تاريخ النشر 18 سبتمبر, 2025

يُعد داء باركنسون من الاضطرابات التنكسية العصبية المزمنة، التي تصيب الخلايا العصبية المنتجة للدوبامين في منطقة من الدماغ تُعرف باسم المادة السوداء (Substantia Nigra).
عندما تتضرر هذه الخلايا، يقل إنتاج الدوبامين، وهو الناقل العصبي المسؤول عن تنسيق الحركة، مما يؤدي إلى ظهور الأعراض المميزة للمرض.

تشير الإحصائيات إلى أن أكثر من 10 ملايين شخص حول العالم يعانون من مرض باركنسون، وتزداد النسبة مع التقدم في العمر.
ورغم أن المرض غالبًا ما يصيب كبار السن، إلا أن حوالي 4% من الحالات تم تسجيلها لأشخاص تقل أعمارهم عن 50 عامًا.
ويُلاحظ أن الرجال أكثر عرضة للإصابة به من النساء بمعدل 1.5 مرة تقريبًا.

الفرق بين مرض باركنسون ومتلازمة باركنسون

غالبًا ما يتم الخلط بين مرض باركنسون ومتلازمة باركنسون، لكن بينهما فروق جوهرية.
فـ داء باركنسون هو الشكل الأكثر شيوعًا من المتلازمات الباركنسونية، وينتج عن تلف تدريجي في الخلايا العصبية المنتجة للدوبامين في الدماغ.

أما متلازمة باركنسون فهي مصطلح أوسع يشمل مجموعة من الاضطرابات العصبية التي تظهر فيها أعراض الشلل الرعاش نفسها، لكنها ناتجة عن أسباب مختلفة مثل:

  • استخدام بعض الأدوية (كأدوية الذهان).
  • السكتات الدماغية المتكررة.
  • إصابات الدماغ.
  • أو أمراض تنكسية أخرى.

بمعنى آخر، كل شخص مصاب بـ مرض باركنسون يعاني من متلازمة باركنسون، ولكن ليس كل من لديه متلازمة باركنسون مصاب بمرض باركنسون ذاته.

مرض باركنسون

ما هي أعراض مرض باركنسون؟

تتطور أعراض الشلل الرعاش تدريجيًا خلال سنوات طويلة، وتختلف شدتها من شخص لآخر.
عادةً ما يتم تقسيمها إلى أعراض حركية وأعراض غير حركية:

1. الأعراض الحركية:

  • رعشة اليدين أو الذراعين في وضع الراحة.
  • بطء الحركة وصعوبة البدء بها.
  • تيبّس العضلات وصعوبة في المرونة.
  • مشاكل في المشي وفقدان التوازن.
  • تعبيرات وجه محدودة أو “وجه مقنّع”.

2. الأعراض غير الحركية:

  • الاكتئاب والقلق.
  • الإمساك المزمن.
  • فقدان حاسة الشم.
  • اللامبالاة والتبلّد العاطفي.
  • اضطرابات النوم مثل الأرق أو الحركات العنيفة أثناء الحلم.
  • تدهور إدراكي ومعرفي في المراحل المتقدمة.

هذه الأعراض قد لا تظهر كلها في الوقت نفسه، كما أن تطورها يختلف من مريض إلى آخر.

ما أسباب مرض باركنسون؟

لم يتم تحديد السبب الدقيق بعد، لكن الباحثين يعتقدون أن العوامل الوراثية والبيئية تلعب دورًا كبيرًا في الإصابة به.
فقد يكون لبعض الطفرات الجينية أثر مباشر على الخلايا العصبية المنتجة للدوبامين، بينما قد تسهم المواد الكيميائية والسموم البيئية في تسريع تدهور هذه الخلايا.

ما هي العلاجات المتاحة لداء باركنسون؟

رغم أنه لا يوجد علاج نهائي لمرض باركنسون حتى الآن، فإن العلاجات الحالية تركز على تخفيف الأعراض وتحسين نوعية الحياة.

1. العلاج الدوائي:

يعتمد على أدوية بدائل الدوبامين أو الأدوية التي تحفّز مستقبلاته في الدماغ.
يتم تصميم برنامج علاجي فردي لكل مريض بحسب حالته، ويهدف إلى تقليل أعراض الشلل الرعاش وتحسين القدرة الحركية.

2. التحفيز العميق للدماغ (Deep Brain Stimulation):

إجراء جراحي يتم فيه زرع أقطاب كهربائية في مناطق محددة من الدماغ للتحكم بالأعراض الحركية.
أثبتت هذه الطريقة فعاليتها خاصة عند المرضى الذين لا يستجيبون جيدًا للأدوية.

3. العلاج الفيزيائي وتعديل نمط الحياة:

يساعد العلاج الطبيعي وتمارين التوازن والمشي المنتظمة على تحسين المرونة وتقليل خطر السقوط.
كما يُنصح المرضى بالالتزام بنظام غذائي صحي، والنوم الكافي، وتخفيف التوتر النفسي.

كيف يختلف تأثير المرض بين الرجال والنساء؟

أظهرت الدراسات أن هناك فروقًا بيولوجية بين الجنسين في الإصابة بـ داء باركنسون.
إذ يتمتع جسم المرأة بوجود هرمون الإستروجين الذي يمنح الدماغ نوعًا من الحماية العصبية، مما يؤخر ظهور المرض أو يخفف من شدته.

