تاريخ النشر 30 مارس, 2021
في الحديقة وبينما كانت “كنز” تزحف وتحاول الوقوف وقعت، فصار بطنها على العشب وقدماها تحتها، مما جعل قيامها عملاً صعباً يحتاج إلى جهد، وقفت أتابعها وهي تحاول النهوض وسألت نفسي هل طفلتي الصغيرة بحاجة للمساعدة؟
بدايةً مدت قدميها، ثم بدأت تسند جسمها بيديها الصغيرتين، وفي هذه الأثناء مرّت امرأة ثلاثينية، نظرت إلي نظرة أقل ما يقال عنها إنها نظرة استحقار وتعجب.
ثم قالت: “She needs your help”؛ هي تحتاج مساعدتك!، وفي هذه اللحظة كانت “كنز” قد نجحت في النهوض مجدداً، وعادت لتكتشف أوراق الخريف بفمها.
هل كانت طفلتي تحتاج المساعدة حقاً؟
حقيقة لا، من وجهة نظر أمومية عاطفية سأركض باتجاه طفلتي، وأحملها سريعاً، لكن من وجهة نظر التربية والأمومة الحقيقية فدورك كأم هو دور المشاهد.
تقول ماريا مونتيسوري: (لا تساعد طفلاً في مهمة يشعر أنه قادر على القيام بها).
في مركز الأطفال وضعت “كنز” لعبتها في العربة، وصارت تجرها جيئة وذهاباً، وفي منتصف الطريق حافة! لم تستطع “كنز” أن تصعد عليها بالعربة.
في المرة الأولى صرخت: “ماما مساعدة أرجوك”، أنا: “آسفة ماما، لا أقدر على القيام، بإمكانك فعل ذلك، حاولي مجدداً”، حاولَت ونجحَت!
ثم أقدمت على الصراخ مرة ثانية، لكنها قررت أن تحاول، فحملت العربة كما هي وصعدت بها.
في المرة الثالثة استطاعت أن ترفع العربة قليلاً، فتمر عجلاتها بانسابية فوق الحافة دون أن تحملها.
من الضروري أن يتعرض طفلك لصعوبات وعوائق كثيرة، ومن الضروري أيضاً أن يواجهها ويتعلم مهارة حل المشكلات.
ولو ساعدتها لحرمتها من محاولات عديدة طورت بها عضلاتها ومهاراتها في حل المشاكل، ولحرمتها من فرحتها بالإنجاز والمحاولة.
خيط رفيع يفصل بين خوفك على طفلك وبين دورك الحقيقي في مساعدته على الاعتماد على نفسه وبناء استقلاليته.
لا تبالغي بخوفك الزائد، ولا تبالغي بحرصك الزائد، دعيه يعيش المأزق، ويشعر بالارتباك ويفكر بالحل.
لا تستهيني بقدرات هذا الكائن الصغير، فقد يصدمك بقدرته.
وتذكري دائماً أن إحدى أهم أهداف التربية هو بناء شخص مستقل قادر على القيام بأموره وعلى مواجهة الحياة.
إقرأي أيضاً: استراتيجية الهلكوبتر في تربية الأبناء
———
تم تحرير هذه المقالة من قبل
غزل بغدادي
مؤسسة مشروع علمتني كنز
حاصلة على دبلوم مونتيسوري من مركز أميركا الشمالية NAMC
نصيحة اليوم
باقة الطفل السعيد بين يديكِ الآن لتربية طفل مستقل و سعيد ❤️