تاريخ النشر 10 يونيو, 2020
يعاني الكثير من الأهل من عناد الطفل، وتكثر التساؤلات والنصائح حول كيفية التعامل مع الطفل العنيد، وللأسف يتم تداول الكثير من الأساليب التي تزيد المشكلة وتؤثر سلباً على نفسية الطفل.
[embedyt] https://www.youtube.com/watch?v=PnVQ1we187o[/embedyt]
في هذا المقال:
- لماذا يظهر الطفل صفة العناد؟
- أبرز صفات الطفل العنيد.
- خطوات التعامل مع الطفل العنيد.
- الابتعاد عن الأوامر المباشرة.
- كيف أطلب من طفلي؟
- المديح والتشجيع بدل المقارنة.
- ملاحظات هامة.
في عملية التربية السيطرة على الطفل ليست غاية أو هدفَ، وليست حقاً للأهل بتاتاً، بل على العكس تماماً: من أهم واجبات الأهل وأهداف التربية مساعدة الطفل على بناء شخصية مستقلة قوية وغير مطيعة!.
الطفل المطيع هو طفل ضعيف لا يملك القدرة على اتخاذ قرار بذاته وبطريقة مستقلة، و هناك فرق كبير بين رغبتي بأن يحترمني طفلي وأن يكون مطيعاً لأوامري.
التعامل مع الطفل العنيد بطريقة خاطئة له نتائج سيئة جداً، منها: أن يصبح العناد والعصبية والعنف جزءاً من شخصيته وسلوكه، ويزداد مع تقدم عمر الطفل.
تبدأ ظاهرة العناد عند أغلب الأطفال من عمر سنة ونصف، وتبلغ ذروتها في عمر الأربع سنوات، وتختفي نهائياً في عمر السبع سنوات.
التعامل الصحيح مع هذه الظاهرة يؤدي إلى اختفائها بشكل أسرع دون أن تترك آثاراً نفسية سلبية في شخصية الطفل.
أما التعامل الخاطئ سواء بالغضب أو باستعمال العنف سيؤدي إلى تحول العناد إلى طبع عند الطفل، وربما يحتاج إلى مرشد نفسي.
معظم الحلول التي ستقرؤونها في هذا المقال هدفها إعطاء الطفل الشعور بالاستقلالية والحرية التي يرغبها.
لماذا يظهر الطفل صفة العناد؟
تبدأ صفة العناد عند الطفل من عمر السنة والنصف وما فوق (أو أبكر)، حين ينتقل الطفل من مرحلة الاعتماد الكلي على أمه إلى مرحلة الاستقلال، حيث أصبح لديه القدرة على المشي التي تمنحه حرية كبيرة، إلى جانب القدرة على الكلام للتعبير عما يريد، هنا يشعر الطفل بأنه إنسان مستقل، ويجب أن يثبت وجوده للجميع.
ما هي أبرز صفات الطفل العنيد؟
- رفض الأوامر بجميع أشكالها، وفي كل الأوقات حتى لو كان في تنفيذيها راحة ومتعة له.
- تكرار كلمة (لا) أو (لا أريد) حتى لو كان يريد ما تقدمينه له.
- تنفيذ عكس ما تقولينه له.
- الصراخ، وأحياناً العصبية.
- رمي الأغراض.
- الضرب.
[embedyt] https://www.youtube.com/watch?v=X6yXPK7Tg5A[/embedyt]
الخطوات الصحيحة للتعامل مع الطفل العنيد
تجنب وصف طفلك بصفة العنيد أو العنيف أو أي صفة سلبية؛ لأنها ستترسخ لديه، مما يجعله يتصرف وفقاً لهده الصفة، ومع مرور الوقت ستتعاملون أنتم معه على أساسها ما يثبّتها أكثر عند الطرفين.
حاولوا دائماً أن تكون الحلول من جانبكم لا من جانب الطفل؛ مثال: (طفلي يلعب بالأغراض المؤذية فأضطر أن أمنعه، الحل أن تختفي هذه الأغراض المؤذية عن أعين الطفل، لا أن نمنع الطفل عن اللعب بها).
الابتعاد عن كلمة (لا) قدر الإمكان؛ لأن تكرارها يفقدها معناها، فيصبح لدى الطفل قناعة أن ماما ستقول (لا) وستغضب بكل الأحوال فسأفعل ما أريد.
الابتعاد عن الأوامر المباشرة
بدلاً من أسلوب الأمر المباشر اتبعي أسلوب الاختيار، فمثلاً حان وقت النوم وعلى طفلك أن يرتب ألعابه وينظف أسنانه قبل الذهاب إلى النوم.
الطريقة الخاطئة والمتعبة من قبل الغالبية: (قم نظف أسنانك)، الطفل طبعاً يرفض، ويستمر الصراع حتى يتم إنهاؤه بطريقة خاطئة؛ إما الإجبار أو العنف أو الاستسلام أو البكاء.
الطريقة الصحيحة: (ماما هل تريد تنظيف أسنانك أو ترتيب العابك أولاً، فبرأيك أيهما تفضل البدء به؟)، طبعاً الطفل سيشعر أن القرار بيده، وبالتالي سيشعر بحريته واستقلاليته، وهذا هو الهدف.
مثال آخر:حان وقت كتابة الواجب المدرسي، الطريقة الصحيحة: (ماما هل تكتب الوظيفة الساعة 3 أو 3:30 ؟ أي الوقتين برأيك هو الأنسب لكتابة الوظيفة ؟).
