تاريخ النشر 16 أبريل, 2025

الطلاق من أصعب المراحل بلا شك على كل أسرة خاصة عند وجود أطفال. بالتأكيد كل الأزواج بدؤوا حياتهم بنية تأسيس عائلة سعيدة محبة لآخر العمر، ولكن ولأسباب عديدة تصبح حياة الشريكين مع بعضهما مستحيلة، وبالرغم من التبعات السلبية الكبيرة للطلاق على الأطفال إلا أنه يبدو الخيار الأقل ضرراً مقارنة مع بقائهما مع أبوين على خلاف دائم وسط أجواء عائلية مشحونة تفتقر للمحبة والود.

ومن أهم الأولويات التي يجب أن يضعها للأبوين نصب أعينهم خلال هذه الفترة هي ضمان استمرار نمو الأطفال العاطفي والنفسي بشكل صحي، من خلال اتخاذ خطوات فعّالة لدعم أطفالهم ومساعدتهم على الشعور بالأمان والراحة خلال هذه المرحلة الحساسة. 

يحتاج الوضع الأسري أثناء وبعد مرحلة الطلاق لإعادة هيكلة شاملة ليعود ويبدو” طبيعياَ ” ولكن بشكل جديد بالنسبة لطفل صغير يحب أبويه الاثنين بغض النظر من هو المخطئ فيهما.

وهذا بالتأكيد سيتطلب الوقت والصبر والتفهم.

 

احترام مشاعر الأطفال

إذا كان الكبار والذين يملكون بعض القدرة على ضبط أنفسهم يشعرون بفوضى في المشاعر أثناء هذه المرحلة، فبالتأكيد الأمر سيكون أصعب وأكثر تشويشاً على الطفل، ولذلك قد تصدر منه ردات فعل غريبة وجديدة. لا تقلق منها فهي استجابة طبيعية لهذه المرحلة ويجب أن يُمنَح الأطفال مساحة للتعبير عن مشاعرهم كجزء أساسي من عملية التكيف.

 

من الطرق الفعّالة لتشجيع الأطفال على التعبير هو منحهم الإذن للشعور بالضيق أو الغضب، وسؤالهم بشكل مباشر هما يشعرون به. بالتأكيد سيكون الكلام قاسياً ومحملاً بالكثير من مشاعر سلبية لأن هذه المرحلة صعبة على الجميع، ولكن من الضروري منح الطفل الفرصة ليكون صادقاً حقيقياً دون خوف من ردود أفعال الوالدين. 

وعلى الآباء أيضاً الاستماع دون تدخل الغريزة الأبوية التي تسعى للتدخل الفوري لحماية الطفل من الألم وتغيير حالته الشعورية، ففي هذه المرحلة الصعبة التي تمر بها العائلة الأهم هو أن يعبر الطفل عن مشاعره ويفرغها والمطلوب بالدرجة الأولى هو الاستماع المرفق بالتعاطف والتفهم.

إذا كنت تمر حالياً بتجربة طلاق أو تستعد لها، فإن دورة ” الطلاق والاستقرار النفسي للطفل” يمكن أن تساعدك كثيراً لتجاوز هذه المرحلة بأقل الخسائر مع الحفاظ على صحة طفلك النفسية واستقراره العاطفي من خلال إيصال خبر الانفصال بطريقة سلسة ولطيفة، احتواء مشاعره ثم خلق روتين حياة مستقر مع الحفاظ على الاحترام والأخلاقيات الحميدة بينكما كأبوين أمام الطفل، بالإضافة طبعاً لوجود إجابات كثيرة لأسئلة تدور في ذهنك تخص مرحلة ما قبل وبعد الانفصال.

 

السلوكيات المتوقعة وكيفية الاستجابة

في المرحلة الانتقالية والتي من المفترض أن يبدأ فيها الطفل بالتأقلم مع الوضع العائلي الجديد، تظهر تغييرات ملحوظة في السلوك والمشاعر منها:

 

1-الشعور بالذنب

أثبتت العديد من الدراسات الاجتماعية إلى أن الأطفال غالباً ما يشعرون بالذنب ويعتقدون أنهم السبب وراء طلاق والديهم، خاصةً الأطفال الأصغر سناً، لذا من المهم طمأنة الأطفال بأن الطلاق ليس خطأهم ولا علاقة لهم بالأمر.