كما أن النساء أقل تعرضًا للملوثات البيئية أو إصابات الرأس، وهما من عوامل الخطر المعروفة للإصابة بمرض باركنسون.
لكن في المقابل، أظهرت بعض الدراسات أن النساء يعانين من تقلبات أكبر في الأعراض اليومية، خاصة عند تعديل جرعات الأدوية، إضافة إلى زيادة احتمال الإصابة بعسر الحركة كأثر جانبي.

الجانب السلبي الآخر هو أن النساء غالبًا ما يحصلن على رعاية طبية أقل جودة أو دعم مجتمعي محدود مقارنة بالرجال، مما قد يؤثر على تعافيهن ونوعية حياتهن.

الحياة مع مرض باركنسون

رغم أن داء باركنسون يُعد من الأمراض المزمنة، فإن التقدم الطبي في السنوات الأخيرة جعل السيطرة عليه ممكنة بدرجة كبيرة.
الالتزام بالعلاج، والدعم الأسري، والتفاؤل، كلها عوامل تلعب دورًا مهمًا في تحسين حياة المريض وتخفيف أثر المرض على يومياته.

التثقيف حول المرض يساعد المريض وعائلته على التكيف وفهم طبيعة الأعراض وطرق التعامل معها.
كما أن الأبحاث مستمرة لتطوير علاجات جديدة تستهدف إبطاء تقدم المرض أو إيقافه مستقبلاً.

خلاصة

يُعد الفرق بين مرض باركنسون ومتلازمة باركنسون أمرًا جوهريًا في التشخيص والعلاج، كما أن فهم أعراض الشلل الرعاش والتعامل معها بوعي هو المفتاح للحفاظ على حياة مستقرة قدر الإمكان.
ورغم أن داء باركنسون لا يزال بلا علاج نهائي، فإن الوعي والالتزام بالعلاج يساهمان في الحفاظ على جودة حياة المريض بشكل كبير.

الأسئلة الشائعة حول مرض باركنسون

 ما هو مرض باركنسون وما هي أعراضه؟

داء باركنسون هو اضطراب تنكسي يصيب الخلايا العصبية المسؤولة عن إنتاج الدوبامين في الدماغ، مما يؤدي إلى أعراض الشلل الرعاش مثل رعشة اليدين، بطء الحركة، وتيبّس العضلات.
تتطور الأعراض تدريجيًا، وتشمل أيضًا اضطرابات غير حركية مثل الاكتئاب، اضطرابات النوم، وضعف الذاكرة.

 ما هي الآلام التي يشكو منها مريض الباركنسون؟

يعاني المرضى غالبًا من آلام في العضلات والمفاصل نتيجة التشنجات وتيبس الحركة.
كما قد يشعرون بـ ألم في الرقبة أو الظهر أو الساقين بسبب بطء الحركة، وأحيانًا صداع أو وخز في الأطراف نتيجة اضطراب الجهاز العصبي الذاتي.
تساعد العلاجات الفيزيائية والدوائية على التخفيف من هذه الأعراض وتحسين جودة الحياة.

 هل يمكن الشفاء من مرض باركنسون؟

حتى الآن، لا يوجد علاج نهائي لمرض باركنسون، ولكن يمكن السيطرة على الأعراض بشكل فعّال من خلال الأدوية التي تعوّض نقص الدوبامين، والعلاج الطبيعي، وتعديل نمط الحياة.
كما أن تقنيات مثل التحفيز العميق للدماغ تُظهر نتائج جيدة في تحسين الحركة وتقليل الرعشة لدى بعض المرضى.

 كم يعيش مرضى باركنسون؟

متوسط العمر المتوقع لمرضى باركنسون قريب جدًا من الأشخاص الأصحاء، خاصة عند الالتزام بالعلاج واتباع أسلوب حياة صحي.
عادة ما يعيش المرضى من 10 إلى 20 سنة أو أكثر بعد التشخيص، ويعتمد ذلك على شدة الأعراض وسرعة تطورها ومدى تلقي الدعم الطبي والنفسي.

المصدر

ترجمة الصيدلانية: بتول الساطي

======

اقرأي أيضاً: الزهايمر (مرض النسيان)

متلازمة المبيض المتعدد الكيسات

هل كان هذا المقال مفيدا لكِ؟ شاركِيه مع الآخرين

نصيحة اليوم

  • اشتركي الآن ببرنامج سنة أولى أمومة ❤️

مقالة اليوم

فيديو اليوم

نشاط اليوم

الأكاديمية

تابعنا

المقالات المرتبطة

  • ورقة المهام وتحفيز الطفل

    2 فبراير, 2022

  • التقليد عند الأطفال

    20 ديسمبر, 2020

  • الرضاعة الطبيعية وصحة الأسنان

    23 سبتمبر, 2025

ورقة المهام وتحفيز الطفل

2 فبراير, 2022

التقليد عند الأطفال

20 ديسمبر, 2020

الرضاعة الطبيعية وصحة الأسنان

23 سبتمبر, 2025