في الأيام والأسابيع الأولى بعد الطلاق.. ما هي المشاعر والتحديات التي تواجهها المرأة كأم عزباء؟

عندما تختبرين لأول مرة عالم الأمومة كأم عزباء بعد تجربة الطلاق، تجدين نفسك في مرحلة جديدة متسارعة الأحداث مع تغييرات جذرية تتطلب منك التكيف السريع. هذه المرحلة الانتقالية مليئة بالتحديات والمشاعر التي تترك أثراً عميقاً في النفس، خاصة فيما يتعلق بتربية طفلك بمفردك، أو كيفية التنسيق مع والده في الأمور المتعلقة برعايته وتربيته.

 

في الأيام الأولى، من الطبيعي أن تعاني من تقلب كبير في المشاعر بين الغضب والحزن والإحباط والخوف، وقد تراودك مشاعر الصدمة والذنب والندم والعار والأسى، لكن في المقابل، قد تجدين أيضاً شعوراً بالراحة والأمل والحماس تجاه حياة جديدة خالية من الصراعات التي عكرت حياتك أثناء الزواج. يمكنك اعتبار هذه الفترة فرصة لاكتشاف نفسك وإعادة بنائها من جديد.

 

نصائح للأيام الأولى من الأمومة المنفردة

في البداية، يكفي أن تسعي لتدبير أمورك اليومية والتعامل مع مشاعرك المتقلبة. امنحي نفسك الوقت للتكيف مع هذه التغيرات الكبيرة. إليك بعض النصائح التي قد تساعدك على تجاوز الأيام والأسابيع الأولى:

1-اطلبي المساعدة والدعم:

لا تتردي في طلب الدعم من العائلة والأصدقاء، فهذه الفترة قد تكون من أصعب اللحظات في حياتك، حيث تتعاملين مع مشاعر الفقد والقلق والتغيير. ووجود علاقات عائلية داعمة قوية له تأثير كبير على قدرتك على التكيف مع هذه التغيرات. من خلال مساعدتهم العملية في رعاية شؤون الأطفال بالإضافة إلى العون نفسي الذي يتيح لك الفرصة للتعبير عن مشاعرك. 

تذكري أن طلب المساعدة ليس علامة على الضعف، بل هو خطوة شجاعة نحو التعافي وبناء حياة جديدة.

 

2-خصصي وقتاً للتأقلم:

تذكري أن التأقلم مع التغييرات الكبيرة يحتاج إلى وقت. امنحي نفسك الفرصة للتعامل مع مشاعرك، فالشعور بالخسارة جزء لا يتجزأ من التجربة والتحدث عن مشاعرك مع شخص تثقين به يمكن أن يساعدك على تخطي هذه الفترة الصعبة.

 

3-خذي الأمر بالتدريج

لا تضعي توقعات عالية من نفسك في الأيام الأولى. هناك أمور لا داعي للقلق بشأنها الآن، أو يمكنك تأجيلها حتى تستقر أوضاعك ومشاعرك مثل الانتقال إلى منزل جديد.

 

4-ركزي على ما يمكنك التحكم به

قد تكون بعض الأمور خارجة عن سيطرتك، مثل الوقت الذي يقضيه طفلك مع والده أو طبيعة الأنشطة التي سيقومان بها أو الكلام الذي سيسمعه من والده. بدلاً من ذلك، وجهي طاقتك للتركيز على الأمور التي يمكنك التأثير عليها. يمكنك وضع روتين يومي يساعد طفلك على الشعور بالأمان والرعاية والحب خلال الوقت الذي تقضيانه معاً.

أما إذا كنت تمرين حالياً بتجربة طلاق أو تستعدين لها، فإن دورة ” الطلاق والاستقرار النفسي للطفل” يمكن أن تساعدك كثيراً لتجاوز هذه المرحلة بأقل الخسائر مع الحفاظ على صحة طفلك النفسية واستقراره العاطفي من خلال إيصال خبر الانفصال بطريقة صحيحة، احتواء مشاعره ثم خلق روتين حياة مستقر مع الحفاظ على الاحترام والأخلاقيات الحميدة بينكما كأبوين أمام الطفل، بالإضافة طبعاً لوجود إجابات كثيرة لأسئلة تدور في ذهنك تخص مرحلة ما قبل وبعد الانفصال.

 

5-تذكري أن لديك الخيار في جوانب متعددة

حتى لو كان الوضع الحالي يبدو صعباً ولا يمكن تغييره، تذكري أنك تملكين القدرة على اختيار ردود أفعالك، مثل:

• التصرف بهدوء وثبات انفعالي واحترام، بغض النظر عن سلوك والد طفلك.
• الاعتناء بنفسك والحفاظ على صحتك النفسية والجسدية.
• إحاطة نفسك بأشخاص إيجابيين وداعمين يرفعون من حالتك المعنوية.

 

6– كوني لطيفة مع نفسك

في هذه المرحلة الحرجة من السهل أن تنزلقي في فخ التأنيب وجلد الذات على الأمور التي سارت بعكس ما خططت له، وهنا من المهم جداً أن تكوني لطيفة ورحيمة بنفسك. التعاطف مع الذات في هذه المرحلة يحسن صحتك النفسية ويجعلك أكثر قدرة على رعاية طفلك ومساعدته على التكيف مع هذه المرحلة الجديدة في حياتكما.

 

7- ركزي على نقاط قوتك

تذكّري كيف واجهتِ التحديات في الماضي، كل إنجازاتك السابقة صغيرة كانت أم كبيرة هي نقاط قوة في شخصيتك تستحق الفخر وتُظهر لك أنك قادرة على تجاوز صعوبات الحياة.

 

8-فكّري بإيجابية في المستقبل

تخيلي كيف تريدين أن تسير الأمور في المستقبل. ابدئي بوضع أهداف جديدة قريبة المدى لنفسك ولطفلك، واعملي على تحقيقها خطوة بخطوة. التفكير الإيجابي يساعدك على رؤية الفرص بدلاً من العقبات، ويمنحك الدافع للاستمرار رغم التحديات. 

ولا أحد يدري، قد تتغير حالتك مع مرور الوقت، فربما يتم الصلح مع زوجك السابق بعد حل أساس الخلافات بينكما أو قد تجدين شريكاً جديداً مناسباً لتكملي رحلة حياتك معه، المهم ألا تقضي هذه المرحلة بالانتظار لحدوث شيء خارجي أو شخص يأتي ليغير مجرى الأمور، بل كوني أنتِ التغيير الذي تسعين إليه. استثمري في نفسك على جميع الأصعدة: العقلي، العاطفي، والاجتماعي.  

تذكّري أن الماضي هو درس، وليس قيداً، وأن لديك القدرة على إعادة تشكيل حياتك كما تريدين.