تاريخ النشر 1 فبراير, 2025

تُعتبر ظاهرة الكذب عند الأطفال من القضايا التربوية الشائعة، وتختلف ردة فعل كل أسرة بناء على وعي الأهل وثقافتهم، فبعض الأسر ترى الأمر عادي ومجرد مرحلة مؤقتة، بينما يسارع آخرون لتقويم سلوك طفلهم وتوجيهه بشكل صحيح قبل أن يتحول إلى عادة راسخة في شخصيته يستخدمها للتخلص من المشكلات والهروب من المسؤولية.

قد يؤدي اكتشاف الأمر في البداية إلى شعور بالصدمة تدفع الأهل للبحث سريعاً عن حلول ولكن الأهم قبل ذلك هو معرفة الأسباب والدوافع التي أدت لهذا السلوك مع إدراك وفهم أنواع الكذب ومستوياته حتى نتمكن من اختيار الطريقة الصحيحة للتعامل معه.

 

لماذا يكذب الأطفال؟

يعتقد الكثير من الآباء أن الأطفال يكذبون بدافع الحصول على ما يريدون، أو للهروب من مهام لا يرغبون في القيام بها. وهي بالتأكيد أهم وأشيع الأسباب، إلا أن هناك دوافع أخرى يجهلها الكثيرون تجعل الأطفال يكذب ويتهرب من قول الحقيقة أو على الأقل عدم قولها كاملة.

 

تجربة سلوك جديد

الفضول والرغبة لتجربة جديدة قد يكون دافعاً قوياً للكذب، يحاول الطفل من خلاله استكشاف ماذا سيحدث لو كذب بشأن أمر ما أو امتنع عن قول الحقيقة.

 

تعزيز الثقة بالنفس وصورته أمام الآخرين

حين ينشأ الطفل في بيئة غير داعمة فإنه في الغالب سيعاني من نقص الثقة بالنفس وقد يلجأ للكذب على شكل مبالغة لإبراز نفسه أكثر أمام الآخرين ومحاولة إثارة إعجابهم. على سبيل المثال يخبر أصدقاءه قصصاً مبالغ بها عن تجاربه وبطولاته مثل أنه حقق أهدافاً كثيرة في وقت قليل وصفق له الجمهور وهتفوا باسمه. 

 

الاندفاع والتسرع

يميل بعض الأطفال أحياناً بسبب شخصيتهم الاندفاعية _وخاصة مع وجود اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه ADHD _ للتحدث قبل التفكير وهذا يجعلهم يقعون في الكذب بقصد أو عن غير قصد لدرجة أن بعض الأطفال يصدقون أنهم قاموا بفعل شيء ما حتى لو كان كذبة.

 

الأكاذيب البيضاء

هناك أيضًا الأكاذيب البيضاء، التي قد يشجع الآباء الأطفال على استخدامها في مواقف معينة لحماية مشاعر الآخرين، مثل الإطراء على جمال شيء ما أو شخص، وفي هذه الحالة، تعتبر الكذبة البيضاء جزءًا من المهارات الاجتماعية.

 

الكثير من سلوكيات الطفل السلبية ما هي رسائل يخبرك بها أنه يريد شيئاً ما، وفي الغالب هو احتياج نفسي، اهتمام حب رعاية احتواء ومعرفتك بهذه الاحتياجات هي من أساسيات التربية طفل سعيد مرتاح يحمل القيم الإنسانية النبيلة الصادقة كجزء من شخصيته المميزة، وفي دورة ” أساسيات تربية الطفل” نساعدك لتفهمي احتياجات طفلك الفزيولوجية والنفسية ( الحب، الاهتمام والأثر) والطريقة الصحيحة لإشباعها، بالإضافة إلى شرح الدوافع الحقيقية لكل سلوك خاطئ يقوم به الطفل ومساعدتك على تقويمه وتوجيهه للطريق الصحيح. 

  

كيف يمكن للوالدين التعامل مع الكذب عند الأطفال؟

لا توجد قواعد محددة تنطبق على كل الحالات ولكن في البداية وقبل تحديد طريقة التعامل يجب معرفة دوافع الكذب وتقييم درجته والأذى الذي نتج عنه

 

الكذب البسيط

وهو الذي يُستخدم لجذب الانتباه، يُنصح بتجاهله بدلاً من مواجهة الطفل مباشرة وبجدية، يمكن للوالدين اتباع أسلوب حوار لطيف يشجع على إعادة توجيه الحديث نحو شيء أكثر واقعية. مثلاً إذا قال الطفل شيئًا غير صحيح، “سجلت 10 أهداف في مباراة كرة القدم”، يُفضل عدم طرح الكثير من الأسئلة أو إظهار عدم التصديق.

