تاريخ النشر 2 يوليو, 2025

تعتبر تجربة المخاض والولادة قاسية على المولود كما هي بالنسبة للأم، وبعد تلك الشدة والتقلصات التي يتعرض لها من الضروري أن يشعر بقرب أمه منه بأسرع وقت ممكن.

ولذلك يعرف التلامس الجسدي المباشر أن وضع الطفل حديث الولادة مباشرةً على صدر أحد الوالدين ويفضل الأم دون ملابس، مما يُتيح لهما التواصل الجلدي المباشر. تعود جذور هذا الفعل إلى سنين طويلة عبر التاريخ حيث تم استخدامها في مختلف الثقافات حول العالم كوسيلة لتعزيز الروابط الأسرية. وفي إطار الرعاية الصحية الحديثة، يُشجع الأطباء والمختصون على اعتماد هذه الممارسة فور ولادة الطفل، نظراً لفوائدها العديدة على مستوى الترابط العاطفي والصحة البدنية.

 

التفسير العلمي

تؤكد العديد من الدراسات العلمية على التأثير الإيجابي على كل من الرضيع والأم. يحدث التلامس الجلدي تغييرات فسيولوجية هامة؛ فهو يساعد في تنظيم درجة حرارة جسم الطفل، ويُحافظ على استقرار معدل ضربات قلبه وتنفسه، كما يُعزز إفراز هرمون الأوكسيتوسين، الذي يُعتبر هرمون الحب والترابط بين الأم وطفلها بالإضافة إلى تهدئة التوتر والألم بعد تجربة الولادة المرهقة.

 

فوائد آنية للمولود الجديد

من حيث:

  • تنظيم درجة حرارة الجسم: يكون مركز تنظيم حرارة الجسم في دماغ المولود الجديد غير ناضج بعد، مما يجعله عرضة لانخفاض درجة الحرارة. يساعده التلامس الجلدي على الحفاظ على دفء جسده واستقرار درجة حرارته.
  • استقرار معدل ضربات القلب والتنفس: يساعد القرب الجسدي من أحد الوالدين في تنظيم معدل ضربات قلب الطفل وطريقة تنفسه، مما يُعزز استقراره العام وصحته.
  • تقوية المناعة: التعرض لميكروبيوم جلد الوالدين يدعم مناعة الطفل لمواجهة مختلف العوامل الممرضة ووقايته منها.

 

فوائد طويلة الأمد لنمو حديثي الولادة

تمتد فوائد التلامس الجلدي إلى ما بعد الأيام الأولى بعد الولادة:

  • النمو المعرفي ونمو الدماغ: تشير الدراسات إلى أن الاستمرار في ممارسة التلامس الجلدي يعزز نمو الدماغ ويُحسن الوظائف المعرفية والحسية لدى الأطفال.
  • تحسين أنماط النوم وسلوكيات التغذية: يميل الأطفال الذين يتلقون التلامس الجلدي إلى الاستمتاع بنوم أفضل ويكونون أكثر قدرة وقوة في الرضاعة الطبيعية، مما يدعم نموهم وتطورهم بشكل عام.
  • تقليل التوتر والبكاء: تُساعد الراحة التي يوفرها التلامس الجلدي المباشر في تقليل مستويات هرمونات التوتر لدى الطفل، وبالتالي تقليل نوبات البكاء وتهدئة انفعالاته.

 

أهمية التلامس الجلدي في تعزيز العلاقة بين الوالدين والطفل

تُعد تجربة التلامس الجلدي من أول وأهم العادات التي تقوي الرابطة بين الوالدين وطفلهما، فالقرب الجسدي الذي يُتيح للوالدين احتضان مولودهم الجديد يُعزز بشكل كبير من الروابط العاطفية بينهما ويعطي الطفل إحساساً بالأمان والحب والثقة يشكل أساساً متيناً لنموه العاطفي والاجتماعي فيما بعد.

 

 

الفوائد العاطفية والنفسية للوالدين

يقوي التلامس الجلدي شعور الأمهات والآباء بالكفاءة والرضا العاطفي، وُقلل من خطر الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة، ويساعد على تجاوز الشهور الأولى بثقة وإيجابية.

أما بالنسبة للرضاعة الطبيعية، فتشير الدراسات إلى أن التلامس الجلدي بين الأم والطفل يُحفز إفراز هرمونات تعزز من إنتاج الحليب وتُسهل عملية الرضاعة، مما يعود بالنفع على صحة الأم والرضيع على حد سواء.

 

نصائح عملية

يُفضل أن يبدأ التلامس الجلدي فور ولادة الطفل ويستمر بشكل منتظم خلال الأسابيع الأولى من حياته. تأكدي من أن الطفل بدون ملابس (باستثناء الحفاض) ومُوضع مباشرةً على صدر أحد الوالدين أيضاً بدون ملابس، ثم التغطية معاً بغطاء مناسب لحرارة الجو.

  • بعض المخاوف الشائعة: قد يشعر بعض الوالدين بالقلق بشأن برودة الطفل أو شعوره بعدم الراحة. لكن يجب أن نكون مطمئنين، طالما يتم حمل الطفل بشكل آمن ويُغطى ببطانية خفيفة، فإنه سيبقى دافئاً ومرتاحاً.

مع مرور الأيام والأسابيع ستكتشفين المزيد عن احتياجات طفلك ونحن في برنامج “سنة طفلك الأولى” سنرافقك في هذه الرحلة وندعمك كأم جديدة جسدياً ونفسياً وعاطفياً وبتوجيه فريق كبير من الخبيرات والأخصائيات للإجابة على أسئلتك وتقديم الحلول الصحيحة ومساعدتك في أي تحد تواجهينه لتكون رحلة ممتعة وتبقى ذكرى جميلة لك ولطفلك.

 

 

غزل بغدادي

غزل بغدادي

مستشارة تربوية | مؤسسِة علمتني كنز

هل كان هذا المقال مفيدا لكِ؟ شاركِيه مع الآخرين

نصيحة اليوم

  • اشتركي الآن ببرنامج سنة أولى أمومة ❤️

مقالة اليوم

فيديو اليوم

نشاط اليوم

الأكاديمية

تابعنا

المقالات المرتبطة

  • في عامه الأول.. كيف تساعدين طفلك الرضيع على النوم جيداً؟

    19 مايو, 2025

  • تغيّرات براز وبول طفلك الرضيع

    12 مايو, 2020

  • نوبات حبس النفس عند الأطفال

    23 ديسمبر, 2021

في عامه الأول.. كيف تساعدين طفلك الرضيع على النوم جيداً؟

19 مايو, 2025

تغيّرات براز وبول طفلك الرضيع

12 مايو, 2020

نوبات حبس النفس عند الأطفال

23 ديسمبر, 2021