تاريخ النشر 25 سبتمبر, 2025

تُبنى سعادة الإنسان على أربعة مركبات كيميائية يفرزها الجسم بشكل طبيعي، تؤثر بشكل مباشر على صحته العامة، ومزاجه، وطريقة تفاعله مع الآخرين.
ولا شك أن جميعنا نسعى جاهدين لنشر السعادة في محيطنا، ونطمح أن تكون حياتنا أكثر توازنًا وهدوءًا.

لكن إذا تأملنا قليلًا، نجد أن الأم هي محور هذه السعادة داخل الأسرة، فهي التي تسعى يوميًا لتوفير الدفء والراحة والطمأنينة لجميع أفراد عائلتها.
إلا أن السؤال الأهم هو: ماذا عن سعادتها هي؟ وكيف يمكن أن تحافظ على توازنها النفسي والجسدي حتى تظل قادرة على إسعاد الآخرين؟

في هذا المقال، سنتحدث عن هرمونات السعادة، وهي أربع مواد طبيعية مذهلة تفرزها أجسامنا، وتؤثر بعمق على صحة الأم النفسية والجسدية، وعلى توازن العائلة بأكملها.

ما هي هرمونات السعادة

يطلق العلماء على هذه المركبات الكيميائية اسم هرمونات السعادة، وهي:
الدوبامين، السيروتونين، الإندورفين، والأوكسيتوسين.

هذه الهرمونات تعمل كـ نواقل عصبية مسؤولة عن مشاعر الإنسان المختلفة، مثل الفرح، الحماس، الحب، الراحة، وحتى القدرة على التحمل والتفاعل مع الضغوط اليومية.

أم سعيدة.. عائلة سعيدة

أولاً: الدوبامين – هرمون الرضا والتحفيز

يُعد الدوبامين من أهم الهرمونات المسؤولة عن الإحساس بالمكافأة والرضا، وهو الذي يمنحنا الدافع للاستمرار والعمل والإنجاز.
كما يلعب دورًا مهمًا في التحكم بالمزاج، والنوم، والتعلم، والانتباه، وحتى في وظائف الكلى والأوعية الدموية والرضاعة الطبيعية.

أغذية ترفع مستوى الدوبامين:

  • لحم الدجاج
  • منتجات الألبان
  • الموز
  • الأفوكادو

إن تناول هذه الأطعمة بشكل متوازن يساعد على تعزيز الطاقة الإيجابية والشعور بالإنجاز، مما ينعكس إيجابًا على صحة الأم النفسية وسعادتها.

ثانيًا: السيروتونين – هرمون التوازن والهدوء

السيروتونين هو المسؤول عن الاستجابة للتوتر والخوف، كما يساعد على ضبط المزاج والنوم والهضم وحرارة الجسم.
عندما ينخفض مستواه، يشعر الإنسان بالقلق والاكتئاب، بينما ارتفاعه يعزز الشعور بالطمأنينة والرضا.

لرفع السيروتونين طبيعيًا:

  • ممارسة الرياضة وخاصة الجري أو المشي السريع
  • التعرض لأشعة الشمس يوميًا
  • تناول الخضار والفواكه الطازجة والحبوب الكاملة

إن الحفاظ على مستوى جيد من السيروتونين يساهم في صحة المرأة العاطفية والعقلية، ويجعلها أكثر قدرة على التعامل مع ضغوط الأمومة اليومية.

ثالثًا: الإندورفين – مسكن الألم الطبيعي

يُعرف الإندورفين بأنه الهرمون الذي يمنح الجسم شعورًا بالراحة والسعادة بعد النشاط البدني أو الضحك أو حتى بعد إنجاز مهمة صعبة.
إنه بمثابة “مسكن طبيعي للألم” يفرزه الجسم لمواجهة التعب والإجهاد.

طرق طبيعية لتحفيزه:

  • الضحك والمرح مع العائلة
  • ممارسة الرياضة بانتظام
  • الوخز بالإبر الصينية
  • النشاط الجنسي الصحي

يساعد ارتفاع الإندورفين في تعزيز طاقة الأم وتحسين مزاجها، مما ينعكس على علاقتها بأطفالها وزوجها.

