تاريخ النشر 13 أكتوبر, 2021
جاءتني طفلتي “شام” وهي حزينة بعد عودتها من المدرسة، أخبرتني بأن صديقتها لم تعجبها الرسمة التي رسمَتها ليلة أمس، وبدأت تلوح بالرسمة في إشارة توحي بنيّة تمزيقها، ووضعها في سلّة المهملات!!
يتجه الطفل في عمر الخامسة – وفي هذا السن تحديداً- ليكون مستقلاً بذاته، حيث يصبح أكثر تفاعلاً واندماجاً بالآخرين.
ويتجه لتكوين الصداقات؛ فهي بالنسبة له ذات معنى كبير، عدا عن حضور الأصدقاء في حياته، ومحاولة استدعاء أسمائهم بصورة مكررة خارج البيت وداخله.
لهذا بدت طفلتي حزينة أكبر من أي وقت مضى؛ لأني أعلم جيداً كم تولي اهتماماً لتكوين صورة جيدة عن ذاتها في عيون أًصدقائها، أو على الأقل من خلال “رسمتها” الصغيرة.
تعزيز ثقة الطفل بنفسه
في هذه اللحظة مسكت الرسمة فوراً، وعبَّرت عن دهشتي الكبيرة بجمالها.
مدحت أداء “شام” في تفاصيلها؛ كاختيار الألوان الباردة، ودقة رسم الفراشة.
وبالرغم من رؤيتي الرسمة لعدة مرات إلا أنني عبَّرت عن إعجابي بها كما لو أنها أول مرَّة، لا لشيء، لكن لأحتوي حزن طفلتي قدر الإمكان.
وتجاوز الأمر أني ألصقتها على مرآة غرفة النوم، وأخبرتها كم تبدو جميلة وهي معلَّقة.
لم ينته الأمر هنا، كان لا بد أن أهمس لها كلاماً مهماً، بأنه ليس كل ما يقوله الناس عنا هو شيء صحيح، سواءاً كان ذلك متعلقاً بأفكارنا أو أفعالنا، أو اختياراتنا للأشياء وكل شيء يخصنا.
حدثتها عن ضرورة أن نكون سعداء بما نفعل، وفخورون بما نقوم به، والأهم أن نستمر مهما آلمنا رأي الناس، فهذا مجرد رأي.
المهم في كل هذا أن تبقى صورتنا عن أنفسنا صحيحة وسليمة.
شعرت حينها أن ملامح الحزن تبددت من على وجه “شام”، وخَتمت حديثنا قائلة: (ماما .. أنتِ أحسن أم بالدنيا)، وكَفَتْني هذه الجملة!
كم هي الآراء التي تركت فينا يوماً جرحاً؛ لأننا لم نكن مثل ما يريد الآخرون؟! وكم هي المواقف التي سببت لنا ضيقاً وإحراجاً وتركتنا أسرى في أعين الناس؟!
ومازالت تلك الحالة نعيشها حتى الكبر، فلا زلنا نعير اهتماماً لنظرة الآخرين لنا، ونجتهد في أن نرسم لوحةً عن ذواتنا كما يريدون لا كما نريد.
إقرأي أيضاً: التربية وبناء الثقة بالنفس عند الأطفال
————
تم تحرير هذه المقالة لموقع علمتني كنز من قبل
إباء أبو طه خلوف
مرشدة أسرية، ماجستير إرشاد نفسي وتربوي
نصيحة اليوم
كل ما شعرتي بالغضب من طفلك حطي حالك مكانه وبس ❤️