تاريخ النشر 19 أكتوبر, 2025
هل سبق أن نظرتِ في عيني شخص عزيز عليكِ ولاحظتِ أنه لا يتذكّرك كما كان؟ تلك اللحظة المؤثرة قد تكون أولى إشارات مرض الزهايمر، أحد أكثر الأمراض التي تمسّ القلب والعقل في آنٍ واحد.
في هذا المقال من علمتني كنز، سنأخذكِ في رحلة لفهم هذا المرض، اعراض الزهايمر، وكيفية التعامل مع مريض الزهايمر، وهل الزهايمر وراثي فعلًا؟ ثم نختم معكِ بأهم طرق الوقاية من الزهايمر لتبقي صحتكِ وذاكرتكِ في أفضل حال.
ما هو الزهايمر؟
الزهايمر ليس مجرد “نسيان بسيط”، بل هو اضطراب تدريجي يصيب خلايا الدماغ ويؤدي إلى تدهور الذاكرة والقدرات الذهنية.
ومع مرور الوقت، تتأثر قدرة الشخص على التفكير والتواصل واتخاذ القرارات، حتى يصل في مراحله المتقدمة إلى الحاجة للمساعدة في أبسط تفاصيل الحياة اليومية.
في بدايته قد يبدو بريئًا، كنسيان مفاتيح المنزل أو نسيان اسم صديقة قريبة، لكنه مع الوقت يتحول إلى فقدان كامل للذاكرة والهوية.
اعراض الزهايمر
تختلف أعراض الزهايمر من شخص لآخر، لكنها غالبًا تبدأ بشكل خفيف وتتطور تدريجيًا.
قد تمرّين أو تلاحظين على من تحبين بعض هذه العلامات:
في المراحل المبكرة أعراض الزهايمر:
- نسيان المواعيد أو المحادثات الحديثة.
- صعوبة تذكّر الأماكن أو الأسماء.
- فقدان التركيز السريع أثناء الحديث.
- الشعور بالتشتت في أماكن مألوفة.
في المراحل المتوسطة أعراض الزهايمر:
- نسيان أحداث مهمة من الماضي.
- صعوبة في أداء المهام اليومية مثل الطبخ أو التسوق.
- تغيرات في المزاج: توتر، خوف، أو حزن غير مبرّر.
- فقدان الاهتمام بالأنشطة التي كان يحبها.
في المراحل المتقدمة أعراض الزهايمر:
- عدم التعرّف على أفراد العائلة.
- صعوبة في الكلام أو الفهم.
- مشاكل في الحركة والمشي.
- الحاجة إلى رعاية دائمة في الأكل والاستحمام والنوم.
في علمتني كنز، نؤمن أن التوعية المبكرة هي أول خطوة نحو الحماية. فالتعرّف على الأعراض من البداية قد يساعد على التعامل مع الحالة قبل أن تتفاقم.
هل الزهايمر وراثي؟
سؤال يُطرح كثيرًا، خاصة بين النساء اللواتي شهدن إصابة أحد الوالدين أو الأقارب بالمرض.
الإجابة ليست بسيطة، لكنها مطمئنة إلى حدٍ كبير.
تشير الدراسات إلى أن الوراثة قد تلعب دورًا جزئيًا، خاصة إذا كان أحد الوالدين أو الأشقاء مصابًا. ومع ذلك، ليس بالضرورة أن ينتقل المرض تلقائيًا عبر الأجيال.
فالعوامل الوراثية تتفاعل مع نمط الحياة والعمر والحالة الصحية العامة.
بمعنى آخر، يمكن أن يكون لديك استعداد وراثي، لكن اختياراتك اليومية هي التي تحدد فرص الإصابة الفعلية.
وهنا يأتي دورك، ودور علمتني كنز في نشر الوعي عن أهمية العناية بالصحة الذهنية والنفسية، خصوصًا للمرأة التي غالبًا تتحمّل مسؤوليات عديدة وتحتاج إلى رعاية ذاتها بقدر ما تهتم بالآخرين.