أعطوا طفلكم مساحة من الحرية في الأمور الثانوية؛ كاختيار الثياب، واختيار الطعام، واللعب بالطريقة التي يحب، حتى وإن كانت لا تعجبكم، وليكن المنع والعقاب في الأمور الكبيرة؛ مثل: الغش أو الكذب؛ لأن المنع المستمر يشعر الطفل بالتقييد، ومن الممكن أن يحول ابنكم إلى طفل خائف ومسالم لدرجة كبيرة .
لا تجعلوا من عملية التربية عملية تحدٍّ حتى بينكم وبينك أنفسكم، فالطفل ليس ملكاً لنا، وليس هدفنا تطويعه.
بل الهدف من التربية بناء شخصية صالحة مهذبة مميزة ومجتهدة ومستقلة، والأهم من كل ما سبق سليمة نفسياً.
[embedyt] https://www.youtube.com/watch?v=wFNDB60hK2w[/embedyt]
كيف أطلب من طفلي؟
إذا أردتم أن تطلبوا من الطفل فعل شيء ما، اطلبوا منه بالصيغة نفسها التي تتعاملون فيها مع الكبار.
مثال: لو سمحت أنا محتاجة مساعدتك بسرعة هل تساعدني؟ أو: لو سمحت بحاجة لأن تعطيني هذا الغرض؟ في حال رفض الطفل طلبكم اسألوه عن السبب، وستلاحظون دوماً أن ردوده تشبه ردودكم عليه عندما يطلب منكم.
وبناء على جوابه حافظوا على حواركم معه وكأنكم تتعاملون مع شخص كبير، باحترام ولطف؛ مثال: (جواب الطفل: أنا مشغول!)، الرد الصحيح: (شكراً أنك أخبرتني، كم من الوقت تحتاج؟ خمس دقائق؟).
حاولوا عدم الطلب أو الكلام مع الطفل أثناء قيامه بأي عمل مهم وممتع بالنسبة له؛ مثل: الرسم، والتلوين والحديث على الهاتف مع صديقه والقراءة ..إلخ، بل اطلبوا منه أن يقوم بما تريدون بعد الانتهاء من عمله.
المديح والتشجيع بدل المقارنة
المديح والثناء لأي عمل إيجابي يقوم به الطفل، مهما كان بسيطاً حتى وإن كان دون قصد منه، مع الانتباه إلى أن يكون المديح غير مرتبط بالعاطفة: (أنا أحبك لأنك تصرفت هكذا)، يجب أن يكون الثناء مرتبطاً بالفعل: (شكراً ماما لأنك قمت بهذا العمل بنجاح، شكراً أنت شخص لطيف ومساعد جداً، أنت شخص متقن ومنظم ، أنت شخص ناجح وقادر على القيام بأي عمل).
لا تقارنوا طفلكم بأي طفل آخر: (أنظر لأخيك كيف كتب واجبه!)، هذه الجملة مدمرةٌ للطفل، وسببٌ كافٍ ليحقد عليكم وعلى أخيه، وليفقد ثقته بنفسه، وبالتالي يزداد العناد ويتحول إلى عناد عنيف مصحوب بالضرب.
فكروا بأمور تسلِّمون فيها القيادة لطفلكم بشكل كامل؛ مثال: (مشوار العطلة القادمة مسؤوليتك بشكل كامل .. عليك اختيار المكان الوقت والطعام والأنشطة) أو: (قائمة الطبخات لهذا الأسبوع هي مسؤوليتك، وعليك كتابتها وكتابة الأغراض اللازمة لها).
تحدثوا عن تصرفات طفلكم الإيجابية بفخر أمام الآخرين: (طفلي رتب ثيابه البارحة بطريقة مميزة، طفلي ساعدني في ترتيب الطاولة …إلخ).
إياكم أن تتكلموا عن أفعال طفلكم الخاطئة أمام الآخرين بطريقة السخرية أو الشكوى أو أية طريقة أخرى، حتى بين بعضكم لا تتكلموا عن تصرفاته في حضوره.
ملاحظات هامة حول التعامل مع ظاهرة العناد عند الأطفال:
- ابدؤوا بتنفيذ هذه الأفكار مع طفلكم من هذه اللحظة حتى قبل أن تظهر عليه أعراض هذه الظاهرة.
- لن تختفي ظاهرة العناد من حياة طفلك لمجرد تطبيقك هذه الخطوات لمدة يومين، الموضوع يحتاج صبراً والتزاماً.
- من الضروري جداً التزام الأب والأم واتفاقهما معاً على الأسلوب المتبع للتعامل مع عناد طفلهم.
- ليس من الضروري تطبيق الأمثلة المذكورة، كل طفل مختلف عن الآخر بالاهتمامات.
أخيراً ظاهرة العناد أمر شائع عند الأطفال، وهي عارض طبيعي لنمو شخصية الطفل وبناء استقلاليته، تعامل مع طفلك بهدوء تام بعيداً عن الغضب والعصبية كي لا يتحول العناد لصفة ملازمة لطفلك في سنواته اللاحقة، وحذاري حذاري من استخدام الضرب، فلا مبرر له أبداً.
[embedyt] https://www.youtube.com/watch?v=eqWoTSb34c4[/embedyt]
————
تم تحرير هذه المقالة لموقع علمتني كنز من قبل:
غزل بغدادي
مؤسسة مشروع علمتني كنز
حاصلة على دبلوم مونتيسوري من مركز أميركا الشمالية NAMC
لمعلومات أكثر حول التعامل مع الطفل العنيد بإمكانكم متابعة سلسلة الطفل العنيد على قناة علمتني كنز على يوتيوب
نصيحة اليوم
خصم 20 بالمئة على كل منتجات علمتني كنز بمناسبة يوم الطفل ❤️ استخدم هذا الكود على الموقع kevz20 للاستفادة من الخصم.. 24 ساعة فقط وينتهي الخصم