تاريخ النشر 26 يناير, 2022

في كل مرة تحاول كنز لمس قطعة أو غرض ما أحاول جهدي أن أقربها من الشيء الذي لفت انتباهها وأثار فضولها، أجعلها تلمسه واحكي لها عنه.

عندما بدأت كنز بمحاولاتها الأولى للحبو (الزحف) صار هاجسي تأمين المنزل ليصبح بيئة سليمة وآمنة لها.

قمت بإزالة كافة التحف والأغراض الكهربائية، وبدأت البحث عبر غوغل عن أفكار لتأمين فتحات الكهرباء وزوايا الأبواب…الخ، كان هدفي الأول ألّا أمنع كنز من لمس شيء إلا نادراً أثناء زحفها.

بين الأمان والفضول

يأتي الطفل إلى هذه الحياة الغريبة المختلفة ليجد كل ما فيها جديد وغريب، الأشجار، الثياب، البيت، الأرض، التلفاز والأجهزة كلها تثير استغرابه، يلمسها ليشبع فضوله العلمي ورغبته بالمعرفة.

لكن كيف نقابل نحن رغبته تلك؟ “لا ماما، ابتعد عن التلفاز، ابتعد عن الهاتف، لا تقترب من الثلاجة، المفاتيح تؤذي فمك”، ونبدأ بترديد عبارات “ابني كثير الحركة لا أستطيع ضبطه أبداً” “ابني لا يسمع الكلام قلت له ألف مرة لا تقترب من الهاتف ولكنه يتجاهل كلامي ويقترب ماذا أفعل؟”.

دائماً نفترض بأن الحل مطلوب من طرف الطفل رغم أننا الأكبر والأوعى والأقدر على تنفيذ الحلول.

أغمضوا أعينكم الآن وتخيلوا أنكم طفل كل ما حوله لذيذ وممتع ومثير للاكتشاف، المكواة الكهرباء الثلاجة ..الخ، “ابتعد يا ماما؟” لكن المكواة تثير اهتمامي! “إذا اقتربت مرة اخرى سأضربك” لكن المكواة مازالت تثير اهتمامي!

“ضربتك حتى تتعلم أن تسمع الكلام ولا تلمس أغراض مؤذية…” لكن كيف يراها الطفل؟ “ماما ضربتني لأنني حاولت الاكتشاف والتعلم، لن أحاول مرة أخرى!”

مبروك لقد نجحتِ بقتل جزء من فطرة الفضول والاكتشاف والتعلم عند طفلك الصغير، وربما سيكمل النظام التعليمي قتل الأجزاء الباقية، ثم نسأل لماذا لا يكون أطفالنا علماء ومخترعين؟

كيف أحمي طفلي من الأغراض المؤذية؟

أكدت ماريا مونتيسوري على ضرورة مراقبة الطفل عن قرب للتعرف على احتياجاته واهتماماته وتعزيزها، فليس المطلوب منك أن تسمحي لطفلك بإيذاء نفسه واللعب بكل شيء، على العكس تماماً أنتِ كأم وظيفتك مراقبة طفلك والحفاظ على سلامته:

  1. حاولي جعل بيتك بيئة آمنة.
  2. عند حاجتك لمنع طفلك من الاقتراب من شيء ما اشرحي له السبب وقدمي له بديلاً.

 

كمثال على ذلك، “ماما هذه مكواة تعمل على الكهرباء وظيفتها تمليس الثياب، حاول أن تلمسها إنها مصنوعة من البلاستيك لكنها خطيرة لأنها ثقيلة وساخنة جداً لذلك سأعطيك هذه اللعبة بدلاً عنها”.

التربية تحتاج إلى الابداع والصبر راقبي طفلك أثناء لعبه وتحركاته وإذا لمستِ اهتمامه بنشاط معين أو موهبة معينة ساعديه على تنميتها ولا تكوني سبباً في قتل تلك الرغبة.

إقرأي أيضاً: كيف يساهم كرسي المنزل في تطور طفلك؟

————

تم تحرير هذه المقالة من قبل

غزل بغدادي
مؤسسة مشروع علمتني كنز
حاصلة على دبلوم مونتيسوري من مركز أميركا الشمالية NAMC

هل كان هذا المقال مفيدا لكِ؟ شاركِيه مع الآخرين

نصيحة اليوم

  • لن ترزقك الدنيا بصديق حقيقي صادق و وفي أكثر من طفلك ❤️

مقالة اليوم

فيديو اليوم

نشاط اليوم

الأكاديمية

تابعنا

المقالات المرتبطة

  • خطوات عملية لحماية الطفل من التنمر

    14 يناير, 2021

  • كيف أفهم طفلي؟!

    21 ديسمبر, 2021

  • سالم واليوم الأول في المدرسة

    25 سبتمبر, 2021

خطوات عملية لحماية الطفل من التنمر

14 يناير, 2021

كيف أفهم طفلي؟!

21 ديسمبر, 2021

سالم واليوم الأول في المدرسة

25 سبتمبر, 2021