تاريخ النشر 10 مايو, 2021

من الطبيعي أن يكون الطفل الأول منذ ولادته مركز اهتمام الأسرة بشكل كامل، الوقت، الاهتمام و المشاعر مخصصه له وحده دون شريك، لكن مع قدوم كنز جديد للعائلة يشاركه حياته ومنزله، وفي حال التعامل الخاطئ من قبل المحيط مع الحدث، قد تبدأ علامات غيرة الطفل من المولود الجديد بالظهور!

 

الطفل الجديد شريك وليس منافس 

هل فكرتِ يوماً بالفرق بين الشريك والمنافس؟ دعيني أساعدك.

لنفترض أنك تملكين شركتك الخاصة، وترغبين بتوسيع العمل فيها، ستفكرين لا شك بالبحث عن شريك، يقدم لك الدعم المادي والإداري.

ما هي مشاعرك تجاه الشريك؟ إيجابية بالطبع فهو موجود لمساعدتك ودعمك.

والآن لنفترض أنك تملكين محلاً خاصاً لبيع المثلجات، تفاجأت صباح اليوم التالي، بافتتاح محل للمثلجات بجوارك.

هذا منافس، موجود هنا لينافسك في السوق، ما هي مشاعرك تجاه المنافس؟ سلبية على الأغلب.

مع قدوم الطفل الجديد إلى العائلة، يكون أمام الأخ \ الأخت الأكبر خيارين:

  1. النظر إليه والتعامل معه كشريك بالتالي تكون مشاعره تجاهه إيجابية فيها الكثير من الحب و العطف.
  2. النظر إليه والتعامل معه كمنافس، بالتالي تكون مشاعره تجاهه سلبية فيها الكثير من الغيرة و ربما الكره في بعض الأحيان.

 

من يقرر أي خيار سيختار الطفل؟ بالتأكيد الأم والأب 

 

الأم والأب مسؤولان عن تصرفات الطفل

بعد ولادة الطفل الجديد، يجد الأهل نفسهم أمام خيارين:

1- الاهتمام المبالغ:

بالطفل الأكبر والدلال الزائد عن الحدود الطبيعية، نوع من الوقاية حتى لا يشعر بأي مشاعر غيرة أو توتر.

وهذا الخيار خاطئ، لأنه يعطي الطفل الأكبر رسالة أنه تعرض لموقف صعب وصدمة كبيرة لهذا يركض الجميع لإرضاءه و تحقيق أمنياته.

 

2- التجاهل:

يتم تجاهل الطفل الكبير بطريقة مأساوية، بسبب الانشغال بالمولود الجديد.

وهنا يشعر الطفل بانعدام الاهتمام والغيرة من المولود الجديد، وهذا الخيار لا شك خاطئ.

 

خطوات عملية للتعامل مع غيرة الطفل من المولود الجديد

سأقدم الآن لك بعض الخطوات العملية التي ستساعدك في بناء علاقة صحية بين أطفالك:

1- حياتنا كما هي:

ولادة طفل جديد، هي تغير كبير في حياة العائلة لكن يجب أن لا يكون هذا التغير سبباً في تغير كامل حياة طفلك الأول.

حافظي على القواعد الأساسية في حياته ثابتة، مثل الروتين (وقت الوجبات وقت النوم)، و العادات اللطيفة التي تجمعكما (قراءة القصة قبل النوم).

2- أنت شريك فعّال:

 هذه نقطة معروفة للجميع لكن لنتحدث عنها من زاوية مختلفة، بإلقاء نظرة حول المسؤوليات التي يتم طلبها من الطفل الأكبر ليشعر بأنه شريك مسؤول عن أخيه.

” حبيبي لو سمحت ساعدني بتحضير الحفاضة، لو سمحت عطيني جاكيت أخوك..”

وهنا يجد الطفل الكبير نفسه يقوم بمهام بعيدة كل البعد عن المهام الحقيقية التي يحلم بها ويحتاجها.

المسؤولية يجب أن تكون حقيقية فعالة مثال: أنت مسؤول عن إخبارنا عندما ينتهي كيس الحفاضات الخاصة بالرضيع..

 أنت مسؤول أن تعلم أخيك كلمة ماما، ماما لو سمحت محتاجة مساعدتك باختيار الثياب المناسبة لأخيك بهذا الجو البارد.

