تاريخ النشر 25 مايو, 2021
مع تصاعد الأحداث والأخبار عمّا يحدث في فلسطين من الصعب تجاهل أسئلة الطفل، لكن كيف نتحدث معه عن ذلك؟ وما هو العمر المناسب لشرح ما يحدث؟
تحت عمر الخمس سنوات لا أنصح بالتحدث مع الطفل عمّا يحصل في فلسطين.
في هذا العمر يكفي أن يتعرف الطفل على اسم دولة فلسطين و مكانها على الخريطة و اسم عاصمتها و شكل علمها.
مع زيادة عمر الطفل يمكنكم بالتدريج التحدث مع الطفل عن مقدسات فلسطين و زيتونها و رموزها الدينية، لكن تذكروا ألّا تربطوا فلسطين بالدين الإسلامي فقط!
فلسطين دولة عربية مقدسة عند المسلمين و المسيحيين، لا تكرروا على مسامع أطفالكم جملاً ورثناها فتعيش في عقلهم اللاواعي و تكبر معهم و تؤذي غيرهم.
الحديث عن التفاصيل
مافوق عمر السبع سنوات يكون الطفل جاهزاً لمعرفة تفاصيل أكثر، حيث أن بناءه المعرفي يساعده على التعرف على معلومات و مفاهيم أوسع و أكبر مثل (الوطن، الاحتلال).
و لكن من المهم جداً عند التحدث عن مفهوم عميق كالاحتلال مثلاً أن نتدرج في تقديم المعلومة مع التركيز على بث الأمل في نفس الطفل.
لا تحدثوه عن القضية و كأنها ظلم و ذل و قهر، بل هي احتلال و أبطال يقاومون و تفاؤل بالنصر و عودة الحق إلى أصحابه.
كيف تزرع الأمل بالنصر في نفس طفلك؟
تحدث عن كرم الله معنا في إعطائنا النعم الكثيرة في حياتنا كالسمع و البصر و كل الأشياء الجميلة التي نمتلكها، و أن هذا الكرم من الله في العطاء سيكون أيضاً كرماً في فرحة النصر.
احرص على أن يعبر الطفل عن مشاعره إن شعر بعدم الراحة بعد سماع تفاصيل القصة.
واحرص أن يفرغ مشاعره بطرق عديدة مثل (البكاء، الرسم، التلوين، الجري، اللعب بالماء، اللعب بالرمل، اللعب بالمعجون).
كيف تشجع طفلك على التعاطف مع ما يحصل؟
ركز معه على القيام بسلوكيات يشعر من خلالها بالقوة و المشاركة و التعاطف.
مثال (الدعاء، كتابة رسالة لطفل فلسطيني، رسم لوحة لفلسطين و تعليقها في غرفته، كتابة قصة عن فلسطين و صياغة نهاية سعيدة لها).
هذه السلوكيات تساعد الطفل على الشعور بالمشاركة و المساعدة و التوازن النفسي و التعاطف.
احرص على أن تقدم المعلومات لطفلك حول ما يحصل على عدة جلسات لعدة مرات.
توقع أن طفلك سوف يسأل كثيراً و يكرر الأسئلة نفسها عدة مرات لأنه يحتاج وقتاً لمعالجة المشاعر غير المريحة التي يشعر بها حول ما يحصل.
التعامل مع أسئلة طفلك حول فلسطين
تقبل مشاعره في كل مرة و اشكره في كل مرة على السؤال و قدم له إجابات حقيقية و ليست وهمية مع إشعاره بالأمان و تطمينه.
تذكر أن الأحداث السلبية جزء لا ينتهي من حياتنا، أن نخبر الطفل بالحقائق مهما كانت سلبية و ندربه على مهارات التعامل مع هذه المواقف أفضل من إخفائها عنه.
سيمنحه ذلك مرونة نفسية تساعده على مواجهة الأزمات و الصدمات في حياته لاحقاً.
اقرأي أيضاً: التعامل الصحيح مع نفسية الطفل أثناء الحرب
———–
هذه المقالة تم تحريرها لموقع “علمتني كنز” من قبل:
الأخصائية النفسية نهى إدريس
باحثة دكتوراة في العلاج النفسي وعلم نفس الأعصاب
ماجستير في الصحة النفسية للأطفال والمراهقين
دبلوم في تعديل السلوك لأطفال اضطراب التوحد
نصيحة اليوم
كل ما شعرتي بالغضب من طفلك حطي حالك مكانه وبس ❤️