تاريخ النشر 26 نوفمبر, 2024

يعتبر الفضول من أبرز سمات مرحلة الطفولة، ولذلك نرى غالبية الأطفال يمتلكون رغبة فطرية في استكشاف العالم من حولهم وشغفاً بتجربة أشياء جديدة ومواقف غير مألوفة فهم يسعون دائمًا لفهم كيفية عمل الأشياء واختبار حدود قدراتهم. وكنتيجة متوقعة سيقود هذا الفضول إلى ارتكاب أخطاء تتنوع درجاتها بين ما يمكن تجاهله وما يجب تقويمه وتوجيه الطفل تدريجياً وبين ما يجب وضع حد فوري له وهو في الغالب يكون من نوع الأخطاء التي تهدد سلامة الطفل أو الآخرين. ولكن في الغالب تكون الأخطاء من الدرجة المتوسطة التي يمكن للأهل بالتوجيه الصحيح وليس العقاب أن يعيدوا الطفل إلى طريق الصواب ضمن بيئة داعمة آمنة تساعده على اشباع فضوله وتشكيل شخصيته وبناء مهاراته الاجتماعية إلى جانب وضع قواعد وحدود واضحة وشرحها له ومساعدته لبناء مهارة الصبر وضبط النفس والالتزام بتلك الحدود. 

 

ما هو التوجيه الصحيح؟

هو منهج تربوي يمكن للآباء والمربين من خلاله تقويم سلوكيات الطفل الخاطئة وتوجيهه لفهم القواعد الأخلاقية والاجتماعية المقبولة والطرق الصحيحة للتعبير عن مشاعره السلبية، ويتم ذلك بطريقة مباشرة عبر الحوار والنقاش مع الطفل لوحده وتعليمه السلوكيات الصحيحة وتوضيح نتائجها الإيجابية وعواقب الأفعال السلبية.

أو غير مباشرة كالقيام بالفعل أمام الطفل، أو وضع قواعد لمجموعة من الأطفال معاً وحثهم على الالتزام بها فيكتسب الطفل السلوك الجيد من خلال الجماعة، وتعتبر هذه الطريقة هي الأكثر تأثيراً في الطفل فمن خلالها يميز القواعد الأخلاقية والاجتماعية المقبولة ويدرك أهمية الاحترام والتعاون والتعاطف مع الآخرين.

 

العقاب أم توضيح العواقب؟

من المهم معرفة أن توضيح العواقب المترتبة على تصرفات الطفل يُعتبر جزءًا أساسيًا من عملية التوجيه الصحيح فهي تساعد الطفل على التمييز بين الصواب والخطأ واكتساب فهم أعمق لدوافع تصرفاته وتأثيراتها على الآخرين. وهذا يساهم في بناء شخصيته بطريقة سليمة متوازنة.

في حين أن استخدام أسلوب العقاب كوسيلة لفرض السيطرة أو ردع الأخطاء قد يؤدي إلى نتائج عكسية كتكرار الخطأ وشعور الطفل بالخوف والذنب دون أن يفهم الخطأ الذي فعله وهذا ما يعيق تطور شخصيته من الناحية العاطفية والاجتماعية ويجعل منه شخصاً متردداً خائفاً يفتقد للثقة بالنفس.

إذا ما هي القواعد الأساسية للتوجيه الصحيح؟

1-استخدم لغة إيجابية: 

عند إعطاء التوجيهات للطفل، بفضل استخدام صيغة إيجابية واضحة تعزز استجابة الطفل وتصرف انتباهه عن السلوك السلبي وتوجهه نحو السلوك المرغوب.  على سبيل المثال، بدلاً من قول “لا تركض” أو “لا تصرخ”، يمكنك استخدام عبارات إيجابية مثل “تكلم بهدوء” أو “امشِ ببطء”. 

