقة أن الطفل ليس بحاجة لفهم المشكلة أو معالجتها، يكفيه استقبال الأصوات والمؤثرات ونغمات الصوت العالية حتى أثناء نومه  !!

إن الأطفال أذكى مما نتخيل، وليسوا غافلين عما يدور حولهم، نحن من نغفل عن ضبط مشاعرنا في سبيل الحفاظ على صحتهم وسلامتهم النفسية.

تأثير مشاكل الوالدين على أبنائهم: أبرز السلبيات

يؤثر شجار الوالدين أمام الأطفال بشكل مباشر عليهم، وينعكس على حياتهم النفسية والاجتماعية والدراسية بطرق متعددة، منها:

فقدان شعور الأمان والأمن العاطفي

يشعر الأطفال بالتهديد حتى لو لم يكونوا طرفًا في الخلافات، لأن استقرار الأسرة ينكسر أمام أعينهم. مع تقدّم أعمارهم، قد يبدأ القلق بشأن احتمال انفصال الوالدين، مما يزعزع إحساسهم بالحياة الطبيعية ويؤثر على شعورهم بالاستقرار داخل البيت.

ضعف التحصيل الدراسي

حتى عند محاولتهم العزلة في غرفهم، يبقى الأطفال مشغولين بالتفكير في الشجار، ما يقلل تركيزهم ويضعف قدرتهم على التعلم وحل المشكلات وتنظيم عواطفهم، ويؤدي إلى تدنٍ في الأداء الدراسي والمعرفي.

تدهور العلاقة مع الوالدين

الخلافات المستمرة تقلل الوقت والراحة المتاحة للوالدين مع أبنائهم، ما يولّد القلق والتوتر لديهم. حتى عند محاولة الأهل قضاء وقت معهم، غالبًا ما يشعر الأطفال بالغضب والانزعاج بدل الحب والدفء، مما يزيد من فجوة التواصل بينهم وبين والديهم.

تأثير المشاكل الأسرية على نفسية الطفل

يتعرض الأطفال لمستويات عالية من التوتر والقلق والاكتئاب، ما قد يؤدي إلى مشاكل في النوم والإجهاد المستمر وتأثر الصحة الجسدية، ويؤثر ذلك على نموهم وتطورهم الطبيعي. كما يخشون النوم خشية الاستيقاظ على مشاجرة جديدة، مما يزيد من الضغط النفسي عليهم.

صعوبات اجتماعية

يشكل العيش في بيئة مليئة بالمشاجرات نمطًا عدوانيًا لدى الطفل، ما ينعكس على علاقاته مع الآخرين، ويفقد ثقته بالأشخاص الأكبر سنًا، وقد يميل إلى ممارسة العنف مع من هم أصغر منه، مما يجعل بناء علاقات صحية صعبًا.

اضطرابات الأكل

لا تقتصر المشكلة على فقدان الشهية، بل قد تشمل الإفراط في تناول الطعام أو التركيز على نوع واحد منه، خصوصًا الحلويات، كوسيلة للتعبير عن الغضب أو التوتر الناتج عن المشاجرات المستمرة، ما يزيد خطر الإصابة بأمراض صحية مبكرة.

نصائح في حال انفصال الوالدين

عندما يتعرِّض المنزل لحالة طلاق فإن ذلك بلا شك سيؤثر على الأطفال بالدرجة الاولى، وهذه بعض النصائح للآباء لمساعدة أبنائهم على تخطِّي هذه المرحلة:

1. يجب أن تشرح للطفل مبكِّراً وقبل حدوث الطلاق أنكما ستنفصلان، ولن تعيشا معاً بعدها بأسلوب بسيط وواضح.
2. يجب أن توضح للطفل أنه ليس سبباً في انفصالكما؛ لأن بعض الأطفال قد يشعرون بالذنب عند حدوث الطلاق: (والداي انفصلا؛ لأني لم أسمع كلامهما).
3. وضِّح للطفل كيفية تقسيم وقته بين الأب والأم.
4. يجب أن تتوقع ردود فعل مختلفة من الطفل؛ كالغضب، والانعزال، والحزن الشديد، ولكنها ستمر بإذن الله.
5. يجب عدم التشاجر أمام الطفل، وعدم ذكر الطرف الآخر بأي صفة سلبية.
6. تخصيص وقت لقضائه مع الطفل من قبل الأب والأم.
7. قد تحتاج مشورة طبيب نفسي عند تطور حالة الطفل؛ كحدوث الاكتئاب مثلاً.

هذه مرحلة صعبة يعيشها الطفل، لكنها تصبح أكثر تقبُّلاً لديه إذا راعى الوالدان هذه النصائح.

إقرأي أيضاً: غضب الأهل و الصراخ على الطفل

————

تم تحرير هذه المقالة من قبل فريق “علمتني كنز” اعتماداً على معلومات مترجمة من المصدر.

المصدر: telegraph.co.uk

لمعلومات أكثر عن موضوع المقالة 

أسئلة شائعه حول سلبيات شجار الوالدين أمام الأطفال

تأثير المشاكل الزوجية على الأطفال الرضع؟

تجعل الرضع يشعرون بالقلق والخوف وتؤثر على نومهم وأمانهم العاطفي.

هل ينسى الطفل الصراخ؟

لا، الأطفال يخزنون الصراخ المتكرر في الذاكرة العاطفية، مما قد يسبب توترًا مستقبليًا.

ماذا يحدث لدماغ الطفل عندما تتشاجر أمامه؟

يزداد إفراز هرمونات التوتر، ما يؤثر على نمو الدماغ، تنظيم المشاعر، والانتباه.