تاريخ النشر 22 ديسمبر, 2020
مكافأة الطفل أسلوب تربوي انتشر كثيراً في الفترة الأخيرة، ويعتقد الكثيرون بنجاحه وصحته، يأتي المربي بورقة يكتب عليها المهام التي يجب على الطفل الالتزام بها، وكلما حقق الطفل واحدة منها نال علامة أو نجمة أو… إلخ.
لكن هل هذا الأسلوب التربوي قادر فعلاً على بناء إنسان مسقل، وتنشأة طفلكم الذي تحلمون به؟
في السيرك نجد الحيوان يفعل ما يأمره به صاحبه مقابل قطعة لحمة أو قطعة جزر، فما الفرق بين قطعة اللحمة والنجمة التي توضع على لوحة المهام؟ مع الوقت ستكون النجمة هي الدافع والهدف!.
طفلك الصغير سيغسل يديه بعد الطعام لينال النجمة، بدل أن يغسل يديه لأسباب حقيقية تتعلق بالصحة والنظافة، و سيفعل كل ما يطلب منه مقابل نجمة أو حلوى مهما كان هذا الشيء وأياً كان طالبه فلقد اعتاد ذلك.
البرامج واللوحات والبطاقات التي يتم نشرها والترويج لها ما هي إلا برامج قولبة، مهمتها إنشاء طفل ضعيف غير قادر على قيادة نفسه وحياته دون وجود قطعة الجزر أو الحلوى … إلخ.
المكافأة بأثر سلبي!
بابا نجحت، أين الهدية؟ ماما أكلت، ما هي المكافأة؟ ماما رتبت أغراضي، ماذا ستعطينني؟ هل سمعت من أبنائك مثل هذه الطلبات؟
عندما يكون النموذج الدائم المتبع لتحفيز الطفل وجعله يقوم بمهامه الحياتية الأساسية من طعام ونظافة ودراسة وأخلاقيات وغيرها هو مكافأة مادية، أو تجميع النجوم والنقاط ليحظى بالهدية الموعودة، سيؤثر ذلك عليه بشكل سلبي:
- ستتشكل عند الطفل برمجة سلبية عن التحفيز، وذلك بجعله خارجياً ومرتبطاً بالأشياء المادية فقط.
- سيترسخ مبدأ المساومة عنده، والعطاء المشروط بالمقابل، وفي العمق سيرتبط الأمر بثقته بنفسه وتقديره لذاته؛ أي: إنه بحاجة لهدية أو لنجمة ليكون طفلاً جيداً.
- عند الكبر ستصبح تلك الفتاة التي تنتظر استحسان الآخرين لشكلها ومظهرها أو لإنجازها كي ترى نفسها جميلة أو أنيقة أو منجزة، سيصبح ذلك الرجل الذي يساوم الآخرين للحصول على ما يريد حتى ولو كان من أقرب الناس إليه، أو لن يصادق أحداً إن لم يكن له مصلحة بذلك.
وفي حال لم يصدق الأهل وعدَهم بالمكافأة فهذه الكارثة الكبرى، عندها سنضيف للبرمجيات السابقة الكذب وعدم المصداقية.
ما الحل؟ كيف أحفز طفلي؟
إن أقوى أنواع التحفيز هو التحفيز الداخلي؛ أن يكون لديك الدافع لتقوم بما يخصك أنت لأجلك أنت، لكن كيف أطبق ذلك عملياً مع طفلي؟
- اتركوا الطفل يقوم بمهامه اليومية بحبٍّ، تحدثوا عن أهمية وفائدة ما يجب أن يقوم به.
- اربطوا الحافز الداخلي بالقِيَمِ التي تريدون أن تغرسوها فيه.
- تشاركوا معه بشرح ما هو ممنوع وما هو مسموح، ولماذا؟
- كونوا مبدعين باستخدام هذه الفكرة بطرق مختلفة؛ كأن تحكوا له قصة، أو تلعبوا معه لعبة.
- والأهم أن تكونوا له قدوة في ذلك، وأن تتذكروا بأن يكون الدافع والمحفز لديه داخلياً، ويبدأ من تربيته تربية صالحة سليمة ليعيش هو حياة سعيدة، وليس ليكون نموذجاً لقالب في خيالكم وعقلكم.
وأخيراً لا تخافوا إن كنتم قد تورطتم في هذا الأسلوب كما فعل كثيرون قبلكم، فقط ابدؤوا بالتدريج في تغيير أسلوبكم بالتخفيف منه إلى أن تتوقفوا نهائياً، مع الدمج بالخطوات السابقة.
وعن تجربتي الشخصية فبكل فخر وبعد اتِّباعي لهذا الأسلوب مع أولادي، لمست نتائج رائعة من حيث الاستقلالية وتحمل المسؤولية، وخلق الدافع الداخلي لقيامهم بأساسيات حياتهم.
إقرأ أيضاً: ” أربعة أساليب خاطئة في تأديب الطفل”
———–
هذه المقالة تم تحريرها لموقع “علمتني كنز” من قبل:
آية خانجي
مدربة حياة (لايف كوتش)
نصيحة اليوم
كل ما شعرتي بالغضب من طفلك حطي حالك مكانه وبس ❤️