 

2-القلق

الطلاق يعني تغييرات جذرية في الروتين اليومي، مما قد يؤدي إلى شعور العديد من الأطفال بالقلق. وتظهر عليهم علامات واضحة مثل اضطرابات النوم والشهية، البكاء. في هذه الحالة من الأفضل أن نوضح للطفل الأشياء المتوقعة في الأيام القادمة. على سبيل المثال: الشرح للطفل أنه سيكون طيلة الأسبوع مع أمه وفي العطلة سيكون عند أبيه. 

سيشعر الطفل بالاطمئنان إذا وضعت روتين ثابت له وسيتمكن من التأقلم والتقبل بشكل أسرع، ويجب أن يكون ذلك أولوية بالنسبة للأبوين بعد الطلاق.

 

3-مشاكل سلوكية

قد يلاحظ الآباء أن أطفالهم بدؤوا في التصرف بشكل غير لائق أو غير معتاد. هذه السلوكيات قد تكون علامة على القلق الذي يشعر به الطفل نتيجة التغيرات الكبيرة في حياته، أو قد تعكس رغبته في اختبار الحدود الجديدة بعد الطلاق والفوضى التي حدثت. لذلك، يُفضل أن يتفق الأبوين على وضع نفس القواعد من ناحية المسموح والممنوع وتنظيم الأمور بنفس الطريقة في كلا المنزلين قدر الإمكان.

 

4-التراجع

أحياناً قد تتجلى ردة فعل الأطفال للتحولات الكبيرة في الحياة الأسرية بزيادة الحاجة للاهتمام والرعاية. لذلك قد تلاحظ أن طفلك عاد ليطلب منك أن ترافقه إلى الحمام أو إلى السرير ليتمكن من النوم، بالرغم من أنه كان قادراً على القيام بهذه الأشياء بشكل مستقل. 

هذا التراجع هو جزء طبيعي من عملية التأقلم مع شكل الحياة الجديد، ويجب على الأبوين أن يكونا مستعدين لتقديم الدعم والمساعدة دون الضغط على الطفل أو تأنيبه.

 

5-الانسحاب الاجتماعي

قد يبدي بعض الأطفال سلوكيات انطوائية أو يميلون إلى العزلة. وفي بعض الحالات من المهم منحهم المساحة الشخصية التي يحتاجونها لاستيعاب التفكك الأسري الذي حدث بعد الطلاق، ولكن يجب تدارك الأمر قبل أن يتحول لاكتئاب، من خلال حرص الأبوين على توطيد العلاقة مع أطفالهم، خاصة الطرف الذي سيقضي وقت أقل من الطفل. يفضل اقتراح نزهة لمكان جميل أو القيام بنشاط محبب يجذب انتباه الطفل ويعيد تجديد حماسه للحياة. 

إذا لاحظت أن طفلك يفقد اهتمامه بالأنشطة التي كان يستمتع بها سابقاً أو يتجنب قضاء الوقت مع الآخرين، تدخل بلطف وساعدته على العودة إلى حياته الطبيعية من خلال تشجيعه على المشاركة في الأنشطة الاجتماعية مع أصدقائه وفي المدرسة

غزل بغدادي

غزل بغدادي

مستشارة تربوية | مؤسسِة علمتني كنز

هل كان هذا المقال مفيدا لكِ؟ شاركِيه مع الآخرين

نصيحة اليوم

  • خصم على منتجات كنز أكاديمي بمناسبة عيد الأم 🎉

مقالة اليوم

فيديو اليوم

نشاط اليوم

الأكاديمية

تابعنا

المقالات المرتبطة

  • التهاب الأذن الوسطى لدى الأطفال

    12 مايو, 2020

  • ملف التوعية حول التحرش الجنسي بالأطفال

    28 مارس, 2021

  • سالم واليوم الأول في المدرسة

    25 سبتمبر, 2021

التهاب الأذن الوسطى لدى الأطفال

12 مايو, 2020

ملف التوعية حول التحرش الجنسي بالأطفال

28 مارس, 2021

سالم واليوم الأول في المدرسة

25 سبتمبر, 2021