تاريخ النشر 18 أغسطس, 2021
خلال عامين ونصف لم أنجح أن أعطي طفلتي الدواء دون دموع وصراخ، رغم طعمه اللذيذ، ولونه الزهري الجميل، لكن رفضها له شديد.
لكن في أحد الأيام ارتفعت حرارة “كنز” ليلاً، فاستيقظنا لنتناول خافض الحرارة، وما إن سمعت “كنز” باسم الدواء (كالبول) حتى بدأت بالبكاء!
وضعتها في حضني، و قلت لها: كنز هل تعرفين لماذا ترتفع حرارة جسمك الآن؟
“في داخل جسم الإنسان كريات اسمها: الكريات البيضاء، وشكلها مثل الكرة تماماً، هذه الكريات تقضي وقتها الآن بالدفاع عن جسمك، فتتشاجر مع الجراثيم”.
وبدأت بتصوير المشهد تمثيلياً لها، فصارت تضحك، وأكملت “ما اسم الكريات؟”
كنز: الكريات البيضاء.
“عندما تبدأ المعركة بين الكريات البيضاء والجراثيم، ترتفع حرارة جسم كنز، فيطلب المساعدة ويقول: مساعدة مساعدة..”
فصرنا نصرخ ونقلد صوت سيارة الإسعاف: مساعدة مساعدة…
المساعدة هي أن نكون أقوياء، أن نتناول الطعام الصحي وأن نشرب الماء، والمساعدة أيضاً هي الدواء.
“الآن ستفتحين فمك الجميل، وستقدمين (الكالبول) لجسدك”.
فتحت جميلتي فمها، وتناولت الدواء دون بكاء أو صراخ، وصارت تقول: “يا جسمي؛ هذه المساعدة”.
بعد ذلك أخبرتها أن مساعدة الكالبول (وهو خافض حرارة) قد لا تنفع، فيطلب جسمنا مساعدة أخرى.
عندها علينا الذهاب إلى المستشفى، وعندها قد تكون المساعدة دواء جديداً اسمه: دواء الالتهاب (المضاد الحيوي).
وفي اليوم التالي بحثت على اليوتيوب، وشاهدنا فيديو كرتوني عظيم يشرح ما تحدثت عنه بطريقة طفولية رائعة.
تعرفت “كنز” على آلية جديدة من آليات جسم الإنسان، وتناولت الدواء بهدوء ورضا، ويبقى الحوار سيد كل المواقف.
اقرأي أيضاً: كنز .. وقرار الاختيار
———
تم تحرير هذه المقالة من قبل
غزل بغدادي
مؤسسة مشروع علمتني كنز
حاصلة على دبلوم مونتيسوري من مركز أميركا الشمالية NAMC
نصيحة اليوم
اشتركي الآن في حقيبة الكنز المدرسية ، راسلينا للتفاصيل