ولأن العلاقات الزوجية المتوازنة جزء أساسي من استقرار الحالة النفسية للأم، يمكنكِ التعرف على أسرار بناء علاقة ناجحة ومتوازنة من خلال هذا الكورس المتكامل: أسرار العلاقة الزوجية الناجحة

رابعًا: الأوكسيتوسين – هرمون الحب والرابطة الأسرية

يطلق عليه العلماء اسم هرمون الحب، لأنه يُفرز أثناء العناق، والاهتمام، واللمسات الدافئة.
عند المرأة تحديدًا، يلعب الأوكسيتوسين دورًا حيويًا في:

كل هذه الوظائف تجعل الأوكسيتوسين أساسًا في صحة الأم العاطفية، وسببًا رئيسيًا لشعورها بالارتباط والحب تجاه عائلتها.

كيف تؤثر سعادة الأم على العائلة

أجرت جامعة لينكولن البريطانية دراسة علمية على أكثر من 13 ألف أسرة أنجبت أطفالها بين عامي 2000 و2001، وبدأت المتابعة منذ أن كان الأطفال بعمر 9 أشهر وحتى 14 سنة.

وجاءت نتائج الدراسة واضحة ومثيرة للاهتمام:

  • سعادة أحد الوالدين تؤثر على الآخر، مما يزيد التقارب بين أفراد العائلة.
  • الأم السعيدة تنعكس حالتها النفسية على علاقتها بزوجها، وعلى استمرار الحياة الزوجية بشكل صحي ومتوازن.
  • كما تؤثر سعادة الأم إيجابًا على الصحة النفسية لأبنائها، ذكورًا وإناثًا، وعلى مدى قربهم منها وثقتهم بأنفسهم.

وبذلك أثبتت الدراسة المقولة الشهيرة:
“أم سعيدة، عائلة سعيدة.”

إن سعادة الأم ليست رفاهية، بل هي ضرورة لصحة الأسرة وتوازنها النفسي والاجتماعي.

كيف تحافظ الأم على سعادتها وصحتها

  1. الاهتمام بالنوم والتغذية الجيدة.
  2. تخصيص وقت لنفسها يوميًا حتى لو لبضع دقائق للراحة أو التأمل.
  3. ممارسة الرياضة أو أي نشاط بدني بسيط.
  4. التحدث بصراحة عن مشاعرها ومشاركة الضغوط مع الشريك أو الأصدقاء.
  5. الاهتمام بعلاقاتها الزوجية والعائلية لأنها مصدر دعم نفسي كبير.

كلما كانت الأم أكثر توازنًا وسعادة، أصبحت قادرة على بناء بيت مليء بالحب والطاقة الإيجابية.

خلاصة

سعادة الأم تنبع من توازن جسدها وعقلها وروحها.
فحين تكون مستويات هرمونات السعادة في جسدها معتدلة، تشعر بالراحة النفسية، والطمأنينة، والحب.
وهذا الانسجام الداخلي ينعكس على كل من حولها، ليصبح البيت أكثر دفئًا واستقرارًا.

إن الاهتمام بـ صحة المرأة النفسية والجسدية هو استثمار حقيقي في سعادة الأسرة بأكملها، لأن الأم عندما تكون بخير، يصبح كل شيء من حولها أكثر إشراقًا وتوازنًا.

المصدر 1

المصدر 2

ترجمة: الصيدلانية بتول الساطي

هل كان هذا المقال مفيدا لكِ؟ شاركِيه مع الآخرين

نصيحة اليوم

  • اشتركي الآن ببرنامج سنة أولى أمومة ❤️

مقالة اليوم

فيديو اليوم

نشاط اليوم

الأكاديمية

تابعنا

المقالات المرتبطة

  • بين زحمة المسؤوليات والتغييرات.. كيف يمكنك كأم أن تستمتعي بشهر رمضان المبارك؟

    7 مارس, 2025

  • الحمى الوردية، كيف أعتني بطفلي؟

    12 مايو, 2020

  • هل بإمكاني السفر أثناء حملي؟

    11 مايو, 2020

بين زحمة المسؤوليات والتغييرات.. كيف يمكنك كأم أن تستمتعي بشهر رمضان المبارك؟

7 مارس, 2025

الحمى الوردية، كيف أعتني بطفلي؟

12 مايو, 2020

هل بإمكاني السفر أثناء حملي؟

11 مايو, 2020