تاريخ النشر 26 يناير, 2025
من أجمل اللحظات العائلية ولادة طفل جديد، يختبر فيها الوالدان والأبناء مشاعر جديدة مختلطة بين الفرح والسعادة والترقب والخوف، وفي خضم هذا التغيير الكبير والاستعداد له قد يغفل الأهل عن تهيئة الطفل الأكبر لاستقبال شقيقه الجديد الذي سيكون مركز اهتمام الجميع، مما قد يتسبب في نشوء القلق والغيرة وامتناع الطفل عن المشاركة في رعاية المولود الجديد أو عدم تقبله لمشاركة الألعاب والاهتمام. لذا، فإن إعداد الطفل الأكبر سناً مسبقاً ومساعدته على الشعور بأهمية دوره في هذه المرحلة يمكن أن يسهم بشكل كبير في خلق جو أسري هادئ وسعيد.
متى وكيف تخبر طفلك؟
إذا كان عمر الطفل مناسباً، يفضل إخباره في أقرب فرصة ممكنة كي نتيح له فترة كافية لتقبل الفكرة والاستعداد للوضع العائلي الجديد. على سبيل المثال منذ بدء ظهور أعرض الحمل الجانبية كالغثيان الصباحي أو اشتهاء صنف محدد من الطعام.
خلال فترة الحمل يجب أن يحرص الأبوين على تأكيد أن ما سيحدث هو تغيير إيجابي للعائلة ومنح الطفل الاهتمام الكافي والحرية للتعبير عن مخاوفه وطرح الأسئلة التي تدور في باله.
في ورشة ” في بيتنا كنز جديد ” نقدم محوراً كاملاً مخصصاً لتحضير الطفل لخبر الحمل ويوم الولادة من خلال قواعد حوار صحيحة تجيب فيها على الأسئلة المتوقعة، بالإضافة إلى دليل يحوي عبارات جاهزة لاستخدامها مع الطفل الأكبر.
استخدام لغة مناسبة
يجب أن تكون اللغة المستخدمة عند شرح التغييرات التي ستحدث قريباً في نمط حياة العائلة ملائمة لعمر الطفل مع التركيز على كل ما هو إيجابي يمكنك أن تقول: “ستكبر عائلتنا بقدوم طفل جميل سنحبه جميعاً ونفرح برعايته ورؤيته يكبر أمام أعيننا، سيصبح لديك أخ تحبه كثيراً”
بدون مبالغة
أشرنا سابقاً إلى ضرورة التركيز على كل ما هو إيجابي ولكن من المهم أيضاً توضيح أن هناك جوانب قد تكون صعبة في المرحلة القادمة. أخبر طفلك أن المولود الجديد يحتاج للكثير من الرعاية والاهتمام، فهو لا يستطيع القيام بأي شيء لوحده وقد يستيقظ كثيراً في الليل ويبكي، وأنكم كعائلة جميعاً ستتعاونون لرعايته.
خصص وقتاً للطفل
طفلك الأول في هذه المرحلة بالذات يحتاج منك أن ترسخ شعوره بالأمان والحب والاهتمام. احرص على وجود وقت خاص له يومياً سواء للعب أو القراءة أو أي نشاط آخر. هذا النوع من الروتين اليومي سيمنحه شعوراً بالاستقرار النفسي والمعنوي ويطمئنه أنه سيحظى بوقت خاص مع والديه قبل وبعد وصول المولود الجديد.
إتاحة فرصة المشاركة والمساعدة
عندما يشارك الطفل في التحضيرات لاستقبال الطفل الجديد سيشعر أنه جزء هام في هذه المرحلة التحضيرية. يمكن أن يتولى الطفل مهمة تزيين غرفة الطفل الجديد وشراء ملابسه وألعابه أو المشاركة في اختيار اسمه.
عودة بعض السلوكيات الطفولية
بعض الأطفال حتى مع التحضير النفسي الجيد والحماس لقدوم المولود الجديد، قد يتصرفون وكأنهم أصغر سناً سعياً للحصول على نوع الاهتمام الذي يتلقاه الأخ الجديد.
على سبيل المثال، قد يلاحظ الأهل أن طفلهم الذي تعلم استخدام المرحاض واعتاد عليه عاد للتبول في ملابسه مرة أخرى وإبداء رغبته في ارتداء الحفاضات أو الشرب من زجاجة الحليب، وهذا أمر طبيعي تماماً إنها طريقة الأطفال للتعبير عن حاجتهم للاهتمام وللتأكيد على أنهم لا يزالون بحاجة إلى رعاية والديهم.
الاستعداد للإقامة في المستشفى
قد يشعر طفلك بالارتباك والقلق عندما تغادرين المنزل إلى المستشفى. من المهم أن تشرحي له أنك ستعودين قريباً مع شقيقه الجديد. ويفضل التنسيق مع أحد الأقرباء أو الأصدقاء ليتولى رعاية الطفل خلال هذه الفترة وتمضية الوقت بنشاطات مميزة وممتعة إلى جانب الروتين اليومي المعتاد عليه.
بعد الولادة
بعد العودة إلى المنزل، ابدئي بإشراك طفلك في رعاية المولود الجديد. بعض الأطفال يحبون المساعدة في تنظيف الطفل أو تغيير ملابسه وعناقه قبل النوم. قد يكون بإمكانه أيضًا المساعدة في حمل قطعة قماش التجشؤ أثناء أو بعد الرضاعة أو حمل المنشفة بعد الاستحمام.
احذر من معاملة الطفل وكأنه خطر على شقيقه، فهذا الأسلوب يؤدي إلى نشوء علاقة غير صحية قائمة على الغيرة والتنافس، بينما الصحيح أن تكون علاقتهما مبينة على الحب والرعاية والمشاركة والاهتمام وهو ما نقدمه بالتفصيل في ورشة ” في بيتنا كنز جديد” وهي موجهة لكل أم لديها أطفال وتنتظر مولوداً جديداً وترغب ببدء هذه الرحلة على أساس قوي وصحيح بدء من لحظة إخبار ابنها بوجود طفل جديد داخل رحمها ثم تحضيره ليوم الولادة وغياب الأم.
نصيحة اليوم
كل يوم هو ذكرى جديدة في حياتك مع طفلك ❤️