 يجب أن تقدمي لطفلك أثر أثره الطفل يحب أن يرى نتائج أفعاله بشكل سريع، النتيجة بالنسبة له هي الحافز الذي يدفعه للقيام بالسلوك مجدداً، ففي كل مرة يقوم بمسؤولية فعّالة تجاه أخيه عليك أن تضيئي على النتيجة.

مثال: أشعر أن (المولودة الجديدة) سعيدة جداً اليوم ومرتاحة، لا شك لأن (الأخ الأكبر) قرأ لها قصة!

يمكنك دوماً الاشتراك بورشة في بيتنا كنز جديد للتوسع في معرفة الخطوات العملية مع شرح وأمثلة تفصيلية.

 

3- أنت أيضاً كنت صغيراً:

قومي بطباعة صور طفلك الأول بمراحله العمرية المختلفة! والأحداث الهامة: أثناء الحمل، أثناء الرضاعة، في كرسيه الصغير، في العربة الخاصة بالرضع، أثناء الزحف، كرسي الطعام، الخطوة الأولى.

ليرى طفلك هذه الصور وأنتم تتحدثون عنها وعن ظروفها وأحداثها …

هنا ستصل لطفلك رسالة تقول “نحن نحبك ونهتم بك منذ زمن بعيد! أنت مهم بالنسبة لنا من سنوات طويلة، مررت وعشت نفس هذه المرحلة، اهتممنا بك بنفس الطريقة … استخدمت نفس الأغراض”.

 

إشارات الخطر

كيف أعرف أن طفلي يعتبر أخيه منافساً؟ كيف أدرك أن طفلي ليس بخير؟

سلوكيات سلبية ومتجددة هدفها جذب الاهتمام:

 (تكسير، صراخ، عنف، قضم أظافر …الخ)، طفلك هنا يحاول أن يخبرك بشيء! هذه إشارات.

تقليد الطفل الأصغر:

بالطبع سيحاول طفلك تقليد الكنز الجديد، لكن في حال كان هذا التقليد مزعج ومتكرر هذه إشارة أن طفلك يشعر بضغط نفسي كبير.

كأن يبكي مثل الرضيع، أو يطلب الحمل بشكل مستمر، أو يطلب الطعام الخاص بالبيبي يزحف كالبيبي..الخ

 هذا ناقوس خطر! يستدعي الانتباه والتدخل.

إظهار مشاعر غيرة أو كره واضحة تجاه المولود الجديد:

كأن يبدأ طفلك بإيذاء الكنز الجديد! بالضرب مثلاً، بدأ بازعاجه بشكل مقصود كأن يصرخ وهو نائم.

وهناك بعض الأطفال يصرحون بمشاعرهم بشكل واضح (ماما أنا لا أحب أخي) ماما رجعيه مابدنا ياه!

هذه إشارة خطر تعني أنك بحاجة للمساعدة..

 

أنصحك مجدداً بالإشتراك بورشة في بيتنا كنز جديد  والتي ستجدين فيها كامل المعلومات اللازمة للتعامل مع غيرة الطفل من المولود الجديد وتجاوز هذه المرحلة بسلام وحب.

إقرأي أيضاً: التربية وبناء الثقة بالنفس عند الأطفال

————

تم تحرير هذه المقالة من قبل

غزل بغدادي
مؤسسة مشروع علمتني كنز
حاصلة على دبلوم مونتيسوري من مركز أميركا الشمالية NAMC

لمعلومات أكثر حول موضوع المقالة

 

غزل بغدادي

غزل بغدادي

مستشارة تربوية | مؤسسِة علمتني كنز

هل كان هذا المقال مفيدا لكِ؟ شاركِيه مع الآخرين

نصيحة اليوم

  • خصم 20 بالمئة على كل منتجات علمتني كنز بمناسبة يوم الطفل ❤️ استخدم هذا الكود على الموقع kevz20 للاستفادة من الخصم.. 24 ساعة فقط وينتهي الخصم

مقالة اليوم

فيديو اليوم

نشاط اليوم

الأكاديمية

تابعنا

المقالات المرتبطة

  • غضب الأطفال و ركن السلام

    3 سبتمبر, 2021

  • كيف أحمي طفلي من التنمر؟

    23 نوفمبر, 2021

  • اليوم العالمي للتوعية باضطراب التوحد

    2 أبريل, 2021

غضب الأطفال و ركن السلام

3 سبتمبر, 2021

كيف أحمي طفلي من التنمر؟

23 نوفمبر, 2021

اليوم العالمي للتوعية باضطراب التوحد

2 أبريل, 2021