الكذب المبالغ فيه

إذا استمر الكذب لدرجة مبالغ بها، هنا يمكن للوالدين إبداء الاستغراب وتقديم ملاحظات بسيطة. مثل “تبدو هذه القصة غريبة، هل أنت متأكد؟ حاول أت تتذكر ما حدث بدقة أكثر ” هذه الطريقة تشجع الطفل على التفكير مرة أخرى وقول الحقيقة.

الكذب المُتعمد

عندما يتجاوز الكذب حدود البراءة والبساطة، مثلما يحدث مع الأطفال الأكبر سنًا عندما يكذبون بشأن أماكن ذهابهم أو واجباتهم المدرسية، يصبح من الضروري التدخل بشكل جدي وفرض عواقب مناسبة. في البداية يجب توضيح النتائج السلبية المرتبطة بالكذبة، ثم تحميل الطفل بعض العواقب قصيرة الأمد من دون مبالغة أو قسوة، بهذه الطريقة نمنحه فرصة للتراجع عن خطئه والعودة للتصرف بشكل صحيح. على سبيل المثال، يمكن أن تكون العواقب منع الهاتف المحمول أو التلفاز ليوم كامل أو توكيله بمزيد من المسؤوليات ليعتاد على الانضباط والالتزام مثل الاعتذار من صديق ضربه أو الجلوس والقيام بكل الواجبات المدرسية التي كذب بشأنها طوال الأسبوع.

 

من الضروري:

  1. 1. التأكيد على قيمة الصدق والأمانة من بداية التربية

من المهم أن يدرك الطفل أهمية الأمانة والصدق كقيم إنسانية أساسية ووالداه هما أول من يحمل تلك القيم، مع فهم أن قول الحقيقة يمكن أن يقلل من العواقب مهما كان الأمر سيئاً. ولتشجعيه على ذلك أخبره أن مدة العقاب ستقل كثيراً إذا قال الحقيقة بنفسه.

 

  1. السؤال المباشر

إذا أبلغ المعلم الوالدين بعدم قيام طفلهم بواجباته، من الأفضل منح الطفل فرصة للاعتراف بالحقيقة قبل مواجهته بها. وإذا قام بذلك من تلقاء نفسه ولم يخف الأمر، امدحي صدقة وقوته ليتعزز هذا السلوك لديه.

يمكنك التهيئة للحوار من خلال دعم الطفل نفسياً وتذكيره أنك لا تنتظر منه درجات كاملة وأنك تحبه وتفخر به في كل الأحوال، ثم السؤال عن الأمر المقصود وإتاحة الفرصة له ليتحدث بأريحية.

 

ولكن إياك أن:

_ تحاصر طفلك أو تحرجه، إذا كنت تعرف الحقيقة يفضل أن تسأله عن الأمر بدلاً من أسلوب التكذيب والاستهزاء والإحراج وخاصة أمام الآخرين.


_تصف طفلك بالكاذب، إطلاق الأحكام بشكل عام له أثر سلبي كبير في نفسية الطفل حيث يؤدي ذلك إلى جرح مشاعره وتقليل ثقته بنفسه. ركز على معالجة السلوك بحد ذاته وتوجيه طفلك بشكل صحيح نحو الصدق.

غزل بغدادي

غزل بغدادي

مستشارة تربوية | مؤسسِة علمتني كنز

هل كان هذا المقال مفيدا لكِ؟ شاركِيه مع الآخرين

نصيحة اليوم

  • كل يوم هو ذكرى جديدة في حياتك مع طفلك ❤️

مقالة اليوم

فيديو اليوم

نشاط اليوم

الأكاديمية

تابعنا

المقالات المرتبطة

  • خطوات عملية لحماية الطفل من التنمر

    14 يناير, 2021

  • تعلق الطفل بأمه، الأسباب والحلول

    22 ديسمبر, 2020

  • التربية وبناء الثقة بالنفس عند الأطفال

    24 أبريل, 2021

خطوات عملية لحماية الطفل من التنمر

14 يناير, 2021

تعلق الطفل بأمه، الأسباب والحلول

22 ديسمبر, 2020

التربية وبناء الثقة بالنفس عند الأطفال

24 أبريل, 2021