2-نبرة الصوت الملائمة:

لنبرة الصوت تأثير كبير على استجابة الطفل، فحتى لو خاطبت طفلك بكلمات إيجابية ولطيفة إلا أن النبرة التي تستخدمها يمكن أن تنقل رسالة مغايرة تماماً، فالطفل حساس جداً وقد بفسر نبرتك الحادة بأنك لا تحبه ومع التكرار يؤثر الأمر بشكل سلبي على شعوره بالأمان والثقة بالنفس. لذلك من الضروري عند توجيه الطفل استخدام نبرة صوت ودودة لطيفة وهذا لا يتعارض مع وجود الحزم والجدية، المهم أن يشعر طفلك بالحب والرعاية والحرص لا الخوف.  

في بعض المواقف، من المفيد جداً استخدام نبرة مفعمة بالحيوية والمرح لجذب انتباه الطفل وتشجيعه للقيام بما تريده. عندما يشعر الطفل بنبرة حماس وإيجابية فإنه يميل للتفاعل معك والاستجابة لك بشكل أفضل ويكون أكثر استعداداً لتقبل توجيهاتك.

 

3-أعطهِ إمكانية الاختيار:

في كثير من المواقف التربوية من الضروري أن تتبع أسلوباً يتسم بالذكاء والمرونة، عندما تريد شيئاً من طفلك وبدلاً من توجيه الأوامر بشكل مباشر، يمكن أن تقدم له مجموعة من الخيارات التي تؤدي جميعها إلى النتيجة المرغوبة. 

إن إتاحة فرصة المقارنة والاختيار للطفل تعطيه شعوراً أكبر بالاستقلالية والتحكم في الموقف وتجعله أكثر استعداداً وتقبلاً لسماع توجيهاتك.

على سبيل المثال إذا أردت أن يساعدك طفلك بترتيب المنزل بدلاً من قول “حان وقت الترتيب” يمكنك أن تسأله ” هل تريد أن نبدأ بترتيب غرفة الجلوس أم غرفة النوم؟

 

بالتأكيد موضوع تربية الأطفال والتوجيه الصحيح لهم متشعب جداً وهو يختلف من حالة لأخرى حسب شخصية الطفل ونوع الأخطاء ودرجتها فكل خطأ يحمل دلالات معينة عن شخصية الطفل وتطوره العقلي والعاطفي والاجتماعي والمربي الواعي يدرك دلالات هذه الأخطاء ويراها فرصة يستطيع من خلالها وبالتوجيه الصحيح أن يقوّم نقاط الضعف لدى طفله ويطور من شخصيته ويعزز ثقته بنفسه.

وفي ورشة “قواعد التوجيه الصحيح“، نقدم تدريبات عملية وشروحات مفصلة عن أنواع الأخطاء التي قد يقع فيها الأطفال، بالإضافة إلى استعراض مراحل التوجيه الصحيح المتوازية مع وقوع الخطأ وما بعده. تهدف الدورة إلى تزويد المربين بالمعرفة والأدوات اللازمة لتوجيه الأطفال بحب وحزم ولكن دون ترهيب بشكل يحفظ شعور الطفل بالأمان والثقة بنفسه وبحب المربي له وحرصه على توجيهه نحو الأفضل. 

غزل بغدادي

غزل بغدادي

مستشارة تربوية | مؤسسِة علمتني كنز

هل كان هذا المقال مفيدا لكِ؟ شاركِيه مع الآخرين

نصيحة اليوم

  • كل ما شعرتي بالغضب من طفلك حطي حالك مكانه وبس ❤️

مقالة اليوم

فيديو اليوم

نشاط اليوم

الأكاديمية

تابعنا

المقالات المرتبطة

  • وجبات خفيفة ومغذية لصحة طفلك

    10 مايو, 2020

  • مونتيسوري في المنزل

    29 فبراير, 2024

  • هل يمكن لطفل أن يمارس العادة السرية!

    10 مايو, 2020

وجبات خفيفة ومغذية لصحة طفلك

10 مايو, 2020

مونتيسوري في المنزل

29 فبراير, 2024

هل يمكن لطفل أن يمارس العادة السرية!

10 مايو, 2020