لماذا النساء أكثر عرضة للإصابة بالزهايمر؟
تشير الأبحاث إلى أن النساء أكثر عرضة من الرجال للإصابة بالزهايمر، وذلك لعدة أسباب:
- العمر الأطول: تعيش النساء عادة فترة أطول من الرجال، والعمر هو العامل الأكبر في خطر الإصابة.
- تغيرات الهرمونات بعد انقطاع الطمث قد تؤثر على خلايا الدماغ.
- الضغط النفسي المزمن الناتج عن أدوار متعددة (الأمومة، العمل، الرعاية).
- العوامل المناعية: حيث يختلف تفاعل جهاز المناعة عند النساء، ما قد يزيد من تراكم البروتينات الضارة في الدماغ.
في صحة المرأة من علمتني كنز، نحرص دائمًا على تقديم محتوى يسلّط الضوء على احتياجات المرأة العقلية والجسدية معًا، لأن الوقاية تبدأ من الوعي.
كيفية التعامل مع مريض الزهايمر
من أصعب جوانب المرض هو التعامل مع من نحب عندما يبدأ في نسياننا.
لكن الحبّ لا يضيع، حتى وإن تاهت الذاكرة. إليكِ أهم النصائح التي تساعدك في كيفية التعامل مع مريض الزهايمر:
- تحلي بالصبر والهدوء: التوتر أو الانفعال يجعل المريض أكثر اضطرابًا.
- تحدثي بوضوح وبنغمة مطمئنة، وكرّري المعلومات عند الحاجة دون غضب.
- ذكّريه بالأسماء والأماكن باستخدام الصور القديمة أو الألبومات العائلية.
- احفظي الروتين اليومي، فالثبات يمنحه شعورًا بالأمان.
- شجعيه على النشاط الذهني البسيط مثل ترتيب الأغراض أو سماع الموسيقى.
- اعتني بنفسكِ أيضًا، لأن رعاية المريض تتطلب طاقة وصحة نفسية عالية.
في علمتني كنز، نؤمن أن التعامل الإنساني والرحيم هو أقوى علاج مساعد لمريض الزهايمر، فالكلمة الطيبة واللمسة الحنونة تصنعان فرقًا لا يُقدّر بثمن.
الوقاية من الزهايمر
رغم أنه لا يوجد علاج نهائي حتى الآن، فإن الوقاية من الزهايمر ممكنة عبر خطوات بسيطة تُحدث فارقًا كبيرًا في صحة دماغكِ:
التغذية المتوازنة:
اتبعي نظامًا غذائيًا غنيًا بالخضروات، الفواكه، الحبوب الكاملة، والأسماك الدهنية (مثل السلمون والسردين)، فهي تحتوي على أوميغا 3 المفيدة للدماغ.
قلّلي من الدهون المشبعة والسكريات لأنها تسرّع تلف الخلايا العصبية.
التمارين الذهنية:
حفّزي عقلكِ دائمًا بالتعلّم، القراءة، حلّ الألغاز، أو حتى تعلم لغة جديدة.
العقل مثل العضلة، كلما استخدمتهِ أكثر، أصبح أقوى.
النشاط البدني:
مارسي الرياضة بانتظام المشي السريع، السباحة، أو اليوغا فهي تحسن الدورة الدموية وتغذي الدماغ بالأوكسجين.
العناية بالصحة النفسية:
الاكتئاب والقلق من العوامل الخفية التي تضعف الذاكرة.
تحدثي مع من تثقين بهم، أو استشيري مختصًا، فالصحة النفسية أساس صحة الدماغ.
الإقلاع عن التدخين:
التدخين يقلل تدفق الدم إلى الدماغ ويزيد فرص الإصابة بالخرف. خطوة واحدة في الاتجاه الصحيح اليوم تقيكِ مستقبلًا صعبًا.
نصيحة من علمتني كنز:
ابدئي اليوم بخطوات صغيرة لحماية دماغك:
اقرئي، تحركي، ابتسمي، وتذكّري أن كل عادة صحية هي استثمار في ذاكرتكِ المستقبلية.
المصادر:
- هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية (NHS)
- جامعة هارفرد للطب
- منظمة الزهايمر الدولية (Alzheimer’s Association)
اقرأي أيضاً
نصيحة اليوم
اشتركي الآن ببرنامج سنة أولى أمومة ❤️


